جودة مياه الشرب تحت الاختبار و لا مؤشرات لنفوق الأسماك
في أعقاب الحرب التي شهدتها ولاية الخرطوم، واجهت العاصمة تحديات بيئية جسيمة نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، واندلاع الحرائق، وتحلل الجثث، وتلوث مصادر المياه والتربة.
ومن أجل تقييم الوضع البيئي، أجرينا حوارًا مع مديرة الإدارة العامة لتقييم الأثر البيئي والتراخيص/ مستشار المختبر البيئي بالمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية بولاية الخرطوم دكتورة ندى عبد العزيز بابكر.
الخرطوم : كمبالا: التغيير
تناول الحوار أبرز المخاطر البيئية التي تعرضت لها العاصمة، والتدابير المتخذة لإزالة المخلفات، إضافة إلى مشروع المسح البيئي الجاري تنفيذه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) و هو الذراع البيئي للأمم المتحدة، ويعمل على دعم الدول في مجالات مكافحة التلوث، التغير المناخي، وحماية الموارد الطبيعية، إضافة إلى الاستجابة للكوارث البيئية.
لمعرفة مدى تلوث البيئة نتيجة تحلل الجثث والحرائق لابد من عمل قياسات لمعرفة نوع وتركيز الملوثات
ويهدف المشروع المذكور لمعرفة الوضع البيئي ووضع حلول ومعالجات فعالة.
كما ناقش الحوار خطط إعادة الإعمار البيئي وسبل ضمان جمع بيانات دقيقة بالرغم من التحديات المتعلقة بتدمير المختبر البيئي الوحيد في العاصمة.
و تطرق لاثر الحرائق الكبيرة وانبعاثات الأسلحة على جودة الهواء في العاصمة، وهل فعلاً توجد مناطق أكثر خطورة بيئيًا وتحتاج إلى فحوصات عاجلة، مثل الشجرة، بري، توتي، بحري، وكرري.
هل توجد خريطة دقيقة للألغام والذخائر غير المتفجرة المزروعة في العاصمة ومحيطها؟
ليس من اختصاص ومهام المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية.
ما مدى احتمالية استمرار انفجار الألغام بشكل عشوائي يوميًا في مناطق مثل الكدرو؟
أيضا ليس من اختصاص ومهام المجلس الأعلى للبيئة.
تدمير المختبر البيئي الوحيد في الخرطوم يعقد جهود المسح البيئي بعد الحرب
إلى أي مدى أثّر تحلل الجثث والحرائق الكبيرة على التربة والمياه في الخرطوم؟
لمعرفة مدى تلوث البيئة نتيجة تحلل الجثث والحرائق لابد من عمل قياسات لمعرفة نوع وتركيز الملوثات على عناصر البيئة (الهواء والماء والتربة). حكومة الولاية قامت بإزالة الجثث والمخلفات منذ توقف الحرب بالولاية، ومازالت تعمل على الإزالة وحملات النظافة بتنسيق كامل بين الدفاع المدني ووزارة الصحة والمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية وهيئة نظافة ولاية الخرطوم ومشاريع النظافة بالمحليات ومنظمة الهلال الأحمر. حيث تمت إزالة الجثث وتعقيم المناطق، ولا توجد حالياً جثث في الولاية إلا المدفونة في ميادين عامة أو أحياء، وجارٍ نقلها إلى المقابر المخصصة في كل منطقة.
ما هي أخطر الملوثات التي يمكن أن تنتج عن تحلل الجثث واستخدام الأسلحة الثقيلة داخل الأحياء؟
كمعلومات علمية أي عنصر كيميائي يكون أعلى من الحدود المسموح بها حسب المعايير المحلية والعالمية المتفق عليها يعتبر ملوثاً، وأي ظهور أحياء دقيقة بكمية غير طبيعية يعتبر أيضاً ملوثاً ويؤثر على البيئة والنظام البيئي عامة.
وزارة الصحة الاتحادية قالت إنها تحققت من عدم وجود سلاح كيميائي بنفس وسائل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فهل السودان فعلاً يمتلك مثل هذه الأجهزة والتقنيات؟
نعم، توجد أجهزة بالسودان لعمل القياسات، لم تتأثر كثيراً من الحرب، وبدأت صيانتها وتجهيزها.
هل لدى السودان مراكز بحثية أو مختبرات قادرة على كشف التلوث الكيميائي أو الإشعاعي بشكل مستقل، أم يعتمد فقط على الدعم الخارجي؟
نعم، بالسودان مختبرات داخل الولاية وخارجها يمكن أن تقوم بعمل القياسات. والآن تُجرى قياسات ضمن مشروع المسح البيئي لولاية الخرطوم بعد الحرب.
هل تلوث النيل أو القنوات المائية نتيجة رمي الجثث أو النفايات أو مخلفات الحرب؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من عمل قياسات معملية توضح ذلك. مع العلم أنه لم يتم رصد نفوق للأسماك أو الكائنات المائية، ولم ترد أي بلاغات منذ اندلاع الحرب من المناطق المطلة على النيل بوجود أي تغيرات أو حالات نفوق. ومازال المسح البيئي يعمل للتأكد من ذلك.
