محمد العريان

لا ادري ان كان حظي هو السبب، ام انها مقصودة *، ام ان ما جرى مؤشر حقيقي لمستوى الثقافة السودانية في 2025.قال لي العديدون ان اسباب إندلاع الحرب الحالية في السودان هي (1) الربا، (2) تدني الاخلاق ، (3) البعد عن الله بدون ترتيب.

الجدير بالذكر ان هؤلاء العديدين يستهلكون المواد الإعلامية الإنصرافية، أو يتعاطون مع مستهلكيها.حسنا، كاتب هذه السطور يؤمن بالله و بالقوانين التي خلق العالم عليها، كأن المطر ينزل حين تتكثف السحب التي تتشكل من الماء المتبخر من على سطح الأرض بفعل الحرارة.

وفقا لهذا البارادايم، يرى كاتب السطور العديد من الاسباب المادية و الموضوعية لحدوث الحرب تكفي المتأمل عناءالغوص في ما وراء المحسوس. مثال لهذه الاسباب (ايضا بدون ترتيب):
(1) اصرار جهة ما على البقاء في السلطة بعدما اطاحت بها ثورة شعبية، (2) تعدد الجيوش الناتج عن خطة أمنية (أو لا خطة أمنية) هدفها تأمين الحاكِم من المحكومين لا تأمين البلاد من المهددات، (3) انظمة اقليمية جعلت شأوها الّا تنتصر ثورة شعبية على نظام شمولي خوفا من انتشار العدوى في المنطقة.

ثم ان جميع بلاد الأرض عمليا تتعامل بالربا و لم يحدث فيها ما يحدث عندنا. امريكا و اليابان تتعاملان بالربا، كذلك المغرب و تونس، و كينيا و يوغندا، و اندونيسيا و ماليزيا. لماذا لا تقوم الحرب عندهم؟أما عن الاخلاق، فإن كل المجون الذي حدث في هذه الرقعة من الأرض منذ عبد الله جماع و عمارة دنقس لا ينافس ما يحدث في ليلة واحدة من ليالي مهرجان ريو دي جانيرو.

هل سمعتم عن مسابقة جمال miss bum bum؟ لماذا لم تتم شفشفة منازل ريو في حرب عبثية تسببت بها أخلاق قاطنيها؟*

“ان يحدث الأمر مرة فهو حادث، و ان يحدث مرتان فهي صدفة، اما ان يحدث ثلاثة مرات فهي افعال العدو.” جون لي كاري

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.