تقدم .. تتقدم
بمؤتمرها التأسيسي بالأمس أعادت تقدم بعض الامل للسودانيين في عودة السلام والمدنية والعدالة ، فتقدم تمثل بلا منازع صورة السياسة السودانية الحديثة المرنة التقدمية غير المنكفئة، وذلك لاتساعها على طيف عريض من القوى السياسية والمدنية السودانية.
ولتقدم مواصفات لا توجد في غيرها ، تؤهلها لكي تكون صوت السودانيين الاحرار ، والممثل الاكثر تعبيرا عن تنوع وتعدد السودانيين ، والصوت الاقرب للوجدان السليم والحس القومي ، وأهمها ؛ قيادة سلفها قحت لثورة ديسمبر ثورة الحرية والعدالة والسلام ، تنوعها السياسي الممتد يسارا ويمينا مرورا بالوسط ، وجود الاحزاب الجماهيرية داخلها كحزب الأمة القومي اكبر احزاب السودان ، وجود القوى المدنية الحديثة كالمهنيين والنقابات والمرأة ولجان المقاومة ، وجود قوى الكفاح المسلح ، وجود القوى التقليدية كالادارة الاهلية والطرق الصوفية ، وغير ذلك.
هذه المكونات العديدة التي تتلاقى في جسد تقدم تشكل خليطا سودانيا كامل الدسم ، يشارك فيه سودانيين من قبل السودان الاربع ، من مدنه وقراه وحلاله ، من دياره الآمنة ومعسكرات النزوح واللجوء ، ومن المهاجر والشتات ، لذلك ما يصدر عن هذه الفسيفساء يتمتع بالوزن اللازم لكي يعبر عن السودان وشعبه ورؤاهم وامانيهم في السلام والوحدة.
يمكن للبعض ان يكرهوا تقدم نتيجة استلابهم بدعاية الكيزان الرخيصة ، ويمكنهم ان يحاربوا تقدم خدمة لاجندة العسكر والشموليين ، لكنهم لا يستطيعون ان يمنعوا تقدم من العمل من أجل السودان والحرية والسلام ، فتقدم مثل الساعة تمضي عقاربها دوما إلى الامام ، في كل الظروف والأحوال والمناخات.
قد تكون هناك أخطاء في تكوين تقدم ، وأخطاء في ممارستها ، وهذا من طبيعة العمل البشري ، ما ينتجه البشر لا يمكنه ان يصل للكمال مهما فعلوا ، لذلك وجود الأخطاء ممكن ، وأخطاء تقدم في التكوين والممارسة ليست أخطاء فادحة ، وانما من قبيل تلك الأخطاء المتوقعة في جسم بهذه الضخامة ، يعمل في ظل اوضاع غاية في التعقيد، وفي اطار جو مشحون ، ومنقسم ، ووطن يتصارع بنوه ويقتلون بعضهم البعض.
أهداف تقدم في استعادة السلام والمدنية لوحدها كفيلة بجلب دعم العقلاء وأصحاب الرؤى الاستراتيجية في بناء وطن حر ديمقراطي ، اما الكسالى وعطالى الحس فهم سيظلون مكانهم حتى يدهسهم قطار الوطن الحر المتفتح بالسلام.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة