ترامب وميلوني يبحثان فرص التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا

ترامب وميلوني يبحثان فرص التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا
صدر الصورة، Getty Images
- Author, جيسيكا روانسلي
- Role, بي بي سي نيوز
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، محادثات بشأن فرص التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك خلال زيارة تجريها ميلوني إلى واشنطن.
وقال ترامب: “سيكون هناك اتفاق تجاري بالتأكيد، لكنه سيكون اتفاقاً عادلاً”، في حين قالت ميلوني إنها “متأكدة” من أنه يمكن للطرفين التوصل إلى اتفاق، لتضيف لاحقاً أن هدفها هو “جعل الغرب عظيماً من جديد”.
وتعد ميلوني أول زعيمة أوروبية تزور واشنطن منذ فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 20 في المئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي قبل أن يوقفها مؤقتاً.
ويتمتع ترامب وميلوني بعلاقة جيدة، وتأمل رئيسة الوزراء الإيطالية في أن تكون جسراً بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وسط علاقات متصدعة ومخاوف متزايدة بشأن التأثير العالمي للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الخميس عقب محادثات بينهما، قال ترامب وميلوني إنهما ناقشا الإنفاق العسكري والهجرة والرسوم الجمركية.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
وبدت الأجواء في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض مريحة وجيدة، ومماثلة للأجواء التي رافقت مراسم الاستقبال التي حظي بها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال زيارته البيت الأبيض في فبراير/شباط الماضي.
ووصف مساعدو ميلوني الزيارة بأنها “مهمة سلام تجارية”، وذلك في أعقاب قرار ترامب فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10 في المئة على جميع الواردات الأجنبية إلى الولايات المتحدة تقريباً.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
وكان ترامب قد انتقد الاتحاد الأوروبي بشدة فيما يتعلق بالتجارة، زاعماً أن الاتحاد تأسس “للإضرار بالولايات المتحدة”. وr] عُلقت مؤقتاً حتى يوليو/تموز المقبل رسوم جمركية “انتقامية” بنسبة 20 في المئة فرضها ترامب على الاتحاد الأوروبي.
وكانت ميلوني قد وصفت في وقت سابق الرسوم الجمركية بأنها أمر “خاطئ تماماً”، وقالت إنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بالاتحاد الأوروبي “بقدر ما ستلحقه من ضرر بالولايات المتحدة”.
ورغم أن ميلوني لم تحقق أي نجاح ملموس بشأن التعريفات الجمركية خلال اللقاء، إلا أنها استطاعت إقناع ترامب بقبول دعوة لزيارة روما، قائلة إنها ستكون مناسبة له للقاء قادة أوروبيين آخرين.
ونظراً للعلاقات المتوترة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فمن المرجح أن تعد ميلوني ذلك بمثابة انتصار كبير، خاصة إذا وافق ترامب على لقاء رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال الزيارة.
وستعود ميلوني إلى أوروبا بمكانة أقوى باعتبارها الشخص القادر على إقناع ترامب، وهو الأمر الذي سيعززه لقاؤها المرتقب بنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في روما يوم الجمعة.
وحرصت الزعيمة الإيطالية على الإشادة بترامب والتوافق مع وجهة نظره.
وفي بيانها عقب الاجتماع، انتقدت ما أطلقت عليه “أيديولوجيا اليقظة” ودعمت “الحرب ضد الهجرة غير الشرعية”.
وأضافت ميلوني أن “الهدف بالنسبة لي هو جعل الغرب عظيماً من جديد، وأعتقد أننا قادرون على القيام بذلك معاً”.
كما انتهزت ميلوني الفرصة للترويج لعمل حكومتها، قائلة: “أفخر بالجلوس هنا رئيسةً لوزراء إيطاليا التي تتمتع اليوم بوضع ممتاز، فهي بلد مستقر وموثوق”.
وأشارت إلى أن حكومتها نجحت في خفض التضخم وتحسين مستوى التوظيف، قبل أن تُشير بيدها إلى ترامب مضيفةً بابتسامة عريضة: “سامحني إن كنتُ أروّج لبلدي، لكنك رجل أعمال وتفهمني”. فابتسم ترامب لها.
صدر الصورة، Reuters
وقد تلقت ميلوني الكثير من المدح والثناء الذي أغدقه عليها ترامب، بدءاً من الثناء على عملها كرئيسة للوزراء، وصولاً إلى الإشادة بلغتها الإيطالية “الجميلة”.
وأشاد الرئيس الأمريكي بميلوني لـ “موقفها الحازم” تجاه الهجرة، وقال إنه يتمنى لو كان هناك المزيد من أمثالها. وأكدت ميلوني بدورها أن التغيير يحدث بفضل النموذج الذي أرسته إيطاليا، في إشارة إلى إعلان الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء الماضي بشأن الدول الآمنة.
لم تُظهر ميلوني قدراً من الانزعاج إلا في مناسبات قليلة، مثلما حدث حين سُئلت عن الإنفاق العسكري المنخفض لبلدها.
وقالت ميلوني إنها تتوقع أن تعلن إيطاليا في الاجتماع المقبل لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في يونيو/حزيران، أنها ستكون قادرة على تلبية متطلبات الحلف المتمثلة في إنفاق كل دولة عضو 2 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الشؤون العسكرية الدفاعية.
ولطالما كان الإنفاق العسكري الدفاعي نقطة خلاف رئيسية بالنسبة لترامب، إذ طالب الرئيس الأمريكي مراراً وتكراراً الحلفاء في حلف الناتو بزيادة الإنفاق في هذا المجال.
وتُعد إيطاليا واحدة من ثماني دول لا تلبي حالياً عتبة الـ 2 في المئة المطلوبة من قبل حلف الناتو، إذ تنفق 1.49 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الشؤون العسكرية.
وقال زعيم المعارضة الإيطالية كارلو كاليندا، إن الزيارة أسفرت عن “نقطتين في غاية الإيجابية”، الأولى هي أن ميلوني “ظلت على المسار الصحيح بشأن أوكرانيا”، والثانية أنها “تمكنت من إقناع ترامب بلقاء شخصيات من الاتحاد الأوروبي في إيطاليا”.
وأضاف كاليندا أن ميلوني “اكتسبت مصداقية بصفتها جسراً بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”، لكنه انتقد إشادتها بـ “المعركة التي يخوضها ترامب ضد ثقافة اليقظة”.
المصدر: صحيفة الراكوبة