اخبار السودان

ثنائية إبراهيم الرشيد وإبراهيم عوض

عبد المنعم هلال

يا زمن وقف شوية
محصلة ثماني سنوات حب ب(التلفون)

الشاعر الراحل ابراهيم الرشيد التقيناه وزميلي الأستاذ الواثق عبد الرحمن في أغسطس 2012م في حوار نشر بصحيفة حبيب البلد وأهدانا (لحظات هنية) وفي حضرته لم يتوقف (الزمن) كما طلب منه قبل اكثر من نصف قرن انما مر سريعاً وهو يحكي لنا تفاصيل ولادة قصيدة (يا زمن وقف شوية)
وقال ان قصيدة يا زمن هي محصلة ثماني سنوات لعلاقة حب ربطتني باحدي الفتيات لم ارها طوال هذه السنوات وكان يربطنا (التلفون) وفي هذه المكالمات لم تصدر منا كلمة احبك او أريدك او ما شابه ذلك انما كان إحساس ومشاعر وفقط عبارات .. صباح الخير .. مساء الخير ..!! .
وها نحن بعد كل هذه السنوات نقلب في دفتر الزمن ونغوص في قصيدة يا زمن وقف شوية ..

أغنية يا زمن وقف شوية تعبر عن حالة من الشجن والحنين الممزوجة بالتمني والرجاء من الزمن إذ نجد أن الشاعر ينادي الزمن ويطلب منه أن يتوقف ويمنحه لحظات هنية يعيش فيها مع محبوبه قبل أن يعود الزمن ليأخذ ما تبقى من عمره.

يا زمن وقف شوية يا زمن ارحم شوية

في هذه الأبيات يبدأ الشاعر بمخاطبة الزمن بصيغة الرجاء فهو يطلب منه الرحمة والتوقف قليلاً ليمنحه فرصة الاستمتاع بلحظات قصيرة من السعادة هنا يعكس الشاعر الإحساس بتسارع الزمن الذي لا يترك مجالاً للعيش في اللحظات الجميلة.

واهدي لي لحظات هنية
وبعدها شيل باقي عمري
وشيل شبابي شيل عينيا

هنا يعبر الشاعر عن تضحيته واستعداده لأن يترك كل شيء في حياته من شبابه وعمره وحواسه مقابل أن يعيش لحظات قصيرة من السعادة ويشير إلى أن تلك اللحظات هي الأغلى والأهم حتى لو كانت قصيرة أو عابرة.

يا زمن رفقا بحالي بي حبيب عمري المثالي

هنا يتجلى التعلق بالمحبوب الذي يعتبره الشاعر (مثالي) أي أنه يراه كمثال للكمال في الحب والعلاقة ومن هذا المنطلق يطلب من الزمن أن يرفق بحاله وبحال محبوبه لأنه لا يحتمل الفراق أو فقدان هذه العلاقة المثالية.

بي سروري وانشغالي
بي احاسيسو ومشاعرو
وبي كل خاطر في بالو

يشير الشاعر إلى الأثر الكبير الذي يتركه المحبوب في حياته فهو ليس مجرد شريك في السعادة بل هو جزء من كل شيء من أحاسيسه ومشاعره وحتى الأفكار التي تدور في ذهنه. العلاقة بين الشاعر والمحبوب هنا عميقة وحميمية إلى درجة أن المحبوب يشكل محور حياته.

يازمن ماتبقى قاسي
نحن حققنا المحال

يدعو الشاعر الزمن إلى أن يكون رحيماً لأنهما هو ومحبوبه قد تجاوزا كل الصعاب وحققوا (المحال) أي أنهم عاشوا حباً نادراً وصعب التحقيق ويشير إلى النضال والتضحيات التي بذلاها ليبقيا معاً.

ونسجنا في الخيال الف حيلة لي لقانا

تتحدث هذه الأبيات عن التخيل المستمر بين الشاعر ومحبوبه حيث كانا ينسجان حيلاً وخططاً في خيالهما من أجل اللقاء وهو ما يعكس صعوبة اللقاءات الحقيقية بسبب الظروف الزمنية أو المكانية.

يا زمن ارحم حبائب
لسه في عمر الزهور

يستمر الشاعر في مخاطبة الزمن لكنه هذه المرة يتحدث نيابة عن جميع الأحباء الذين ما زالوا في مقتبل حياتهم ويطلب من الزمن أن يرحمهم ويمنحهم لحظات من السعادة قبل أن يفوت الأوان.

يازمن جود عليهم بي دقائق
قبل ما تعدي وتمر

هنا يتجلى الإلحاح في طلب الزمن بأن يمنح الأحباء دقائق فقط قبل أن تنقضي ليعيشوا فرحة الحب والحياة ويعكس هذا البيت الشعور بالحزن العميق لمرور الزمن السريع دون أن يمنح الناس فرصة للاستمتاع بحياتهم.

يا زمن انت جاي في النهاية
جا وما عارف البداية

في هذه الأبيات يعبّر الشاعر عن فلسفة الزمن فهو يلاحظ أن الزمن يأتي دائمًا في النهاية عند النقطة التي تكون فيها الأشياء قد انتهت بالفعل دون أن يدرك أو يعرف كيف بدأت الحكاية.

ديل حبائب عاشوا فكرة
وللقاهم اسمي غاية

يصف الشاعر المحبوبين بأنهم عاشوا فكرة الحب المثالي الذي كان لقاؤهم فيه الغاية القصوى وهذا التعبير يعكس مدى تعلق الشاعر بالمحبوب وتمني اللقاء الذي قد يمثل المعنى الأسمى لحياتهم.

الأغنية بأبياتها كلها تعكس حالة من الحنين والشجن وتشير إلى أن الحب قد يكون أكثر عمقاً وقوة من الزمن ذاته. الأغنية تتحدث عن التعلق بلحظات السعادة التي تمر بسرعة ورغبة الإنسان في استرجاعها أو العيش فيها ولو لفترة قصيرة حتى لو كلفه ذلك شبابه أو عمره كله.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *