اخبار السودان

ترمب ! هل سيجعل اميركا قوية؟ ام سيؤدي بها الي الافلاس؟

إسماعيل آدم محمد زين

 

لم ياتي ترمب بجديد في خطابه! وهو تكرار لوعود سبق ان قدمها في الحملة الانتخابية ، أو بعد نجاحه في الانتخابات.

فقد وعد بتغيير اسم خليج المكسيك الي خليج اميركا! وهو قرار فطير لا فائدة منه ولن يتم العمل به وسيبقي خليج المكسيك بذات الأسم علي الخرائط. وربما حتي في اميركا ، سيظل موجودا! إذ يستحيل تغيير هذا الأسم في كل الوثائق والكتب! وسيكلف اميركا الكثير من الاموال.ولن ينجح!وبلغة الامريكان “لن يعمل It will not work” مثلما سعت ايران لتفيير اسم الخليج العربي الي الخليج الفارسي! وهنا في السودان جربنا تغيير أسماء بعض المواقع والمدن ولكن لم ينجح الامر! إذ ظلت الثورة هي الثورة! وحديقة عبود ظلت كما هي حديقة عبود .. وأم بدة ظل اسم الامير ام بده موجودا وساريا.

لذلك ستخسر الخزينة الامريكية اموالا علي النقيض مما ينادي به للحد من الانفاق الحكومي وانشائه لادارة جديدة تسعي للحد من الانفاق ، وضع علي راسها الآن مسك.

ويجئ قرار استعادة قناة بنما بما يتعارض مع القوانين الدولية والاتفاقيات بين الدول! بالطبع لن تقبل الحكومة البنمية وستعارض وسيقف معها الشعب! وقد تذهب الحكومة الي اغلاقها! وربما فرد واحد سبقوم باغلاقها بعمل بسيط وهو تدمير سفينة كبيرة تسدها لزمن طويل! وبذلك ستخسر الحكومة الامريكية علي النقيض مما تسعي إليه! هذا سيناريو ، اما السيناريو الآخر ، فهو موافقة الحكومة البنمية علي التفاوض وتخفيض اسعار العبور ولكن ستكون اميركا قد سجلت سابقة خطيرة في الهيمنة والتسلط! حيث يفرضالقوي شروطه علي الضعيف! وهو ما يتناقض مع حرية التجارة. وحق الافراد والدول في الحصول علي قيمة معقولة لخدماتهم أو الخدمات التي تقدمها الدول. وقد تلجا بعض الدول الي فرض اسعار عالية علي بعض الخدمات التي تقدمها أو المواد التي تنتجها! وبذلك يكون ترمب قد جني علي بلاده وسيكبدها خسائر هائلة. علي النقيض مما يحلم به الان مسك في خفض الانفاق الحكومي .. وربما ستجد هذه الفكرة الغبية معارضة قوية من الكنقرس الاميركي وحتي من حزبه! فهي سابقة خطيرة وغير مقبولة من اي شخص عاقل! تري ان نجح في فرض اسعار اقل لعبور السفن الأمريكية! هل ستقبل فرنسا علي فرض رسوم اقل علي سفنها لعبور قناة السويس ؟ أو هل ستقدم فرنسا علي استعادتها لانها قامت ببنائها؟ .

وهل سيفكر الانجليز في استعادة مشروع الجزيرة ؟ مثل هذه الفكرة ان تنجح! وسيجد معارضة قوية من كلا الحزبين! لما في ذلك من خطر علي الامن والسلام العالمي! وهو أمر حذر منه كثير من الناس العاقلين في اميركا …

الأمر الآخر الذي تبناه ترمب في اعادة تشغيل مصانع السيارات الامريكية وبذات الطرق القديمة ، سيجعل اميركا تدفع ثمنا عاليا لتخلفها عن تصنيع السيارات الكهربائية ، ستسبق الدول الاخري اميركا في تصنيع السيارات ، الاقل كلفة والاكثر جدوي من حيث التشغيل ، اضافة الي السيارات الكهربائية. حيث ستصبح هي الموجة الاعلي في سوق السيارات وبذلك ستفقد اميركا اسواق السبارات كلها! تقليدية أو كهربائية!

يريد ترمب ان يفرض التطبيع علي الدول العربية وبدأ بدعوة السعودية ، ظانا بانها الاضعف وانها سترضخ للهيمنة الامريكية ونسي بان الملك فيصل ، هو من قاد المقاطعة العربية ضد اميركا! ستعارض الدول العربية وعلي راسها السعودية لاي تطبيع مع اسرائيل ، بعد ان شاهد العالم كله ما ارتكبت من جرائم في حق الشعوب العربية ، في فلسطين ، لبنان ،سوريا ، واليمن .. سترتد عليه هذه الحملة ربما بمقاطعة عربية حكومية أو شعبية للمنتجات الامريكية.

ستنخفض شعبية ترمب قريبا ، بعد ان تجد قراراته العجيبة معارضة من الداخل وما ستحدثه من خسائر علي الاقتصاد الاميركي ، وبذلك سيفقد الاغلبية التي يتمتع بها بعد عامين ، عند اجراء الانتخابات النصفية! وسيصبح بطة عرجاء ولن يتمكن من تنفيذ سياساته الغبية.

خاصة اعلانه لحالة الطوارئ في الحدود الجنوبية ومنعه للهجرة وطرده للمهاجرين.

لقد نسي ترمب بان مستشاره الاول مهاجر من افريقيا وان رئيس شركة توك توك من اصول صينية وان رئيس شركة اخري يقف خلفه هندي الجنسية! الهجرة هي قوة اميركا وهي مصدر ثروتها الاكبر! وهم البشر. بالحد من الهجرة ستفقد اميركا قوتها في الابتكار والاختراع. وبالتالي في الثروة والمال .. وستنتهي الي افلاس اكبر مما حدث بعد فترته الاولي…

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *