كارثة ترسين التي وصفت بأنها “محو لقرية كاملة من الوجود”، جاءت لتضيف طبقة جديدة من المأساة، حيث تؤكد شهادات محلية أن عدد الناجين لا يتجاوز شخصاً واحداً، بينما لا تزال عشرات الجثث مطمورة تحت الركام..

التغيير: الخرطوم

تدفقت بيانات التعازي والدعم من أطراف إقليمية ودولية نحو السودان عقب الكارثة المروعة التي محَت قرية ترسين بجبل مرة وأودت بحياة أكثر من ألف شخص، إذ أعلنت كل من قطر وتركيا تضامنهما مع الضحايا واستعدادهما لتقديم المساعدات الإنسانية، فيما دعا الاتحاد الأفريقي الأطراف السودانية إلى إسكات السلاح وتسهيل وصول الإغاثة العاجلة.

قطر: دعم وتعهد بالمساعدات

تلقى مستشار رئيس مجلس السيادة لشؤون المنظمات والعمل الإنساني الفريق ركن الصادق إسماعيل، الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر آل مسند، قدّمت خلاله تعازي الدوحة في ضحايا كارثة ترسين، وأكدت استعداد بلادها لتوفير كل الاحتياجات الإنسانية الضرورية للسودان.

ونقل الفريق إسماعيل باسم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان شكر وتقدير السودان لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مثمناً استمرار المساعدات التي تقدمها الدوحة للسودانيين في ظل الظروف الحرجة.

تركيا: حزن عميق وتعاطف رسمي

وفي أنقرة، أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً عبّرت فيه عن “حزنها العميق” تجاه المأساة التي شهدتها قرية ترسين، متمنية الرحمة للضحايا والشفاء للمصابين، ومؤكدة تضامن تركيا الكامل مع السودان في هذه المحنة.

وأكد البيان أن أنقرة تتابع التطورات عن كثب وتقف على استعداد لدعم الجهود الإنسانية.

الاتحاد الأفريقي: دعوة لوقف السلاح

بدوره، أصدر الاتحاد الأفريقي بياناً من أديس أبابا الثلاثاء،، أكد فيه تضامنه مع سكان ترسين، مشدداً على أن الكارثة تسلط الضوء على هشاشة الأوضاع في السودان.

ودعا رئيس المفوضية الأطراف السودانية إلى “إسكات الأسلحة والتوحد في تسهيل التسليم السريع والفعال للمساعدات الإنسانية الطارئة لمستحقيها”، معتبراً أن استمرار الحرب يضاعف المأساة الإنسانية ويعرقل الاستجابة العاجلة للكوارث.

سياق إنساني مأزوم

تأتي هذه المواقف في وقت يواجه فيه السودان وضعاً إنسانياً هو من بين الأسوأ عالمياً، بحسب الأمم المتحدة. فمنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 قُتل عشرات الآلاف ونزح أكثر من 12 مليون شخص داخلياً وخارجياً.

وترافق ذلك مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والتعليمية، إضافة إلى تفشي أوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك، ونقص حاد في الغذاء والدواء، وهو ما جعل قدرة السلطات المحلية على التعامل مع كارثة طبيعية بهذا الحجم محدودة للغاية.

كارثة ترسين التي وصفت بأنها “محو لقرية كاملة من الوجود”، جاءت لتضيف طبقة جديدة من المأساة، حيث تؤكد شهادات محلية أن عدد الناجين لا يتجاوز شخصاً واحداً، بينما لا تزال عشرات الجثث مطمورة تحت الركام.

في ضوء هذه الأوضاع، يكتسب التضامن الإقليمي والدولي زخماً إضافياً، غير أن مراقبين يشددون على أن بيانات الدعم وحدها لن تكفي، ما لم تُفتح ممرات إنسانية آمنة وتُوضع خطة عاجلة لإجلاء القرى المهددة في محيط جبل مرة، إلى جانب تحركات سياسية جادة لإنهاء الحرب التي تجعل كل كارثة طبيعية في السودان مضاعفة الأثر والتكلفة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.