ترامب: سنسيطر على القطاع “بموجب السُلطة الأمريكية”، والعاهل الأردني: علي أن أعمل ضمن مصالح بلدي
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/32031177-6182227155-879745277402-261857-776288088006-0900427051-089844027656.jpg)
ترامب: سنسيطر على القطاع “بموجب السُلطة الأمريكية”، والعاهل الأردني: علي أن أعمل ضمن مصالح بلدي
صدر الصورة، Reuters
قال الملك الأردني، عبد الله الثاني، إنه أكد خلال لقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على موقف بلاده ضد “التهجير” للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وأضاف الملك عبد الله في تغريدة نشرها عبر منصة “إكس”، أن هذا الموقف “هو الموقف العربي الموحد”، وأن أولوية “الجميع” تتمثل في إعادة إعمار غزة “دون تهجير” أهلها.
وجاءت تصريحات الملك في أعقاب لقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن، الثلاثاء، وهو أول لقاء يجمعهما منذ أن طرح الرئيس ترامب خطته بشأن غزة، المتمثلة في سيطرة الولايات المتحدة على القطاع، ونقل سكانه إلى دول أخرى، ومن بينها الأردن.
وخلال اللقاء، وتعقيباً على سؤال وُجّه لترامب بشأن السبب الذي قد يدفع الملك عبدالله لاستقبال الفلسطينيين، قال العاهل الأردني إن هناك خطة من مصر والدول العربية، وإنه قد تمت دعوتهم من قبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان لمناقشتها في الرياض.
وأضاف الملك عبد الله: “علينا النظر إلى مصالح الولايات المتحدة وشعوب المنطقة، وخاصة شعبي الأردني”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وتابع بالقول: “علينا أن ننتظر خطة مصر بشأن كيفية العمل مع الرئيس ترامب فيما يتعلق بتحديات غزة”.
وكشف الملك خلال اللقاء عن استعداد بلاده لاستقبال 2000 طفل من قطاع غزة، من المرضى والمصابين بالسرطان، وهو ما رحّب به ترامب واعتبره “لفتة جميلة”.
وقالت إحدى الصحفيات اللاتي حضرن اللقاء بين الملك عبد الله والرئيس الأمريكي، إن الحديث مع الصحفيين الذي جرى خلال اللقاء لم يكن مُجدولاً، وإن اللقاء كان من المفترض أن يكون مغلقاً أمام الصحافة، لكنه “فُتح فجأة أمامهم”.
أهمل Twitter مشاركة
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
“مصيدة الموت”
لكن ترامب عاد ليعلق على خطته بشأن قطاع غزة بالقول إن الأمر “ليس بذلك التعقيد”، وإن سيطرة الولايات المتحدة على “تلك القطعة من الأرض” ستحقق الاستقرار في الشرق الأوسط “للمرة الأولى”، مضيفاً بأن سكّان غزة سيعيشون “حياة جميلة وآمنة” في مكان آخر.
وردّاً على سؤال بشأن المكان الذي سيذهب إليه سكّان قطاع غزة، قال ترامب: “أعتقد أننا سنحصل على قطعة من الأرض في الأردن، وقطعة في مصر، وربما في مكان آخر، لكنني أعتقد أنه حين ننهي مناقشاتنا، سيكون لدينا مكان حيث يعيش فيه سكّان غزة بسعادة وأمان”.
وعقّب ترامب بالقول إن سكان غزة كانوا يُقتلون بوتيرة “لم يرها أحد من قبل”، وإنه لا مكان في العالم “أشد خطراً” من غزة، واصفاً القطاع بـ “مصيدة الموت”. وأضاف أن سكّان غزة لا يريدون العيش في القطاع، لكن “لم يتوفر لهم البديل قط”.
وردّ الملك عبد الله على تصريح ترامب بشأن الحصول على قطعة من الأرض في الأردن بالقول: “علي أن أنظر إلى مصالح بلدي”.
“ليس علينا شراؤها”
وقلّل ترامب من مدى ضخامة نقل مليوني فلسطيني خارج قطاع غزة بالقول: “هذا عدد قليل من الأشخاص مقارنة بالأشياء التي حصلت خلال العقود والقرون الماضية”، وأضاف: “يعيش سكّان غزة حياة تعيسة، فهم يعيشون تحت مبانٍ منهارة ومتداعية، وظروفهم مروّعة”.
