اخبار السودان

تعنّت “الإخوان” يعرقل الحل السلمي ويزيد العنف

 

كشف عضو الأمانة العامة في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة في السودان “صمود”، شهاب إبراهيم الطيب، عن تصاعد تعقيدات المشهد السوداني نتيجة تعنّت بعض القوى المنتمية للمؤتمر الوطني، و”الإخوان المسلمين”، ما يعني تمدد العنف في البلاد.

وأكد الطيب أن “هؤلاء استجلبوا ميليشيات تقاتل إلى جانب الجيش، ما زاد من تأزيم الأوضاع، وهدد بانفصال أجزاء جديدة من البلاد”.

وأوضح الطيب، في حوار خاص مع “إرم نيوز”، أن “هذا النهج يهدف لعرقلة أي تسوية سياسية بدأت بالاتفاق الإطاري، لا سيما ما يتعلق بإصلاح المؤسسة العسكرية”.

وشدد على أن “تشكيل الحكومة من قبل قوى التأسيس أسهم في تعقيد الوضع أكثر، ما دفع لإنشاء “صمود” كمجموعة مختلفة في رؤيتها، مع الإبقاء على موقفها الرافض لتشكيل حكومة في الظرف الراهن”.

واعتبر أن “رفض بعض الدول تشكيل مجموعة اتصال دولية في مؤتمر لندن كان فرصة ضائعة” لتبني آليات لحماية المدنيين، إذ كان من الممكن عبر هذه المجموعة مناقشة سبل الرقابة الدولية والإقليمية على وقف إطلاق النار”.

وأشار إلى أن “الحرب في السودان تحولت من مرحلة التفاهمات الدولية والإقليمية إلى اصطفافات وتحالفات متناقضة بين قوى دولية وإقليمية، ما جعل من الصعب الخروج بمخرجات فاعلة تخدم المدنيين أو تدفع نحو تفاوض حقيقي، خاصة مع انقسام المواقف الإقليمية بشأن الأزمة السودانية”.

وتالياً نص الحوار:

كيف تقرأ الوضع الحالي في السودان وما مآلاته؟

الوضع في السودان يزداد تعقيداً مع مرور الوقت، في ظل تعنت بعض القوى المرتبطة بالمؤتمر الوطني والإخوان المسلمين، الذين قاموا باستجلاب ميليشيات مسلحة للقتال إلى جانب الجيش السوداني، ما أدى إلى تفاقم الوضع بشكل أكبر.

هؤلاء لا يسعون فقط لتعطيل الحلول السياسية، بل يعملون على قطع الطريق أمام أي تسوية سلمية قد تُفضي إلى حل الأزمة، بدءاً من الاتفاق الإطاري الذي كان من شأنه أن يخلق جيشاً موحداً ومهنياً.

أما اليوم، وعبر استجلاب المزيد من الجماعات المسلحة، تمدد العنف إلى مساحات أوسع، ما يهدد بتفكيك السودان إلى أجزاء جديدة، وهو ما تم تسريبه من قبل الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي في وقت سابق.

ما الجديد لدى تحالف “صمود”.. وما موقفكم من الحكومة المقبلة؟

“صمود” تواصل جهودها الدبلوماسية والسياسية عبر الاتصال مع الأطراف الأساسية المعنية، سواء كانت من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع، كما قدمت عرضاً تفاوضياً لإنهاء الاقتتال في السودان، مستندة إلى “نداء سلام السودان” الذي يمثل الأساس الذي يتم العمل عليه حالياً.

هذا النداء تم تقديمه فعلياً خلال مؤتمري لندن الأول، وكذلك الثاني الذي عُقد في 15 أبريل/ نيسان الماضي، حيث استهدفت “صمود” تحقيق سلام دائم من خلال الوسائل السلمية.

هل هناك بديل للحكومة المنتظر تشكيلها من طرف قوى التأسيس؟

تشكيل الحكومة كان أحد العوامل الرئيسة التي تسببت في تفكك “تنسيقية تقدم” بين المجموعة الداعمة لمشروع التأسيس والمجموعة التي أسست “صمود” لاحقاً.

ولا تزال “صمود” ترى أن تشكيل الحكومة عقّد الوضع أكثر من المتوقع، وكان من المفترض أن تكون خطوة نحو حل الأزمة، لكن الواقع أثبت أنها فشلت في ذلك.

ومع ذلك، لا يمكن القول إن الدوافع وراء تشكيل الحكومة كانت سيئة، فكل طرف لديه رؤية ودافع مختلف، ورغم هذا الاختلاف، يبقى موقف “صمود” ثابتاً ولم يتغير من مسألة تشكيل الحكومة كما هي، مع التأكيد على استمرار دعم الحلول السلمية.

كيف تقيّمون نتائج مؤتمر لندن بشأن السودان؟ وهل استطاع كسر حالة الفتور الدولي تجاه الأزمة؟

رفض بعض الدول في مؤتمر لندن تشكيل مجموعة اتصال دولية للتواصل مع أطراف النزاع كان بمثابة عقبة كبيرة أمام نتائج المؤتمر، حيث كان من الممكن أن توفر هذه المجموعة منصة لمناقشة آليات حماية المدنيين، وفرض رقابة دولية على وقف إطلاق النار.

أما التحولات التي شهدتها الحرب، فقد حولتها من إطار تفاهمات إقليمية إلى مرحلة تحالفات دولية، نتيجة لانحياز بعض الدول لطرفي الصراع، وهذا الانقسام الإقليمي كان سبباً رئيساً في عدم خروج نتائج عملية لصالح السودانيين، سواء في مناطق اللجوء أو في مناطق النزوح الداخلي.

ورغم ذلك، تبذل بريطانيا جهوداً كبيرة لإيقاف الحرب، وما زالت “صمود” تعتقد أنها يجب أن تكون رأس الرمح في دعم هذه الجهود، من خلال توفير أرضية مشتركة بين دول الإقليم، لضمان إيقاف الحرب في السودان بشكل فعال.

إرم نيوز

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *