وجود تحشيد عسكري في مناطق حدودية بين اريتريا واثيوبيا، ومع زيادة التوترات بين البلدين بدأ كل طرف في جمع معارضة الطرف الآخر، كما اجتمع في أديس ابابا مجموعة “لواء ناميدو” بالإضافة للمجلس الوطني لتجمع المعارضين الاريتريين الذي التئم بعد غياب عن الساحة السياسية امتد ل10 سنوات.

التغيير: نيروبي: أمل محمد الحسن

في ظل التوترات في حدود السودان الشرقية بين دولتي اثيوبيا واريتريا تبرز مخاوف اقليمية من اندلاع حرب جديدة في المنطقة تتغذى على حرب السودان وتقوض مبادرات ايقافها.

إعلان حرب

“إنه يعلن الحرب، ومن المخزي أنه من أجل التستر عليها يرسل شكاوى ضد اريتريا للأمين العام للأمم المتحدة” هذا ما قاله الرئيس الاريتري اسياس افورقي في مقابلة رسمية منشورة على صفحة وزارة الاعلام في نهاية يوليو الماضي.

وطالب أفورقي نظيره الاثيوبي آبي أحمد، في ذات المقابلة، بحل مشاكل بلاده الداخلية قبل جر الشعب الإثيوبي إلى حروب غير مرغوب فيها.

وكان وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثيوس، ندد في رسالة رسمية إلى نظيره الأميركي   بما وصفه بـ”الاحتلال الإريتري للأراضي الإثيوبية”، و”الاستفزازات المتكررة”، ودعم إريتري لجماعات مسلحة معارضة، معتبراً أن هذه الأفعال تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

فيصل محمد صالح: أي مواجهات مسلحة بين اثيوبيا واريتريا ستعقد المشهد في السودان

وبدأت العلاقة بين أسمرا واديس ابابا في التدهور منذ توقيع اتفاق سلام “بريتوريا” في نوفمبر 2022  بين حكومة إثيوبيا والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بقيادة  “ديبريتسيون جبريميكل” لجهة عدم موافقة “أفورقي” على إنهاء الحرب واصراره على سحق التيغراي.

كما أشار “أفورقي” خلال حديثه في المقابلة الرسمية بطرف خفي إلى رغبة أديس ابابا في الحصول على منفذ بحري ليس من حقها. وفيما لم يستغل آبي أحمد التقارب الكبير الذي حدث مع أسمرا ابان حربه مع التيغراي مطلع العام 2020 من أجل الوصول لتفاهمات حول استخدام ميناء “عصب” ما جعل الحديث حول ضرورة وجود منفذ بحري في الوقت الحالي بمثابة تهديد بالحرب.

نذر مواجهات

أفادت تقارير إعلامية إلى وجود تحشيد عسكري في مناطق حدودية بين اريتريا واثيوبيا، ومع زيادة التوترات بين البلدين بدأ كل طرف في جمع معارضة الطرف الآخر.

حيث يتواجد حاليا بأثيوبيا “التجمع الوطني العفر الإريتري” الذي يعمل على تكوين جماعات مسلحة، وصرح علي محمد عمر، العضو التنفيذي والمتحدث باسم الجمعية الوطنية العفرية في إريتريا قائلا: “الحكومة الإثيوبية أعطتنا الفرصة للتحرك والتحدث.

كما اجتمع في أديس ابابا مجموعة “لواء ناميدو” بالإضافة للمجلس الوطني لتجمع المعارضين الاريتريين الذي التئم بعد غياب عن الساحة السياسية امتد ل10 سنوات.

محلل سياسي اثيوبي: أطراف دولية وإقليمية تدفع لحدوث مواجهات بين اثيوبيا واريتريا

من جهتها جمعت اريتريا مجموعات العفر الاثيوبيين المعارضين للرئيس آبي أحمد، كما فتحت خط مع قوات الفانو المتمردة على أديس ابابا وتتجمع في إقليم الأمهرا.

وفي الأثناء اجتمع “أفورقي” السبت الماضي، الموافق 2 أغسطس، مع قيادات مليشيات مسلحة سودانية حضره كل من: الأمين داؤود، شيبة ضرار، إبراهيم دنيا ومحمد طاهر بيتاي دون الكشف عن أجندة اللقاء.

حرب بالوكالة

وكشف محرر موقع عدوليس الإخباري الإريتري جمال همد لـ (التغيير) عن حملات تجنيد إجباري تقوم بها حكومته في مختلف الأقاليم تصاحبها حركة لجوء واسعة للشباب الاريتري إلى الأراضي السودانية.

واستبعد همد وقوع حرب شاملة بين البلدين مشيرا إلى احتمالة حدوث مناوشات وحرب بالوكالة يستخدم فيها كل طرف معارضي الطرف الآخر.

وعزا همد استبعاده لقيام حرب شاملة لوصول الطرفين لمرحلة الانهاك بسبب الحروب الطويلة ” خاصة اريتريا التي تعاني من نقص بشري وقدرات اقتصادية وأدوات عسكرية”.

صحفي اريتري: حركة تجنيد واسعة تقوم بها الحكومة للشباب في مختلف أقاليم البلاد

اتفق مع محرر موقع عدوليس المحلل السياسي السوداني ووزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح قاطعا بأن اريتريا لن تكون قادرة على التصدي لحرب مع اثيوبيا لجهة وجود تفاوت في مستوى القوة بين البلدين “عدد السكان في اريتريا مجو 4 ملايين شخص فيما يتراوح عدد سكان اثيوبيا بين 120 الى 130 مليون نسمة” مشيرا إلى أن الغلبة السكانية تنعكس على الجيش.

فيصل محمد صالح

وقال صالح لـ (التغيير): الجيش الاثيوبي كبير وقوي مذكرا باقترابه من الوصول لأسمرا ابان الحرب الاثيوبية الاريترية ولم يدفعه للتراجع وقتها لإلا التحذيرات الأمريكية.

وأضاف وزير الإعلام السابق أن اريتريا دولة صغيرة ذات موارد محدودة وشحيحة مشيرا إلى العزلة التي تعيشها بعيدا عن التحالفات الإقليمية والدولية “ربما تؤدي الحرب إلى إعادة احتلال اثيوبيا لأريتريا”

فيصل صالح: السودان سيتورط في الحرب بين اثيوبيا واريتريا حال استخدمت الأخيرة المليشيات السودانية التي دربتها في أراضيها

من جهته اختلف المحلل السياسي الاثيوبي عبد الشكور حسن مع الصحفي الاريتري همد الذي استبعد حدوث حرب مباشرة، وقال لـ (التغيير) إن احتمالية حدوث مواجهة عسكرية بين بلاده وجارتها اريتريا واردة بسبب الاستقطاب الحاد “والأنانية التي يشهدها العالم”.

واتهم حسن أطرافا دولية وإقليمية، لم يسمها، بأنها تسعى وتدفع لحدوث هذه المواجهات المسلحة.

المنفذ البحري

وشدد المحلل السياسي الاثيوبي على أن بلاده أعلنت رغبتها في الحصول على المنفذ البحري عبر الطرق السلمية، والسلمية فقط، وأكد أن التصعيد العسكري المحتمل لن يكون بهذا السبب.

والقى بالاتهام للاتجاه بالصدام على الرئيس الاريتري أفورقي الذي قال إنه خلق أزمات في دول السودان والصومال وجيبوتي وجنوب السودان والكونغو تهربا من الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلاده.

وقال: “إسياس أفورقي يستمر في القيام بدور وظيفي ظل يلعبه منذ السبعينات وما زال على حساب مصالح شعوب ودول المنطقة”.

محلل سياسي اثيوبي: بلادي أعلنت رغبتها في الحصول على المنفذ البحري عبر الطرق السلمية فقط

من جانبه وصف محرر موقع عدوليس جمال همد موضوع الموانئ الاريترية ” وامتلاكها سلما وحربا ” حسب الخارجية الاريترية والوصول الاثيوبي للبحر الأحمر فزاعة يستخدمها طرفي النزاع للتحشيد والتهرب من اسئلة الداخل.

وأضاف: رئيس الوزراء الاثيوبي يحاول أن يكسب بها معاركه الداخلية مع مسلحين الفانو ليعزلهم سياسيا فيما يستخدمها أفورقي لحماية نظام حكمه الذي يتهاوى، حد تعبيره.

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

وأكد همد لـ (التغيير): صحة الادعاءات الاريترية باحتلال إثيوبيا لمناطق حدودية محملا رئيس بلاده مسؤولية هذا الاحتلال لتأجيله حسم الأمر ابان ما وصفها ب”سنوات العسل” بين البلدين. وقال: “كان اسياس وآبي احمد حينها يبيتان النية لتدمير جبهة تحرير شعب تغراي”.

آثار كارثية على السودان

حل مشكلة السودان ليس مجرد خيار، وعلى الجميع المساهمة فيها “ليس خيارا أن نلتزم الصمت ونتفرج” هذه بعض إفادات الرئيس الاريتري في الحوار الرسمي المشار إليه سابقا، وموقف أسمرا الداعم للجيش السوداني ليس خافيا على أحد كما توجد عدد من المليشيات المسلحة التي تتدرب في أراضيه.

لكن اندلاع حرب بين اسمرا واديس ابابا ستكون لديها عواقب وخيمة على الحرب السودانية وفق وزير الإعلام السابق الذي أشار إلى انتشار مقاتلي التيغراي في البطانة والجزيرة وغيرها من المناطق، مشيرا إلى دعم حكومة بورتسودان لهم لجهة اعتقادها بأن اثيوبيا تدعم قوات  الدعم السريع.

صحفي اريتري: هناك دولة إقليمية تسعى لعمل وساطة لتهدئة الأوضاع بين اسمرا واديس ابابا

ورجح صالح أن تعود هذه القوات للقتال عبر الحدود الاثيوبية حال نشوب اشتباكات بين اسمرا واديس ابابا مشيرا الى انه في المقابل ربما تستغل اريتريا المليشيات السودانية المسلحة التي دربتها في اراضيها وسلحتها في القتال.

وقال: “معظم هذه المليشيات متحالفة مع الحكومة الأمر الذي سيورط السودان في أي صراع ينشب بين اثيوبيا واريتريا”.

وقطع صالح بأن توريط السودان ستكون له تأثيرات كبيرة على المستوى العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي، قاطعا بأنه ستكون هناك حركة لجوء كبيرة من اثيوبيا واريتريا باتجاه السودان الذي ما زال يرزح تحت وطأة لاجئين سابقين من البلدين ولديه لاجئين في كل دول الجوار ونازحين “المشهد سيكون معقدا”.

حلول إقليمية

المخاوف المتصاعدة من اندلاع حرب جديدة لن ينحصر تأثيرها في منطقة القرن الأفريقي فقط بل ستمتد إلى شمال وشرق القارة وفق وزير الإعلام السوداني السابق، تتطلب تحركات إقليمية ودولية عاجلة لاحتواء الصراع قبل اندلاعه، خاصة وأن الحرب السودانية المستمرة لثلاث سنوات الآن فشلت كل المبادرات الإقليمية والدولية في اخمادها.

فيصل صالح: ربما تؤدي الحرب إلى إعادة احتلال اثيوبيا لاريتريا

وبينما كشف محرر موقع عدوليس الإخباري عن قيادة دولة إقليمية كبرى، رفض تسميتها، لمفاوضات بعيدا عن عاصمتها شكك المحلل السياسي الاثيوبي في دور المنظمات الإقليمية والدولية التي وصفها ب”العاجزة” عن العمل لتحقيق مصالح شعوب ودول المنطقة.

وقطع حسن في حديثه مع (التغيير) بأن القول الفصل للقوى الدولية والإقليمية المستفيدة من الصراعات والنزاعات.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.