اخبار السودان

ترامب يتخذ إجراءات للقضاء على “التحيز ضد المسيحيين”، ويُعيد “مستشارته الروحية” للبيت الأبيض

ترامب يتخذ إجراءات للقضاء على “التحيز ضد المسيحيين”، ويُعيد “مستشارته الروحية” للبيت الأبيض

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، الرئيس الأمريكي ترامب يحضر إفطار الصلاة الوطني السنوي وبجانبه “مستشارته الروحية” بولا وايتكاين 6 فبراير/ شباط 2025

على ما يبدو أنّ محاولتي الاستهداف الفاشلتين اللتين تعرض لهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان لهما وقعاً مختلفاً في نفسه، إذ يقول إن “علاقته بالدين تغيّرت بعدهما”.

ولم يكتفِ الرئيس الذي نُصّب الشهر الماضي لولايته الثانية، بالسعي نحو التغيير الشخصي والنمو الروحي، بل اتجه نحو اتخاذ إجراءات على مستوى أوسع، تشمل الولايات المتحدة بأكملها، لـ”حماية المسيحيين مما قال إنه تمييز ديني”.

إذ وقّع الرئيس ترامب، على أمرٍ تنفيذيٍ يهدف إلى القضاء على ما سماه “التحيز ضد المسيحيين” في الحكومة الفيدرالية، من خلال مراجعة الوكالات للسياسات والممارسات التي يقول إنها “حاولت قمع الأنشطة والنشاط الديني”.

وعيّن ترامب، المدعية العامة الجديدة بام بوندي، لقيادة فريق العمل في وزارة العدل؛ للقضاء على ما سماه “التحيز المناهض للمسيحية داخل الحكومة الفيدرالية”.

وقال إن فريق العمل سوف “يلاحق بشكل كامل، العنف والتخريب المناهض للمسيحية في مجتمعنا، وسيفعل كل ما في وسعه للدفاع عن حقوق المسيحيين والمؤمنين الدينيين في جميع أنحاء البلاد”.

وأضاف خلال إفطار الصلاة الوطني في مبني الكابيتول، أنه “لم يكن لديكم ذلك من قبل، لكنني أوقع على وثيقة قوية للغاية. لأول مرة تحصلون عليها الآن. إذا لم يكن لدينا حرية دينية، فلن يكون لدينا بلد حر”.

ويهدف الأمر التنفيذي إلى عكس ما يقول ترامب إنه “نمط فظيع من استهداف المسيحيين المسالمين، مع تجاهل الجرائم العنيفة المناهضة للمسيحية في عهد الرئيس جو بايدن”.

واستشهد ترامب بإدانات المتظاهرين المناهضين للإجهاض بمنع الوصول إلى عيادات الإجهاض.

وكإجراء موازٍ، يقول ترامب إنه سيشكل أيضاً لجنة رئاسية جديدة بشأن الحريات الدينية، ووصفها بأنها “صفقة كبيرة جداً”.

“مكتب الإيمان”

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

كما أعلن الرئيس الأمريكي عن عزمه إنشاء “مكتب إيمان” في البيت الأبيض، بقيادة القسيسة بولا وايت كاين، التي عملت مستشارة روحية له لسنوات عديدة.

وكان ترامب قد أنشأ مكتباً مماثلاً في البيت الأبيض خلال فترة ولايته الأولى، حين قدمت له مجموعة من المستشارين الإنجيليين، الاستشارة بانتظام.

وبعد تعيين وايت كاين هذا الأسبوع كموظفة حكومية خاصة ومستشارة أولى لمكتب الإيمان بالبيت الأبيض، قالت إنها “تشرفت بالعمل كمستشارة أولى للرئيس ترامب لمكتب الإيمان بالبيت الأبيض” مضيفة أنها تتطلّع إلى “خدمة الناس من أتباع الديانات والعمل معاً على إحداث تأثير دائم وتغيير”.

وتؤمن وايت كاين بأنها “أينما ذهبت، يحكم الله”، وتقول: “عندما أسير على أرض البيت الأبيض، يمشي الله على أرض البيت الأبيض”.

ولم تكن وايت كاين الوحيدة التي انضمت إلى “مكتب الإيمان”، إذ أعلن عن تعيينات جديدة، تضمنت جينيفر إس. كورن، كمساعدة نائبة للرئيس ومديرة الشؤون الدينية في مكتب الإيمان، إضافة إلى جاكسون لين، كمساعد خاص للرئيس ونائب مدير المشاركة الإيمانية، بعد أن عمل كنائب مدير التواصل الإيماني لحملة ترامب فانز 2024، وفق بيان للبيت الأبيض.

وكان الرئيس بوش أول من أفسح المجال لهذا الدور عام 2001، وأنشئت هيئة مشابهة في ظل رئاسة أوباما، وبمقتضى هذا الدور، يمكن “تقديم التوصيات” بخصوص السياسات التي تمس البرامج الدينية والمجتمع.

