وزارة الزراعة والري السودانية أكدت أن معدلات الأمطار المرتفعة على الهضبة الإثيوبية وازدياد إيرادات النيل الأبيض وعطبرة، بالتزامن مع تصريف بحيرة سد النهضة، أدت إلى ارتفاع ملحوظ في مناسيب النيل، بينما بدأت الواردات من النيل الأزرق في الانخفاض منذ 29 سبتمبر ما ينبئ بتراجع تدريجي للمناسيب، مع استمرار المراقبة وتفعيل غرف العمليات لتقليل الأضرار وحماية الأرواح والممتلكات..

التغيير: الخرطوم

قالت وزارة الزراعة والري في السودان إن التوقعات الموسمية أشارت إلى “تغير في نمط الأمطار”، حيث تأخر موسم الخريف وامتد حتى نهاية أكتوبر نتيجة تأثيرات التغير المناخي.

وأوضحت عبر بيان الثلاثاء، أن الإنذار المبكر الصادر عن الهطول على الهضبة الإثيوبية مصدر فيضان النيل الأزرق والعطبراوي حذّر من كميات ضخمة من الأمطار تجاوزت المعدل المتوسط.

وأضافت أن “النيل الأبيض شهد منذ 2020 زيادة غير مسبوقة في الإيراد، تراوحت بين 60% و100% فوق المتوسط، وهو ما يعكس تأثيرات التغير المناخي”، مشيرة كذلك إلى أن وارد نهر عطبرة كان الأعلى خلال الأيام الماضية.

وتابعت أن هذه الزيادات تزامنت مع اكتمال التخزين في بحيرة سد النهضة، حيث بدأ تصريف المياه منذ 10 سبتمبر الجاري بمعدل بلغ أقصاه 750 مليون متر مكعب في اليوم. وأوضحت أن “رغم أن تصرفات الفيضان تصل عادة إلى معدلات أعلى من ذلك، إلا أن توقيت هذه الكميات أحدث تأثيرًا كبيرًا في الأنماط الهيدرولوجية لمناسيب النيل”.

وأشارت الوزارة إلى أن النيل وفروعه شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في المناسيب، ما استدعى عقد غرفة عمليات طارئة بإشراف مباشر من الوزير بروفيسور عصمت قرشي ووكيل الري والمدراء الفنيين. وقالت إن جميع العاملين في الخزانات ومحطات الرصد وغرف الإنذار المبكر يعملون ليلًا ونهارًا لتنظيم المناسيب وتخفيف حدة الفيضان مع تزويد المواطنين بالمعلومات لحماية الأرواح والممتلكات.

تجنب الهلع

وأوضح البيان أن “وصول المنسوب في أي محطة إلى مستوى الفيضان يعني أن المياه قد بلغت حافة المجرى النهري، لكنه لا يعني بالضرورة غرق المنطقة بالكامل”، مشددًا على أهمية هذا الفهم لتجنب الهلع وتوجيه الجهود نحو التدابير الوقائية.

وكشفت الوزارة أن الوارد من النيل الأزرق بدأ في الانخفاض منذ يوم 29 سبتمبر، متوقعة أن تشهد المناسيب تراجعًا تدريجيًا في الأيام المقبلة، مع تأكيد استمرار المراقبة الدقيقة وتحديث المواطنين بالمستجدات أولًا بأول.

وأكدت الوزارة أنها لن تدخر جهدًا في تقديم الخدمات في قطاعي المياه والزراعة، وأن جميع كوادرها في حالة استنفار لمواجهة تداعيات الفيضان.

وأكدت وزارة التزامها بمواصلة العمل لتحقيق تطلعات السودانيين في الأمن المائي والغذائي وإعادة الإعمار.

ويعد سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD) أضخم مشروع مائي في أفريقيا، شيدته إثيوبيا على النيل الأزرق قرب الحدود مع السودان. شرع في بنائه عام 2011 بهدف توليد أكثر من 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء، ما يمنح إثيوبيا موقعًا استراتيجيًا كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة. لكن السد أثار منذ البداية خلافات حادة بين دول حوض النيل الشرقي، خصوصًا السودان ومصر، بسبب مخاوف من تأثيره على حصص المياه والأمن المائي.

وفي التاسع من سبتمبر الجاري افتتحت إثيوبيا، رسميًّا أكبر سدّ كهرومائي في أفريقيا، في مشروع من شأنه تزويد ملايين الإثيوبيين بالطاقة الكهربائية، لكنه يعمّق في الوقت نفسه الخلاف السودان ومصر، وهو خلاف ألقى بظلاله على استقرار المنطقة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.