أوضحت الغرفة أن ظروف النزوح والخوف المستمر وفقدان الأمن وفصل العائلات، أدّى إلى انتشار حالات القلق والاكتئاب والصدمات النفسية..
التغيير: الدلنج
تفاقمت الأزمة النفسية في جنوب كردفان مع استمرار الحصار والنزوح، ما جعل الأبعاد الإنسانية للحرب أكثر تعقيدًا وصعوبة.
وقالت غرفة الإنقاذ للطوارئ الإنسانية بمدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، إن معاناة الصحة النفسية غالبًا ما تتوارى خلف الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء، رغم أن تأثير الحصار على النازحين والمتضررين عميق ومدمّر، تاركًا آثارًا نفسية يصعب تجاهلها.
وأوضحت الغرفة أن ظروف النزوح والخوف المستمر وفقدان الأمن وفصل العائلات، أدّى إلى انتشار حالات القلق والاكتئاب والصدمات النفسية، حيث يواجه الأهالي والشباب والأطفال ضغوطًا هائلة تؤثر على صحتهم العقلية وتعيق قدرتهم على الصمود والتكيف.
وفي ظل هذه الأزمة، يبرز مركز الإرشاد والدعم النفسي كشعلة أمل، إلا أنه يعاني نقصًا حادًا في الإمكانيات والكوادر.
ودعت الغرفة إلى جعل تأهيل مركز الإرشاد والدعم النفسي أولوية قصوى، باعتباره استثمارًا مباشرًا في صحة المجتمع، مشيرةً إلى أن الحلول المقترحة تشمل توفير المعدات والموارد، وتدريب الكوادر المحلية، وتوسيع نطاق الخدمات.
وناشدت غرفة الإنقاذ كافة المنظمات الإنسانية والشركاء المعنيين بتبنّي هذه الحلول، لدعم وتأهيل المركز، وضمان أن يلقى الجانب النفسي من الأزمة الاهتمام الذي يستحقه قبل فوات الأوان.
وتشهد ولاية جنوب كردفان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 أوضاعًا إنسانية متدهورة، إذ تعرّضت مدن عدة للحصار وانقطعت عنها الإمدادات الغذائية والطبية، ما أجبر آلاف الأسر على النزوح القسري.
وفي ظل غياب الخدمات الأساسية وتردّي الأوضاع الأمنية، أصبحت المخيمات والمناطق المحاصَرة بيئة خصبة لانتشار الأمراض الجسدية والنفسية على حد سواء، في وقت تعجز فيه المنظمات الإنسانية عن الوصول المنتظم للمتضررين بسبب القتال وانعدام الممرات الآمنة.
المصدر: صحيفة التغيير