بولا وايت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

صدر الصورة، Chip Somodevilla

التعليق على الصورة، بولا وايت كاين وترامب تعرفا على بعضهما منذ أكثر من 20 عاماً

من هي “المستشارة الروحية” بولا وايت كاين؟

بولا وايت كاين (58 عاماً) هي قسيسة تلفزيونية ومستشارة روحية قديمة لترامب، ولدت في ولاية ميسيسبي ونشأت في ماريلاند، وتحدثت كثيراً عن نشأتها الصعبة.

اعتنقت وايت كاين المسيحية في كنيسة الله في دمشق بعد أن قالت إنها “تلقت رؤية من الله”، وتزوجت مرتين سابقاً، وفي عام 2015، تزوجت من جوناثان كاين، موسيقي روك في فرقة “جورني”.

وتشتهر بولا وايت كاين بآرائها المثيرة للجدل خصوصاً لما يُعرف بـ “إنجيل الرخاء أو إنجيل الوفرة”، الذي يركز على أن “الله يبارك المؤمنين بالثروة المادية”، وكانت تشجع المصلين على التبرع لجمعيتها بما في ذلك اقتراحها أن يتبرع المتابعون براتب الشهر الأول، لكي ينالوا ثروة في الحياة الأبدية.

وايت كاين أيضاً مؤسسة ورئيسة جمعية بولا وايت والمجلس الاستشاري الوطني للإيمان.

وترتبط وايت كاين بعلاقة طويلة مع ترامب، إذ تعرفا على بعضهما منذ أكثر من 20 عاماً، وكانت تعتبر دعمها له جزءاً من “الواجب الديني”.

وكانت بولا وايت كاين أول قسيسة تصلي في حفل تنصيب رئاسي، حيث اختارها ترامب لإلقاء دعاء أثناء أدائه اليمين الدستورية في ولايته الأولى.

وعندما كانت نتائج انتخابات 2020 لا تزال قيد الفرز، كانت المستشارة الروحية لدونالد ترامب تستدعي التدخل الإلهي. وانتشر فيديو على مواقع التواصل، تظهر فيه وهي تصلّي بعبارات غير مفهومة، و”تدعو الملائكة” لنصرة دونالد ترامب بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

وبعد خمس سنوات، يبدو أن صلاتها من أجل إعادة ترامب إلى البيت الأبيض قد استُجيبت.

ويقول البيت الأبيض عن وايت كاين، إنها وسعت نفوذها عالمياً في ما يقرب من 200 دولة خلال السنوات الأربعين الماضية، معتبراً أنها “خدمت وقاتلت من أجل الحرية الدينية والحقوق الإنسانية، ودافعت عن من لا صوت لهم”.

ويضيف البيت الأبيض أنها “مؤلفة مشهورة لأكثر الكتب مبيعاً في نيويورك تايمز، ومعلمة، وزوجة محبوبة، وأم، وجدة، ومرشدة، وشخصية تلفزيونية شهيرة، وواعظة بقيادة الروح لكلمة الله”.

ووفق الموقع الإلكتروني لجمعيتها، “فالعالم يشعر بالتزامها (وايت كاين) بالإنسانية حيث تمد يدها من خلال العديد من الجمعيات الخيرية، وتحقق رسالتها ودعوتها لتغيير حياة الناس وشفاء القلوب وكسب النفوس”.

وقد حصلت على عدد كبير من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة روزا باركس، وجائزة البوق، وجائزة حاكم فلوريدا، بحسب الموقع الإلكتروني للجمعية.

ومن جانب آخر، يهاجم البعض دورها في البيت الأبيض، قائلين إنه يتعارض مع الفصل بين الكنيسة والدولة.

ماذا يقول المنتقدون عن الأمر التنفيذي؟

ويرى المنتقدون إن الأمر التنفيذي وفريق العمل “قلبوا الفهم التقليدي للحرية الدينية، الذي أسسه التعديل الأول للدستور وعززته عقود من القوانين وقرارات المحكمة العليا، رأساً على عقب، من خلال استهداف دين معين”.

وقالت راشيل ليزر، رئيسة منظمة الأميركيين المتحدين من أجل فصل الكنيسة عن الدولة، في بيان إنه “بدلاً من حماية المعتقدات الدينية، ستستغل فرقة العمل هذه الحرية الدينية لتبرير التعصب والتمييز وتقويض قوانين الحقوق المدنية لدينا”.

وأضافت أنه “إذا كان ترامب يهتم حقاً بالحرية الدينية وإنهاء الاضطهاد الديني، لتناول معاداة السامية في دائرته الداخلية، والتعصب ضد المسلمين، وجرائم الكراهية ضد الملونين والأقليات الدينية الأخرى”.

في حين أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن، أعلنت عن استراتيجية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لمكافحة التعصب ضد المسلمين والعرب، وخطة مماثلة لمحاربة معاداة السامية في سبتمبر/ أيلول 2023، وفق وكالة رويترز.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *