تناقض تصريحات عقار مابين الحل العسكري و الجنوح للتفاوض

تقرير: رشا حسن
في تصريحات جديدة له، أعلن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، استعداد الحكومة لإنهاء الحرب المستمرة، مشيرًا إلى الصعوبات التي تواجهها في التواصل مع قوات الدعم السريع بسبب تعدد مراكز اتخاذ القرار داخل صفوفها، فضلاً عن انضمام مرتزقة أجانب إليها. جاء ذلك خلال لقاء عقار مع رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، حيث توقع أن يتم القضاء على الدعم السريع في معظم ولايات البلاد بحلول نهاية أبريل 2025. يذكر أن عقار كان قد حدد في سبتمبر 2024 موعدًا لإنهاء الحرب بين الجيش والدعم السريع قبل نهاية العام.
“صعوبة التواصل”
ويرى خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية، اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب، أن حديث مالك عقار عن صعوبة التواصل مع الدعم السريع يعني عدم وجود قيادة معروفة للدعم السريع، أو أن هناك صعوبة في التواصل بينها وبين المجال المحلي والإقليمي والدولي. وأضاف أن ذلك يعني عدم وجود حميدتي في منطقة معروفة أو في موقع القيادة المسيطرة.
وقال مجذوب في حديثه ل”الراكوبة” إنه بدون التواصل مع القيادة يصعب الوصول إلى حل أو تفاوض. وأضاف أن مسألة القضاء على الدعم السريع تشير إلى أن هذه الحرب أصبحت حرب مدن وطرقات، وتحولت إلى حرب مفتوحة يدخل فيها الطيران والطائرات المسيرة، وبالتالي يفتقر الدعم السريع إلى الوحدات المتخصصة في هذا المجال من القتال والأفراد المدربين، ويستعين بالمرتزقة من دول أفريقية.
وأشار إلى أن تحديد موعد أبريل للقضاء على الدعم السريع بني على هذه الشواهد، وعلى التوقعات والقوة المتبقية من الدعم السريع سواء كانت في وسط الخرطوم، تحديدًا في القصر الجمهوري والمطار، أو في غرب أم درمان.
“تصريحات متناقضة”
أما المتحدث باسم الحزب العربي الاشتراكي، د. عادل خلف الله، فيقول إن تصريح مالك عقار هو صدى للخطابات الثلاثة الأخيرة: خطاب عبد الرحيم دقلو، ثم خطاب حميدتي، ثم خطاب الفريق البرهان الذي بدا كردًا عليهما. ومفاده الإصرار على الحل العسكري، الذي لا يُحل عسكريًا، كما أكدت مجرياته ونتائجها المدمرة في كافة مناحي الحياة، ورفض قاطع للتفاوض، الذي لا بد منه لإنهاء أي حرب.
وأشار خلف الله في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أن تصريحاته، من جانب آخر، تعبر عن اضطراب المواقف وعدم اتساقها، على الأقل مع آخر تصريح لعقار نفسه، الذي أورد فيه أن خطتهم للتفاوض جاهزة. مضيفًا أن البعض يعزو ذلك لما يحدث على مسرح العمليات، إلا أن الأرجح هو حقل الألغام وحجم الضغوط التي يحاصر بها الفلول بعض قيادات الجيش، ورغبة أطراف الحرب ومموليها في جعلها حربًا منسية لأطول مدى، في سياق إضعاف السودان والتمهيد لمزيد من تمزيقه وتفتيته.
وأوضح خلف الله أن كل منهم يغني على ليلاه، دون اكتراث بحجم الكارثة الإنسانية والمعاناة المتعاظمة على المدنيين، وحجم الدمار والتخريب.
المصدر: صحيفة الراكوبة