«تقدم» تنقسم بسبب خلاف حول «حكومة موازية» في السودان
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/3-3.webp.webp)
أعلنت تنسيقية «تقدم»، وهي التحالف السياسي الأكبر المناهض للحرب في السودان، يوم الاثنين، فك ارتباطها رسمياً مع بعض المجموعات المنضوية تحتها، وتؤيد خطة إنشاء حكومة موازية للحكومة التي يرأسها قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وتكون سلطة إدارتها في المناطق التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع».
وعقدت «تقدم» اجتماعاً، برئاسة رئيس الوزراء المدني السابق عبد الله حمدوك، لمناقشة فكرة إقامة حكومة موازية، وأجاز الاجتماع التقرير الذي أعدته الآلية السياسية التابعة لـ«تقدم»، وخلص إلى وجود موقفين متباينين حول هذه القضية.
وقالت «تقدم» في بيان، إن «الخيار الأوفق هو فك الارتباط بين أصحاب الموقفين، ليعمل كل طرف منهما تحت منصة منفصلة سياسياً وتنظيمياً، باسمين جديدين مختلفين». وأوضح البيان أن كل طرف سيعمل بدءاً من يوم الاثنين «بما يراه مناسباً ومتوافقاً مع رؤيته حول الحرب وسبل وقفها وتحقيق السلام الشامل، وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام، والتصدي لمخططات النظام السابق وحزبه المحلول وواجهاته»، في إشارة إلى نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وتابع البيان: «سوف تعلن كل مجموعة للرأي العام ترتيباتها السياسية والتنظيمية والاسم الجديد الذي ستعمل به بصورة منفصلة».
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية في بيان، إن الوزير يوسف الشريف، اجتمع في العاصمة المصرية القاهرة بالسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية لدى السودان، وقدم خلال الاجتماع شرحاً حول التطورات الجارية في السودان، وموقف العمليات العسكرية المتقدم للجيش، ونجاحاته المتتالية في ولايات سنار والجزيرة والخرطوم وغرب البلاد. وقدم وزير الخارجية شرحاً للبعثات الدبلوماسية التي تمثل 55 دولة، عن الأسباب الرئيسية التي دفعت الحكومة السودانية لرفض منابر التفاوض الأخرى التي كانت تهدف إلى إلغاء «اتفاق جدة».
وأشار الوزير إلى اقتراب تشكيل حكومة تكنوقراط في البلاد يقودها رئيس وزراء مدني، مؤكداً أن الحرب باتت على مشارف نهايتها، بانتصار الجيش على «قوات الدعم السريع». وأشار الوزير خلال اللقاء، إلى «الفظائع والمجازر» التي ارتكبتها «قوات الدعم السريع» ضد المدنيين، مجدداً التأكيد على تمسك الحكومة بتنفيذ «إعلان جدة» شرطاً للانخراط في أي مفاوضات مستقبلية.
نازحون سودانيون بمخيم تديره مفوضية الأمم المتحدة في بلدة القلابات الحدودية (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون بمخيم تديره مفوضية الأمم المتحدة في بلدة القلابات الحدودية (أ.ف.ب)
وشهدت الأيام الماضية تحركات متسارعة للعمليات العسكرية للجيش، لاستعادة العاصمة الخرطوم، بعد إحرازه تقدماً في السيطرة على أحياء سكنية ومواقع حكومية في جنوب الخرطوم، في حين واصل الجيش التقدم نحو وسط العاصمة الذي لا تزال تسيطر عليه «قوات الدعم السريع».
وتتقدم قوات الجيش والقوة المساندة له بحذر في عدة محاور لمحاصرة وسط العاصمة، في حين أفاد الجيش في منشور على صفحته الرسمية بمنصة «فيسبوك»، بأن قواته في معسكر الشجرة وسلاح المدرعات شرعت في تأمين عودة سكان منطقتي الرميلة والقوز، من خلال توفير الملاذات الآمنة لهم بعد تطهيرها من «قوات الدعم السريع».
بدوره، قال إعلام قيادة «الفرقة السادسة مشاة» في مدينة الفاشر بغرب البلاد، إن المقاتلات الحربية التابعة للجيش نفذت في الساعات الأولى من صباح الاثنين، 4 غارات جوية استهدفت بشكل مباشر مواقع «قوات الدعم السريع» في شرق المدينة، ما أسفر عن إلحاق خسائر كبيرة بتلك القوات، شملت تدمير عشرات المركبات القتالية. وأضاف أن الطيران استهدف أيضاً تجمعات أخرى في جنوب المدينة وقناصين، ما أدى إلى هروب عناصر «قوات الدعم السريع» إلى اتجاهات متفرقة من الفاشر.
من جانبها، اتهمت الأمم المتحدة، يوم الاثنين، «قوات الدعم السريع» بمنع وصول المساعدات إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة في البلاد التي مزقتها الحرب. وتواصل «قوات الدعم السريع» حصار مدينة الفاشر منذ أشهر، وهي آخر عاصمة ولاية في إقليم دارفور الشاسع بغرب البلاد، ما زالت تحت سيطرة الجيش. وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، إن «القيود المستمرة والعقبات البيروقراطية» التي تفرضها وكالة الإغاثة الإنسانية التابعة لـ«قوات الدعم السريع»، «تمنع المساعدات المنقذة للحياة من الوصول إلى المحتاجين إليها بشدة».
كما عبر حاكم إقليم دارفور، وهو أيضاً رئيس «حركة جيش تحرير السودان»، مني أركو مناوي، في تدوينة على «فيسبوك»، عن أسفه الشديد على ما سمّاه «وقوف العالم متفرجاً على المجازر التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع المتمردة» في دارفور. وقال إن ما يحدث في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ومعسكرات النازحين المجاورة لها، إبادة جماعية منظمة بأسلوب انتقائي تمارسه، «ولن نسمح لهم بإسقاط الفاشر طالما نحن على قيد الحياة».
الشرق الاوسط
المصدر: صحيفة الراكوبة