ترامب: الجميع يُحب اقتراحي حول السيطرة على غزة، والبيت الأبيض يقول إن الرئيس “لم يلتزم بنشر قوات أميركية في غزة”
تجنب الرئيس الأمريكي حتى الآن الأسئلة بشأن التفاصيل، وهذا يعني ببساطة أن أجزاء كبيرة من مقترحه لم يتم توضيحها.
من بين الأسئلة التي لم يجب عليها بوضوح، كان عن السبب الذي يجعل الفلسطينيين في غزة معظمهم لاجئون من موطنهم التاريخي داخل ما أصبح الآن إسرائيل، والذي لم يُسمح لهم بالعودة إليه يختارون مغادرة منازلهم والذهاب إلى مصر أو بلدان أخرى.
ولم يذكر كذلك كيف يمكن لسيطرة الولايات المتحدة على غزة أن تجبر الناس على الرحيل.
لهذا السبب، يبدو أن الاقتراح، بقدر ما هو واضح، غير قابل للتنفيذ تماماً، ويشكل انتهاكاً واضحاً لاتفاقية جنيف الرابعة (التي تعد الولايات المتحدة أحد الموقعين عليها)، والتي تحظر بشدة النقل القسري للسكان “بغض النظر عن الدوافع”.
وفي خضم الإدانات من الدول العربية والغربية، يرى البعض المقترح على أنه غير واقعي البتة، بل وغير جدّي حتى.
لكن، يمكن أن يكون للخطة عواقب آنية أكثر، وذلك لكونها تستبدل المقترح الهش الذي كانت تصوغه إدارة جو بايدن، حول نوع من السيطرة العربية أو الفلسطينية على غزة في اليوم التالي للحرب أو بعد انتهاء المرحلة الثالثة من وقف إطلاق النار الحالي ضمن اتفاق إطلاق سراح الرهائن.
ورغم عدم وجود اتفاق واضح على ذلك، إلا أن المفاوضات كانت مستمرة، بوساطة أمريكية، لصياغة ما تراه واشنطن والدول العربية على أنه مستقبل غزة على المدى المتوسط أو نقطة نهاية لاتفاق وقف إطلاق النار.
أما الآن، فهذا الهدف النهائي ذهب مع الريح.
فبدلاً من الحكم والأمن الفلسطيني أو العربي في غزة، ستُحتل المنطقة، أو تُضم حتى للولايات المتحدة، وستُبنى على مدى 15 عاماً من أجل “شعوب العالم”، بينما “ستتم إعادة توطين معظم الفلسطينيين بشكل دائم” في أماكن أخرى.
وهذا اقتراح أمريكي مختلف تماماً فيما يتعلق بمستقبل غزة، في حين تتوقف مفاوضات وقف إطلاق النار، فيها، بين إسرائيل وحماس، حالياً، عند منعطف حرج بين المرحلتين الأولى والثانية.
المصدر: صحيفة الراكوبة