تدهور الأوضاع في شمال الفاشر جاء نتيجة للجوع والمرض وانعدام الرعاية الصحية والخدمات الأساسية والتدوين المدفعي.
الفاشر: التغيير
قال ناشطون إن أحياء في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور غربي السودان، تعاني تدهوراً كارثياً في الأوضاع الإنسانية في الأسابيع الأخيرة، فيما لم تعد “التكايا” قادرة على الاستمرار في أداء دورها الإنساني ما يهدد حياة المئات.
ومنذ مايو 2024م تفرض قوات الدعم السريع حصاراً على الفاشر عاصمة شمال دارفور، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس، وتسببت المعارك الأخيرة بين الجيش والدعم السريع في قطع طرق الإمداد الرئيسية، ما جعلها تعيش عزلة شبه كاملة.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر في بيان، إن التقارير والمعلومات من أحياء الفاشر شمال وخاصة من معسكر أبو شوك للنازحين تفيد بتدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضافت أنه توفي أكثر من 73 طفلًا دون سن الخامسة و22 من كبار السن خلال 40 يومًا فقط، نتيجة مباشرة للجوع والمرض وانعدام الرعاية الصحية والخدمات الأساسية والتدوين المدفعي المتعمد في مخيمات النازحين، ومع مظاهر الجثث المتناثرة في الشوارع والطرقات.
ونوهت اللجان إلى أنه في ظل انعدام الأمن الغذائي وانقطاع سبل الإغاثة توقفت معظم التكايا عن تقديم وجبات الطعام للنازحين بسبب شُح التمويل وغلاء الأسعار “فقد بلغت تكلفة الوجبة الواحدة لـ 20 أسرة نحو 7 ملايين جنيه سوداني”، وهي مبالغ تفوق قدرة المتطوعين والمبادرات المحلية لتغطيتها.
وقالت إنه في ظل هذا الارتفاع الكبير في التكاليف لم تعد التكايا هناك قادرة على الاستمرار في أداء دورها الإنساني ما يهدد حياة مئات الأسر التي تعتمد عليها بشكل يومي.
واختتم البيان بالقول: “الناس في شمال الفاشر لا يموتون فقط من الجوع والتدوين بل من التجاهل”.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023م حربًا دامية بين الجيش والدعم السريع، خلّفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخليًا وخارجيًا، إلى جانب انهيار واسع في الخدمات الأساسية وتعطّل قطاعات حيوية كالزراعة والصحة والتعليم.
وحذرت تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أن استمرار الحصار يضع الفاشر على شفا كارثة.
المصدر: صحيفة التغيير