حال تأكيد المعلومات، فإن حصول قوات الدعم السريع على أنظمة FK2000 يُمثل تطورًا نوعيًا في قدراتها الدفاعية، إذ يُمكنها من فرض تهديدات فعالة على الطيران المأهول وغير المأهول على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة..

التغيير: وكالات

أفاد تقرير نشره موقع Clash Report  أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بتوريد أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى من طراز FK2000، صينية الصنع، إلى قوات الدعم السريع في السودان، عبر الأراضي التشادية.

نظام FK2000، الذي طورته شركة علوم وصناعة الفضاء الصينية (CASIC)، يُعد من الأنظمة المتقدمة المصممة للتصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الجوية، مثل الطائرات المقاتلة، والمروحيات، وصواريخ كروز، والطائرات بدون طيار.

كما يجمع النظام بين صواريخ تُطلق عموديًا ومدفعين آليين من عيار 30 ملم، ما يجعله نظام دفاع جوي متنقل ومتعدد الطبقات يُقارن غالبًا بنظام بانتسيرإس1 الروسي.

وبحسب التقرير، الذي نٌشر الاثنين، فإن تشاد كانت قد استلمت سابقًا وحدتين من نظام FK2000، يُعتقد أنهما جزء من مبادرة أوسع تقودها الإمارات لتعزيز قدرات الدفاع الجوي الإقليمي.

وتشير المعلومات الجديدة إلى أن الإمارات اشترت هذه الأنظمة من الصين، وسلّمتها إلى تشاد، قبل أن يتم نقلها لاحقًا إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع داخل السودان.

نظام FK2000 يُركّب على هيكل متحرك 8×8، ويحمل 12 صاروخًا موجهًا بالرادار ومدافع آلية عالية السرعة. وتُظهر البيانات المتاحة أن مدى اشتباكه يصل إلى 25 كيلومترًا، ويمكنه استهداف أهداف جوية على ارتفاعات تصل إلى 12 كيلومترًا، ويتميز برادارات متطورة قادرة على العمل في مختلف الظروف الجوية، ليلًا ونهارًا، مع قابلية عالية للتحرك والنشر السريع.

مزيد من التدقيق الدولي

ورغم أن الإمارات لم تؤكد رسميًا عملية النقل، إلا أن هذه التطورات تأتي في وقت تتعرض فيه أبوظبي لمزيد من التدقيق الدولي بشأن دورها في تزويد جهات شبه عسكرية بأنظمة تسليح متطورة في مناطق نزاع نشطة.

يُذكر أن قوات الدعم السريع، التي نشأت كقوة شبه عسكرية تابعة للدولة، تخوض منذ أبريل 2023 حربًا مفتوحة ضد القوات المسلحة السودانية، تسببت في دمار واسع ونزوح جماعي داخل البلاد.

وفي حال تأكيد المعلومات، فإن حصول قوات الدعم السريع على أنظمة FK2000 يُمثل تطورًا نوعيًا في قدراتها الدفاعية، إذ يُمكنها من فرض تهديدات فعالة على الطيران المأهول وغير المأهول على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة. ويُوفر دمج الرادارات والصواريخ والمدافع الآلية قدرة اشتباك مرنة في بيئات عملياتية معقدة وسريعة التغير.

كما يثير احتمال نشر هذا النوع من الأنظمة مخاوف متزايدة بشأن سلامة ممرات الطيران الإنساني، ومهام المراقبة، وعمليات الدعم الجوي التي تنفذها أطراف خارجية داخل الأراضي السودانية أو على مقربة منها.

ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، واحدة من أعنف النزاعات المسلحة في تاريخه الحديث، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ومع تمدد رقعة القتال إلى مختلف أقاليم البلاد، برزت تقارير مقلقة عن تدفقات غير مشروعة للأسلحة، وسط اتهامات متبادلة بتلقي الدعم من أطراف إقليمية ودولية.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.