ترامب وزيلينسكي يبحثان إنهاء الحرب، لقاء أغسطس: بدلة جديدة ومجاملات بدلاً من المقاطعات

صدر الصورة، EPA

شكر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على زيارته للولايات المتحدة، قائلاً إن “إحراز تقدّم” يتم على طريق إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأوضح ترامب أنّه عقد اجتماعاً “جيداً جداً” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرجّحاً أن يسفر عن “نتيجة إيجابية”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّه سيلتقي بسبعة من قادة العالم المتواجدين في العاصمة واشنطن.

وقال ترامب للصحفيين: “أنا وزيلينسكي نريد انتهاء الحرب، ونتفق مع بوتين في ذلك”، لكنه رفض الكشف عن الجهة التي يراها تملك أوراقاً أقوى في النزاع، مضيفاً: “هذه ليست حربي”، ملقياً باللوم على الرئيس السابق جو بايدن لعدم وقفه الغزو الروسي عام 2023.

وعن إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا ضمن قوة لحفظ السلام، قال ترامب: “سنعمل مع أوكرانيا ومع الجميع لضمان أن يكون السلام طويل الأمد جداً”، مضيفاً أنّ واشنطن ستتعاون مع موسكو وكييف “للتأكّد من نجاحه”.

ورغم تأكيده على وجود “فرصة جيدة” لعقد اجتماع ثلاثي بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق، لم يعلن ترامب موقفاً واضحاً بشأن نشر قوات أمريكية، وهو ما قد يثير جدلاً داخل قاعدته السياسية.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

في المقابل، شدّد زيلينسكي على أنّ “وقف روسيا هو الأولوية”، مؤكداً أنّ الأوكرانيين أقوياء ويدعمون خطط ترامب لإنهاء الحرب “بطريقة دبلوماسية”، وأعرب عن استعداده لعقد قمّة ثلاثية مع ترامب وبوتين.

من المقاطعة إلى المجاملة: تحوّل لهجة ترامب تجاه زيلينسكي

في خضمّ اللقاءات السياسية الحسّاسة بين الرئيس الأوكراني والرئيس الأميركي عام 2025، لم تكن النقاشات محصورة في الملفات العسكرية والاقتصادية فحسب، بل امتدّت لتشمل تفاصيل رمزية، مثل زيّ الرئيس الأوكراني، وطريقة تعامل إدارة ترامب معه. وبين اجتماع فبراير المتوتر، ولقاء أغسطس الأكثر هدوءاً، برزت تحوّلات لافتة في الشكل والمضمون.

جدل البدلة: بين رمزية الحرب ومراعاة البروتوكول

في الاجتماع الأول الذي عُقد في فبراير، أثار أحد الصحفيين الأميركيين جدلاً غير متوقع حين سأل زيلينسكي عن سبب عدم ارتدائه بدلة رسمية، قائلاً:

“أنت في أعلى منصب في بلادك وترفض ارتداء بدلة. هل تملك بدلة؟ كثير من الأميركيين يرون أن هذا تصرّف غير محترم تجاه مكانتك”.

ردّ زيلينسكي بسخرية، قائلاً إنه سيرتدي “الزي الرسمي” بعد انتهاء الحرب، في إشارة إلى أن زيه العسكري هو تعبير عن حالة بلاده المستمرة في الدفاع عن سيادتها.

وفي اجتماع أغسطس، ظهر زيلينسكي مرتدياً بدلة رسمية، لكنها حملت طابعاً عسكرياً في تصميمها، ما اعتُبر محاولة للتوفيق بين احترام البروتوكول الأميركي، والحفاظ على رمزية الحرب التي باتت جزءاً من صورته السياسية.

وفيما يبدو أن زيلينسكي لم يغيّر زيه فقط، بل غيّر الرسالة. هو يحترم الأعراف، لكنه لا يتخلّى عن رمزية الصمود.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضحكان أثناء لقائهما في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وسط مفاوضات لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، 18 أغسطس/آب 2025.

صدر الصورة، Reuters

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

تدخلات إدارة ترامب: من الضغط إلى التهدئة

في اجتماع فبراير، شهدت القاعة لحظة مثيرة للجدل حين خاطب نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، زيلينسكي بلهجة اعتُبرت غير دبلوماسية، قائلاً:

“قُل كلمة شكر للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول أن ينقذ بلادكم”.

هذا التصريح أثار استياء الوفد الأوكراني، واعتُبر محاولة لإحراج زيلينسكي أمام الإعلام، في وقت كانت فيه كييف تطالب بضمانات أمنية لا شروط سياسية.

أما في اجتماع أغسطس، فقد غابت هذه التدخلات الهجومية، وبدأ زيلينسكي اللقاء بتوجيه شكر واضح لترامب، في خطوة فُسّرت على أنها محاولة استباقية لنزع فتيل التوتر، وفتح المجال لحوار أكثر توازناً.

المقاطعات والإنصات: نبرة التواصل بين الرئيسين

في اللقاء الأول، قاطع ترامب زيلينسكي عدّة مرّات، أبرزها حين قال:

“بلدك في مشكلة كبيرة”، فردّ زيلينسكي: “أعرف، أعرف”، قبل أن يحاول الدفاع عن صمود بلاده، لكن دون أن يُمنح مساحة كافية للشرح.

في المقابل، شهد اجتماع أغسطس تحسّناً واضحاً في التواصل، حيث منح ترامب زيلينسكي وقتاً أكبر للحديث، واستمع إلى مداخلاته دون مقاطعة تُذكر، ما ساهم في خلق أجواء أكثر إيجابية، رغم استمرار الخلافات في المضمون.

ويبدو التحوّل في سلوك إدارة ترامب، وفي مظهر زيلينسكي، لا يعكس فقط تغيّراً في البروتوكول، بل يشير إلى إدراك متزايد لأهمية الرمزية في السياسة الدولية. فبين بدلة تحمل طابعاً عسكرياً، وشكر دبلوماسي مدروس، يسعى زيلينسكي إلى الحفاظ على صورة القائد المقاوم، دون خسارة الدعم الأميركي.

وفي المقابل، يبدو أن إدارة ترامب بدأت تدرك أن الضغط العلني لا يُثمر، وأن الإنصات قد يكون أكثر فاعلية في دفع كييف نحو خيارات تفاوضية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.