حافظت جامعة الخرطوم على صدارتها للجامعات السودانية في تصنيف “ويبومتركس” العالمي لنصف العام 2025، مؤكدة مجددًا مكانتها التاريخية والعلمية كمؤسسة أكاديمية رائدة في السودان والمنطقة. 

الخرطوم _  التغيير

هذا التصنيف الذي يُعد من أبرز المؤشرات العالمية لتقييم الجامعات لا يعتمد فقط على الترتيب الأكاديمي الكلاسيكي، وإنما يركّز على الحضور الرقمي والانتشار البحثي عبر الإنترنت، وهو ما يجعل تفوق جامعة الخرطوم في هذا المجال دلالة واضحة على تماسك بنيتها التقنية وتفوقها في النشر العلمي المفتوح والتواصل المعرفي عبر المنصات الرقمية.

تصنيف “ويبومتركس” الذي يصدر عن المجلس الأعلى للبحث العلمي بإسبانيا، يشكّل مرآة حديثة لأداء الجامعات على المستوى العالمي، ويهدف إلى تحفيز مؤسسات التعليم العالي على تعزيز وجودها الإلكتروني والانخراط النشط في بيئة البحث العلمي الرقمي. الترتيب لا يعتمد على المعايير التقليدية من عدد الطلاب أو حجم التمويل، بل يُبنى على معايير كمية ونوعية ترتبط بشكل مباشر بحجم المحتوى المتاح عبر الإنترنت، مدى انتشار الموقع الجامعي، كثافة الروابط الخارجية، وأثر البحوث العلمية المنشورة، مما يجعله معيارًا عصريًا يواكب تحوّلات التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين.

أهمية هذا التصنيف تكمن في أنه يُشجع الجامعات على اعتماد الشفافية والانفتاح المعرفي، ويعكس مدى تفاعلها مع المجتمع المحلي والعالمي من خلال أدوات النشر الإلكتروني. ويُعد احتفاظ جامعة الخرطوم بصدارة التصنيف تأكيدًا على دورها الريادي في بناء نظام أكاديمي حديث قائم على الوصول الحر إلى المعلومات، ويُبرِز جهودها المستمرة في ترقية موقعها الإلكتروني، وإتاحة البحوث العلمية بصورة مفتوحة، ما يعزز من تصنيفها بين الجامعات الإفريقية والعربية، وليس فقط داخل السودان.

وقد حلّت جامعة الخرطوم في المرتبة الأولى على المستوى الوطني، وجاءت في المرتبة 1,381 عالميًا، بينما جاءت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في المرتبة الثانية محليًا، واحتلت المركز 1,782 عالميًا، تلتها جامعة أم درمان الإسلامية التي حلّت ثالثة على مستوى السودان في المرتبة 2,456 عالميًا، ثم جامعة الجزيرة في المركز الرابع (2,497 عالميًا)، تليها جامعة النيلين في المركز الخامس محليًا (2,774 عالميًا). وبرزت أيضًا جامعات أخرى مثل جامعة البحر الأحمر (3,057 عالميًا)، جامعة أم درمان للعلوم والتكنولوجيا (3,131)، الجامعة الإسلامية العالمية (3,177)، جامعة بحري (3,235)، وجامعة كردفان (3,451)، إلى جانب جامعات مثل الزعيم الأزهري، وادي النيل، مشرق، كسلا، شندي، والمستقبل، وجميعها جاءت في مراتب متفاوتة ضمن التصنيف العالمي، تتراوح بين 3,500 إلى ما بعد 4,800 عالميًا.

لكن رغم هذا الإنجاز اللافت لجامعة الخرطوم، فإن بقية الجامعات السودانية لا تزال تحتاج إلى خطوات تطويرية جوهرية في بنيتها الرقمية، واستراتيجياتها في النشر العلمي، وتفاعلها عبر الشبكة. ويبرز من خلال التصنيف أن معظم الجامعات السودانية، رغم ما تملكه من إمكانات علمية، لا تزال متأخرة في الحضور الرقمي والتأثير البحثي، ما يستدعي ضرورة وضع خطة وطنية للنهوض بالبنية الرقمية في قطاع التعليم العالي السوداني، وتدريب الكوادر على إنتاج المحتوى الأكاديمي والنشر المفتوح.

ويُنظر إلى أن مجيء جامعة الخرطوم في هذه المرتبة ليس مجرد تفوق منفرد، بل بداية لحراك أوسع نحو إصلاح التعليم الجامعي في السودان، خاصة أن تصنيف “ويبومتركس” لا يقيس فقط جودة التعليم، بل يعكس قدرة المؤسسة على التفاعل مع العالم، ونقل المعرفة، والانخراط في المنظومة البحثية الدولية.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.