جرى توقيف المتهم الرئيسي بالتعدي ومعاونيه، فيما شددت ولاية الخرطوم على ضرورة استكمال الإجراءات القانونية مع النيابة وتقديمهم للمحكمة لمحاسبتهم وحماية الآثار.
أم درمان: التغيير
أوقفت السلطات السودانية المختصة، مواطناً في منطقة كرري بمدينة أم درمان غربي الخرطوم، بعد أن أقدم على إزالة أجزاء من طابية “السرحة” الأثرية، التي تعد شاهدًا نادرًا على الحقبة المهدية، بهدف إقامة “كمينة طوب” لأغراض استثمارية.
وتعتبر “الطوابي” في مدينة أم درمان أحد المعالم التاريخية البارزة لفترة الثورة المهدية في السودان، وهي حصون عسكرية دفاعية بُنيت باستخدام الطوب النيّ والمواد المحلية في أواخر القرن التاسع عشر للدفاع عن المدينة.
ووفقاً لمتابعات (التغيير) كان المتهم بالتعدي على الطابية قد ادعى ملكيته للأرض بعد شرائها من أحد المجاورين للطابية، وعلى الفور، بدأ في إزالة أجزاء منها لبدء مشروعه التجاري، متجاهلاً قيمتها التاريخية والحضارية.
وأفاد إعلام ولاية الخرطوم، أنه فور رصد التعدي، تحركت الجهات المختصة بسرعة، حيث أجرى المدير العام لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة بالولاية الطيب سعد الدين، اتصالات عاجلة مع الهيئة القومية للآثار لتقييم حجم الضرر، كما تواصل مع أمين حكومة الولاية والمدير التنفيذي للمحلية، بالإضافة إلى جهاز حماية الأراضي وإزالة المخالفات.
ونتيجة لهذه الاتصالات السريعة، تحرك جهاز حماية الأراضي على الفور وفتح بلاغًا جنائيًا ضد المعتدين، الذين تم إيداعهم في الحراسة.
وشدد سعد الدين على ضرورة استكمال الإجراءات القانونية مع النيابة وتقديم الجناة إلى المحكمة لضمان محاسبتهم وحماية الآثار من أي اعتداءات مستقبلية.
ووصف الطيب سعد الدين هذا الاعتداء بأنه “جريمة تاريخية للآثار لن يتم التهاون معها”.
وأكد أن الوزارة ملتزمة بحماية المواقع الأثرية باعتبارها شواهد حية على تاريخ السودان وموروثه الحضاري.
وتثير هذه الحادثة تساؤلات واسعة حول ضعف الرقابة على المواقع الأثرية في البلاد، مما قد يعرضها لخطر التدمير.
ويدعو نشطاء إلى وضع خطط أكثر صرامة لحماية هذه المعالم وتوثيقها بشكل رسمي لمنع تكرار مثل هذه التعديات في المستقبل.
المصدر: صحيفة التغيير