وقال الرئيس الأمريكي إنه ليس على الولايات المتحدة “شراء” غزة، بل سيتم امتلاكها، فهي منطقة “مزقتها الحرب” على حد قوله، وأضاف: “الكثير من فرص العمل ستُخلق في الشرق الأوسط، وستكون هذه الفرص لسكّان الشرق الأوسط، وسيجلب ذلك السلام للمنطقة”.
وردّاً على سؤال بشأن السلطة التي تخوّله السيطرة على قطاع غزة، قال ترامب: “بموجب السلطة الأمريكية”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اقترح ترامب أنه قد يحجب المساعدات عن الأردن ومصر ما لم يوافقا على استقبال سكان غزة.
لكن ترامب قال للصحفيين خلال لقائه الملك عبد الله إنه لا يريد ذلك، وإن لديه علاقات جيدة معهما، وأضاف ترامب: “نقدّم الكثير من الأموال لمصر والأردن، لكنني لا أريد التهديد بذلك”.
صدر الصورة، EPAEFE/REX/Shutterstock
“مثل الناجين من الهولوكوست”
وحول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والمهلة المعطاة لحماس لإطلاق سراح الرهائن قبل حلول يوم السبت المقبل، قال الرئيس الأمريكي، إنه إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن بحلول يوم السبت، فستكون “كل الخيارات مطروحة”، مضيفاً أنه لا يعتقد بأن حماس ستلتزم بهذه المهلة.
وأضاف ترامب أنه نظر إلى حالة الرهائن الثلاث الذين أطلقت حماس سراحهم مؤخراً، واصفاً إياها بـ “المروعة”، وقال: “يبدون مثل الناجين من الهولوكوست، لا أريد أن يتم إطلاق سراح رهينتين أو ثلاث فقط كل أسبوع”.
وتابع الرئيس الأمريكي بالقول إنه يعتقد أن حماس تحاول الظهور بمظهر لطيف، لأنهم “رأوا ردة الفعل” بعد إطلاق سراح الرهائن مؤخراً، وإن الحركة تريد “كسب الوقت” لأن الرهائن الذين تحتجزهم “بحالة سيئة”، وأضاف: “هم يفرجون عن الرهائن الأصحاء”.
“فلسطين للفلسطينيين، والأردن للأردنيين”
ولُحظ أن لهجة الملك الأردني اتّسمت بالحذر والدبلوماسية خلال الحوار مع الصحفيين في البيت الأبيض، لكن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، كان أقل تحفظاً في التعبير عن الموقف الأردني من خطة ترامب.
وقال الصفدي في تصريحات لعدة وسائل إعلام عربية وأردنية محلية، إن الموقف الأردني “ثابت ولا يتغير”، وإن “التهجير لا يمكن أن يتم إلى الأردن وإلى مصر، ولا يمكن تهجير الفلسطينيين من أرضهم”، وتابع بالقول: “أخبرنا ترامب أن فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين. سنعمل مع الرئيس الأمريكي من أجل إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها”.
وبشأن الخطة التي أشار إليها العاهل الأردني خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، قال الصفدي إن ترامب قدّم خطته بشأن غزة “معتقداً أنه لا يمكن إعادة إعمار القطاع دون مغادرة أهاليه، وطرح الملك يتمثل في أنه يمكن إعادة البناء مع بقاء أهل غزة”، مضيفاً بأن هناك جهداً مصرياً وعربياً لإعداد خطة بشأن ذلك.
صدر الصورة، Reuters
“لن نجري مفاوضات على الهواء مباشرة”
وأكد بأن ذلك الأمر “يحتاج إلى حوار”، وأن الملك “لن يُجري مفاوضات مع ترامب على الهواء مباشرة”، مضيفاً بأن اجتماعاً موسعاً عُقد، واتسم بـ “الإيجابية والوضوح”، وأعاد التشديد على أن “الثابت للأردن هو أن حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين” على حدّ تعبيره.
وقال الصفدي: “لنا رؤيتنا ولترامب رؤيته، ونؤمن بإمكانية إعمار غزة دون تهجير أهلها. أولويتنا حماية الأردن والأردنيين، وهذه القاعدة التي انطلقنا منها بالحوار مع ترامب”.
وأكد وزير الخارجية أن العاهل الأردني أوضح للرئيس ترامب أن “التهجير ليس في مصلحة الأردن، وأن المملكة لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى الأردن”.
وأضاف الصفدي أن “الأردن أوضح للإدارة الأمريكية بأن هناك خطة عربية مصرية فلسطينية من أجل إعادة بناء قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطيني من القطاع”.
المصدر: صحيفة الراكوبة