ما هي خطورة هذا التلوث على مياه الشرب والثروة السمكية وصحة السكان؟
بخصوص مياه الشرب تقوم الجهة المختصة (هيئة مياه ولاية الخرطوم) في كل محطاتها النيلية بتحاليلها قبل دخولها الخدمة للتأكد من صلاحيتها. كما تُجرى تحاليل لمياه الآبار الخاصة بالشرب. ولمزيد من التأكد، يجري المسح البيئي للولاية، وستُجرى قياسات لكل مصادر المياه.
كيف أثرت الحرائق الكبيرة وانبعاثات الأسلحة على جودة الهواء في العاصمة؟ هل هناك مخاطر حالية مثل أمراض تنفسية أو انتشار غازات سامة بين السكان؟
الآن يعمل المسح البيئي والاجتماعي ولم يخلص بعد إلى النتائج.
ما التأثيرات المباشرة للحرب على الأراضي الزراعية في محيط الخرطوم؟
من المتوقع أن تكون هناك آثار بيئية، لكن لم يتم تحديدها بعد على الأراضي الزراعية. جارٍ التنسيق مع وزارة الزراعة والغابات لإدراج المناطق الزراعية في برنامج المسح البيئي لمعرفة مدى تأثير الحرب على قطاع الزراعة عبر التحاليل المعملية.
هل هناك مناطق اكثر خطورة بيئياً و تحتاج إلى فحوصات عاجلة (مثل الشجرة، بري، توتي، بحري، كرري… إلخ)؟ وما مدى دقة المعلومات المتداولة حول وجود تلوث كيميائي في أكثر من 30 حياً بين وسط الخرطوم وأم درمان؟
لا توجد معلومات علمية عن وجود تلوث في المناطق المذكورة، لذلك شرعنا في مشروع المسح البيئي وسوف تُعلن النتائج لوسائل الإعلام عقب نهاية المسح.
هل صحيح أن المختبر البيئي الكبير المطل على شارع الغابة قد تدمّر بالكامل منذ بداية الحرب؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل توجد أي بدائل حالية أو خطط لإعادة بنائه أو تعويض دوره؟
أجهزة كشف التلوث الكيميائي مازالت تعمل وصيانة عاجلة لإنقاذ ما تبقى
نعم، تدمّر المختبر البيئي الذي كان أول مختبر بيئي في السودان وليس في الخرطوم فقط. وبالتأكيد هناك خطط وبدائل للسعي لإنشاء مختبر بيئي جديد.
كيف يتم تنفيذ مشروع المسح البيئي في الخرطوم في ظل تدمير المختبر البيئي، وما الآليات المقترحة لضمان الحصول على بيانات دقيقة تساعد في وضع حلول ومعالجات فعالة؟
نسبة لمناشدة المواطنين بالرجوع لإعمار العاصمة، وضع المجلس خطة بيئية لإعمار العاصمة، ومن ضمنها مشروع المسح البيئي لمعرفة الوضع البيئي ووضع حلول ومعالجات للآثار البيئية. لذلك يتطلب إجراء قياسات لتحديد تركيز ونوعية الملوثات الكيميائية في الهواء، التربة، مصادر المياه، الأغذية، والمناطق السكنية القريبة من مواقع المعارك مثل الموردة، المهندسين، كرري، توتي، بري، الشجرة، ووسط بحري، لتوضيح حالة البيئة بالولاية.
ومع تدمير المختبر البيئي الوحيد بالعاصمة، تصبح كتابة هذا التقرير صعبة إلا بالاستعانة بمختبر مؤهل من خارج المجلس.
تنسيق مع وزارة الزراعة لإدراج المناطق الزراعية ضمن برنامج المسح البيئي لدراسة تأثير الحرب
كما أقترح توفير مختبرات متنقلة على عربات مزودة بالطاقة الشمسية (environmental mobile vehicles equipped with solar energy)، وهي متوفرة بالخارج ويمكن تقديم مقترحات بشأن تجهيزها. ومن الضروري أيضاً توفير الكادر الفني والإداري والاستشاري لضمان جمع بيانات دقيقة تساعد في وضع حلول ومعالجات فعالة.
هل هناك ميزانية مرصودة لإزالة الآثار البيئية الضارة وحجمها تقريبا؟
ميزانية إزالة الآثار البيئية تُحدد بعد الانتهاء من التقييم البيئي ومعرفة طبيعة وتأثير هذه الآثار. بناءً على ذلك، يتم وضع خطة زمنية محددة لتنفيذ أعمال الإزالة، وتُقدّر التكلفة المالية وفقًا لنوع وكمية الآثار المتوقعة.
ما تفسير الزيادة الكبيرة في حالات الإجهاض المتكرر والتشوهات الخلقية التي تم رصدها في أم درمان وسنار، وهل يمكن أن تكون مرتبطة بالتلوث البيئي أو بمخلفات الحرب؟
لم يثبت بعد، وقد نفت وزارة الصحة ذلك.
المصدر: صحيفة التغيير