أُعيد عشرات المسافرين السودانيين من مطاري بورتسودان ودبي الأربعاء، بعد صدور قرار مفاجئ بتعليق الرحلات بين السودان والإمارات، دون إعلان رسمي من سلطات البلدين، ما أثار تساؤلات بشأن خلفيات القرار الذي يأتي في خضم توترات سياسية متصاعدة بين الخرطوم وأبوظبي.

وقال شهود عيان ومصادر عاملة في مطار بورتسودان الدولي، إن السلطات أعادت ركابًا سودانيين كانوا بصدد السفر إلى الإمارات، بعد إبلاغ شركات الطيران المحلية بعدم السماح بتسيير رحلات إلى المطارات الإماراتية، خصوصًا دبي والشارقة، دون توضيح رسمي.

وأوضح عاملون في شركات طيران سودانية أن سلطات الطيران المدني الإماراتية أبلغت شركتي تاركو وبدر بوقف رحلاتهما إلى الدولة، دون ذكر الأسباب. ولفتوا إلى أن القرار الإماراتي جاء بينما كان ركاب إحدى رحلات تاركو قد أكملوا بالفعل إجراءات الصعود إلى الطائرة، ما تسبب في حالة من الارتباك داخل المطار.

في المقابل، أفاد مسافرون سودانيون في مطار دبي الدولي بإلغاء رحلاتهم إلى السودان وطلب مغادرتهم من بوابات الطائرات، دون تلقي أي توضيحات من الشركات أو سلطات المطار.

حتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم تصدر هيئة الطيران المدني السودانية أو وزارة الخارجية أو نظيرتها الإماراتية أي بيانات تشرح دوافع هذا التعليق المفاجئ، ما يفتح الباب أمام تفسيرات عدة بين الأسباب الفنية والاعتبارات السياسية.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين السودان والإمارات توترًا غير مسبوق. ففي مايو الماضي، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات واعتبارها “دولة عدوان”، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع بالعتاد واللوجستيات، وهو ما تنفيه أبوظبي بشدة.

ورغم التصعيد الرسمي، عادت القنصلية السودانية في أبوظبي للعمل لاحقًا، كما استمرت حركة تصدير الذهب السوداني إلى الإمارات، ما عُدّ مؤشرًا على وجود قنوات تواصل غير معلنة.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربًا دامية بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”. اندلع النزاع إثر تصاعد الخلافات بين الطرفين حول ترتيبات الدمج الأمني والعسكري في سياق العملية الانتقالية التي أعقبت انقلاب 2021.

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد، وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية والبنية التحتية، مع توسع رقعة القتال إلى معظم أنحاء السودان، بما في ذلك العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان والجزيرة.

التغيير

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.