اخبار السودان

تعيينات حكومة بورتسودان البر الغربي..!

مرتضى الغالي

 

في الأيام الفائتة جرت مهزلة تعيين ملحقين إعلاميين في سفارات السودان بواسطة وزير إعلام عاطل من أشباه مقذوفي الموانئ و(لاعبي الملوص) وهذا ما قاله بنفسه قبل أيام من تعيينه وزيراً في السلطة الانقلابية..!

هذه المهزلة رغم مضي أيام عليها إلا أنها تكرّرت في تعيين رئيس وزراء من أعوان الانقلاب و(من حاملي شنطة دقلو) وتكرّرت في قائمة السفراء الجُدد ووزراء الخارجية وولاة الولايات ومديري المؤسسات..!

لقد بلغت كل هذه التعيينات والترشيحات مبلغاً حرجاً في (تجسيد الاستباحة) التي وصلت إليها الأوضاع بما يناقض أدنى أبجديات الكفاءة العلمية والتأهيل المهني والمعايير الأخلاقية..!

لقد جرت هذه التعيينات على ذات الكيفية التي حدث بها ترشيح البرهان لوزير إعلامه..! فلا بد أن تكون ترشيحات وزير الانقلاب (على مقاس) قامته القصيرة..!

ومع ذلك قالوا إن حكومة بورتسودان رفضت ترشيحاته..! طبعاً ليس بسبب مجافاتها لشروط الكفاءة..بل من أجل حقن دماء المرتشين المتنافسين حتى تظفر حكومة الانقلاب بخدمات الطرفين ومواصلة الانتفاع من صياحهم في وسائط الاتصال و(لايفات) تأييد الحرب والدفاع عن سلطة الانقلاب..!

ذلك بالرغم من أن جميع المتنافسين على وظائف الملحقيات من (طنابرة الانتهازية) ونشطاء التزييف الإعلامي ومادحي السلطان..! وعندما يقول الناس أنهم من (الكرور الإعلامي) فقطعاً لا يقصدون شخصياتهم..بل يقصدون ممارستهم لإعلام الباطل من اجل المنافع الذاتية والتزاحم على مناصب لا يستحقونها في سلطة مُجرمة تقتل مواطنيها..!

هؤلاء البشر الذين جعلوا المواطنين وقوداً لحربهم يريدون أن يشغلونا بالتفاهات والسودانيون مشردون في المنافي والنزوح بأطفالهم وصباياهم وصبياتهم وشبابهم لا يدرون ماذا يفعلون بأنفسهم .. وأولادهم وبناتهم في حيرة عن السبب الذي جعلهم خارج معاهدهم ومدارسهم وجامعاتهم وحضاناتهم ورياضهم..وقد رأيت في مصر ما يدمى الفؤاد من حالات الآلاف الذين انقطعت بهم مراحل التعليم .. والبرهان وكباشي والعطا وكرتي وحكومة بورتسودان يطلبون من الشعب إطلاق (زغاريد الانتصار) ابتهاجاً بالخراب وضياع الأجيال القادمة..!

يا لهذه الأفئدة الميتة التي تجاوزت مرحلة همود الأجساد إلى مرحلة التعفّن والتحلّل..!

العبرة في مهزلة الملحقين الإعلاميين أنها كشفت عن تكالب الأقزام على الوظائف والمناصب من باب الرشوة وقبض الثمن (حاضراً) مقابل مناصرتهم لسلطة الانقلاب وتأييدهم للحرب..! لقد أصبح كل فريق من (أصدقاء الأمس) يطعن في كفاءة المرشحين الآخرين .. ويقول انه الأحق بالتعيين بسبب سابقته في خدمة الانقلاب والدفاع عن سلطة البرهان..!

ودخلت إلى ساحة هذه المهزلة (شويعرة إنقاذية) تريد أن تذكّر بنفسها حتى لا يفوتها (قطار الميري المُختطف) رغم أنها كان أخر من تم تعيينه وزيراً في سلطة الإنقاذ الهالكة .. ولم تصل إلى مقعد الوزارة بسبب ثورة ديسمبر العظمى وسقوط دولة المخلوع .. لكنها عادت الآن تنادي بمواصلة الحرب وتمدح بطولة البرهان وكتائب البراء في معركة القصر الجمهوري الوهمية التي لم نشاهد فيها جثة (دعامي واحد) قتله جند البرهان والبراء .. مقابل آلاف القتلى والمصابين من المدنيين الذين يموتون كل يوم بنيران حرب البرهان والدعم السريع..!

ولك أن تتصوّر كيف توظّف شاعرة موهبتها اللغوية في مناصرة الحرب وجماعة الانقلاب والإرهابيين؛ ولا تفوه بكلمة واحدة في حق القتلى والمهجّرين والمشردين من أبناء شعبها وجنسها..! الشعراء يا سيدتي يقفون مع القيم الإنسانية ولا يلقون الحطب على النار .. لعن الله (سنسفيل الشعر والشاعرية) عندما يتنكّران لمعاني الإنسانية ويقفان في صف الباطل وسفك الدماء..!

هكذا تدور ساقية مهزلة الانقلاب والكيزان ومناصريهم في هذه الحرب الفاجرة على قاعدة التنافس على ريع السودان وموارده وذهبه وأمواله العامة .. والذي يتعلّم معايير الأخلاق من الثعلب لا بد أن يعتبر (سرقة الدجاج) فضيلة … الله لا كسّبكم..!

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *