تسائلني وتسألني
حسن ابراهيم حسن الأفندي
متى ما كنت يا وطني … أسير القيد والإحن
أتيت برغم علاتي … أقاوم ظالم المحن
أنا من نيل وادينا … مياه الريف والمدن
أنا من خضرة النيليـ…ـن زهر جاء (بالحسن)
وقفت اليوم ما بالي … أساير ماضي الزمن
تسائلني عن الليلا…ت أحشائي وتسألني
يهون عليك قبر أبيـ…ـك , قبر الروح والبدن
نسيت ولاء من ستروا … عيوب السر والعلن
لهم فى الصدر من أثر … عميق الغور والمنن
تبيع ولاء أحباب … بأرخص أرخص الثمن
يقول الناس ما قالوا … وما قصدوا من الفتن
كأنك فى حشايانا … وفى صحوي وفي سكني
تقيم وحيثما كنا … عزيز القدر عذبني
يذكرني بما قد كا…ن فى (أرقو) وفى (مدني)
وفى (أم درمان) يغمرني … حنان الأم أمطرني
هنا كانت أماسينا … وكانت أروع السنن
فمن جار تفقّدني … كماالإخوان عاملني
حنانا لا يفارقني … ولُحْمتهم بني وطني
هنا صحب وأصحاب … بغير تكلف نتن
ألا ما أصعب الليلا…ت كم ظلت تباعدني
أعود إليك ثانية … فلا تبعد وتُبعدني
وصلت لأرذل الأعما…ر فارحم شيب ذي وهن
أريدك أن تسامرني … وأحيانا تداعبني
كطفل صرت يا وطني … تنكّس صاحب الفِطن
وهذا الكون يعرفني … ولم يعرف لنا وطني
فما أقسى مرارتها … إذا ما النيل أنكرني
وفيت فأين من وفّى … وأحسن في من ظُنن
تهون عليك آلام … وظلم الأهل ذو غبن
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة