المنسقية اعتبرت أن إدانة كوشيب تمثل نقلة نوعية في مسار العدالة الغائب لسنوات طويلة في ظل الحكومات السودانية السابقة، داعية المحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي إلى ممارسة “الضغوط اللازمة على سلطات بورتسودان لتسليم بقية المطلوبين.
نيروبي: التغيير
شهدت معسكرات النازحين واللاجئين في دارفور، اليوم الأحد، مسيرات سلمية واسعة دعماً وتضامناً مع محاكمة علي كوشيب، أحد أبرز قادة ميليشيا الجنجويد، أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والمتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الصراع في الإقليم مطلع الألفية.
وقالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في السودان، في بيان صحفي، إن المسيرات خرجت في عدد من المعسكرات داخل دارفور، من بينها كلمة، عطاش، الحميدية، خمسة دقيق، نيرتتي، طويلة، سورتوني، قولو، وكساب.
بينما جرى تنظيم أنشطة تضامنية أخرى في معسكرات مكجر، بنديسي، أم دخن، قارسيلا، دليج، أم خير، دقدسة، وقلديموج، إلى جانب مخيمات اللاجئين في تشاد، مثل كيرفي، قوز بيضة، قوز أمير، قوز جبل، تولم، فرشانا، وملح.
وأكد البيان أن هذه الاحتجاجات “تعبّر عن تطلعات النازحين واللاجئين إلى العدالة ومحاسبة الجناة، بعيداً عن منطق الانتقام أو التفاوض”، مشدداً على أن العدالة يجب أن “تكون منصفة للضحايا وأسرهم”.
واعتبرت المنسقية أن إدانة كوشيب تمثل نقلة نوعية في مسار العدالة الغائب لسنوات طويلة في ظل الحكومات السودانية السابقة، داعية المحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي إلى ممارسة “الضغوط اللازمة على سلطات بورتسودان لتسليم بقية المطلوبين، وفي مقدمتهم عمر البشير، وعبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون”.
وقال المتحدث الرسمي باسم المنسقية، آدم رجال، إن “تسليم المجرمين إلى المحكمة الجنائية الدولية شرط غير قابل للتفاوض، لأن الحقوق تُنتزع ولا تُمنح”، مؤكداً أن رؤية الجناة في قفص الاتهام “ستمنح الضحايا الأمل وتضمد جراح الأطفال والنساء والأرامل والمظلومين في دارفور”.
وتأتي هذه التحركات بعد إدانة المحكمة الجنائية الدولية لعلي كوشيب في عدد من التهم المتعلقة بجرائم الحرب والانتهاكات ضد المدنيين في دارفور بين عامي 2003 و2004، في أول محاكمة من نوعها تتعلق بالنزاع في الإقليم.
وكانت المحكمة قد أصدرت منذ عام 2009 مذكرات توقيف بحق الرئيس المخلوع عمر البشير وعدد من كبار المسؤولين، بينهم أحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين، بتهم تتعلق بجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
ومع استمرار الحرب في السودان منذ أبريل 2023، تتجدد الدعوات من النازحين والمنظمات الحقوقية لتسليم المطلوبين وإنهاء الإفلات من العقاب.
المصدر: صحيفة التغيير