توترات بين الرعاة والمزارعين تنذر بانفجار صراعات قبلية جديدة بكسلا
حذر ناشطون مدنيون من تفجر صراعات قبلية جديدة بولاية كسلا على خلفية توترات بين الرعاة والمزارعين في مناطق غرب الولاية.
وتشهد ولاية كسلا هدوءاً منذ أعوام بعد سلسلة من الصراعات القبلية التي أودت بحياة عشرات المواطنين وتسببت في خسائر في الممتلكات.
وشكا عدد من الرعاة عبر راديو دبنقا من تحول مراعيهم في مناطق غربي كسلا إلى مزارع.
وأوضح أحد الرعاة إن الريف الغربي بكسلا هو مراعي للثروة الحيوانية وأحد مسارات الرعاة الأساسية، وأشار إلى التعدي على تلك المراعي وتحويلها إلى مزارع تحتل مساحات واسعة، وتعرض الرعاة للتهديد بالسلاح الناري أثناء عبورهم بتلك المسارات، وطالب السلطات باتخاذ إجراءات تحفظ للرعاة حقوقهم.
من جانبه قال أحد الرعاة إن المراعي تمت زراعتها منذ مايو الماضي، وإنهم لم يجدوا مراعي لمواشيهم مما اضطر بعض الرعاة لعبور الحدود إلى دول الجوار. وأوضح إن أمامهم خيارات محدودة إما أن يعيدوا انتزاع مراعيهم بالقوة أو أن يتخلوا عن ماشيتهم وعن الرعي ويتحولوا إلى مهن أخرى.
وقال الناشط في المجتمع المدني همرور حسين لراديو دبنقا إن وزارة الزراعة والجهات ذات الصلة لا تقوم بدورها المطلوب في تنظيم المراعي والحواكير الزراعية، وأوضح إن هذه التطورات تمثل مصدر خطر على مستقبل الثروة الحيوانية في الولاية وتهدد السلم المجتمعي.
وقال إن اعتداء المزارعين على المراعي وسط صمت من حكومة الولاية، وطرد الرعاة بقوة السلاح يمكن أن يفجر صراعات مجتمعية. ودعا لمراجعة التصديقات سنويا وحسم المتفلتين بقوة السلاح.
ولم يتسن لفريق راديو دبنقا الحصول على إفادات مباشرة من وزير الزراعة بولاية كسلا.
ووفقاً للإحصائيات الحكومية، فإن هناك اعدادا كبيرة من الثروة الحيوانية بولايتي كسلا والقضارف تقدر بــ6 ملايين رأس خلافا للقطيع الذي يأتي من الولايات الأخرى المجاورة بغرض الرعي.
وكانت ولاية القضارف قد شهدت احتجاجات متكررة خلال الأعوام الماضية بسبب عدم التزام حكومة الولاية بقراراتها بشأن إغلاق غابة الفيل أمام الزراعة والسماح بزراعتها لمدة أربعة سنوات مما أدى لتحول الغابة إلى صحراء جرداء وتسبب في احتكاكات بين الرعاة والمزارعين.
وفي يونيو الماضي، وجه والي كسلا المكلف اللواء ركن معاش الصادق محمد الازرق بوضع المعالجات التي تحد من وقوع الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة.
جاء ذلك لدى لقائه لجنة تسيير اتحاد الرعاة حيث تم التفاكر حول التعديات على المراعي من قبل المزارعين، والهجمة على أراضي المراعي في الآونة الاخيرة، فضلا عن أهمية المسارات في حركة الحيوان. وأمن اعضاء اللجنة على ضرورة ايجاد نقاط للحماية خاصة خلال موسم الخريف.
وكانت ولاية كسلا شكلت في وقت سابق لجنة لحماية المراعي برئاسة مدير عام لتفعيل قانون حماية المراعي وفتح المسارات، وتكوين لجان فنية بالمحليات علي نسق لجنة حماية المراعي وفتح المسارات، فضلا عن الاشراف على معسكرات حماية المراعي ولجان المحليات، ومتابعة الميزانية لتنفيذ العمل، وعقد اجتماعات دورية للتعديات التي تحدث بالمحليات، اضافة للعمل على ايقاف التوسع الزراعي على حساب اراضي المراعي والمسارات، على ان ترفع اللجنة تقارير دورية للجنة امن الولاية.
وألحقت الحرب أضرار بالغة بقطاع الثروة الحيوانية بسبب تحول مساحات واسعة من المراعي إلى ساحة للقتال كما نفق عدد كبير من الماشية بسبب القصف.
ويعد السودان من أغنى الدول العربية والأفريقية بثروته الحيوانية، إذ تقدر أعداد الحيوانات بنحو 103 ملايين رأس، منها 30 مليون بقرة و37 مليون رأس غنم، وكذلك 33 مليون رأس ماعز و3 ملايين رأس من الإبل.
دبنقا
المصدر: صحيفة الراكوبة