تدهورت الأوضاع الإنسانية لعشرات المعتقلين لدى الجيش السوداني والقوة المشتركة بمدينة الفاشر شمال دارفور، وفق إفادات ناجون ومصادر عسكرية لـ”دارفور24″.
وقالت مصادر بينها “معتقلون سابقون” و”عسكريون” من مدينة الفاشر، إن الجيش السوداني والقوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة، اعتقلوا في أوقات سابقة عدد من المدنيين بتهم تتعلق بالتعاون والتخابر مع قوات الدعم السريع، دون تقديمهم للمحاكمة أو الإفراج عنهم، وسط أوضاع إنسانية متدهورة داخل أماكن الاحتجاز.
وذكرت أكثر من 6 مصادر لـ”دارفور24″، أن العشرات من المعتقلين يُحتجزون حالياً داخل مقر “السوبر كامب” الواقع شمال غرب المدينة، في ظروف وصفت بالقاسية، حيث يُحتجز البعض في حاويات كبيرة، إلى جانب وجود مقرات احتجاز سرية في حي الدرجة الأولى ومقر احتجاز الاستخبارات العسكرية التابعة للفرقة السادسة مشاة الفاشر.
وقال أحد المعتقلين السابقين طلب تعريفه بـ”أبو عادل” إنه اعتُقل في أبريل الماضي أمام المستشفى السعودي بواسطة مجموعة مسلحة تستقل سيارة قتالية، بتهمة التخابر مع قوات الدعم السريع، وتم اقتياده إلى “السوبر كامب”، حيث احتُجز لأكثر من عشرة أيام قبل أن يُطلق سراحه لعدم وجود أدلة ضده.
وأضاف أن “ظروف الاعتقال كانت سيئة للغاية، وأن المحتجزين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب، مع منع تام للزيارات العائلية”.
وطالب المنظمات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل والمطالبة بالإفراج عن المحتجزين، والسماح لهم بمقابلة ذويهم أثناء فترة احتجازهم.
من جهته، قال معتقل آخر سابق “ع.س.ب” إنه اعتُقل من مخيم “أبشوك” بتهمة التصوير دون تصريح، واتهِم برفع إحداثيات لقوات الدعم السريع.
وأوضح أنه أمضى ستة أيام في مقر القوة المشتركة، قبل أن يُطلق سراحه بعد تدخل أقاربه، بشرط التوقيع على تعهد بعدم تكرار ذلك.
من جهته قال إسحق محمد إسحق، أحد أقرباء محتجز في “السوبر كامب”، إن قريبه اعتُقل في أبريل الماضي بعد موجة نزوح من مخيم زمزم، بتهمة التعاون مع الدعم السريع.
وأكد أنه لا يزال قيد الاحتجاز حتى اليوم، دون توجيه تهم رسمية أو معرفة مكان احتجازه بالتحديد.
وأشار إسحق إلى أن أفراداً من القوة المشتركة اتهموا قريبه بالانتماء لقوات “الطاهر حجر” المتحالفة مع الدعم السريع، والتخابر لصالحها داخل مدينة الفاشر، دون تقديم أي معلومات إضافية حول ظروف احتجازه.
وفي السياق أكدت مصادر عسكرية متطابقة لـ”دارفور24″، أن القوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلحة نفذت وما زالت تنفذ اعتقالات في الفاشر.
وقال مصدر استخباراتي إن الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها القوة المشتركة طالت نظاميين في شرطة الولاية آخرهم شرطي مرور تم اعتقاله في أبريل الماضي بدواعي التخابر مع قوات الدعم السريع، قبل إطلاق سراحه مقابل فدية مالية.
وأعرب المصدر عن استغرابه من إطلاق سراح متهم بالتخابر دون التحقيق معه.
وتابع المصدر الاستخبارتي أن الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها عناصر القوة المشتركة مؤخرا أصبحت تستهدف التجار وأصحاب رؤوس الأموال.
وأشار المصدر الى أن غالبية المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم شكوا من عدم استرداد أمنياتهم التي بطرف القوة المشتركة، فضلًا عن الأموال التي تدفع مقابل اطلاق سراحهم.
وتابع المصدر الاعتقالات التعسفية أصبحت مصدر استرازق للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة.
فيما أكد مصدر آخر في إحدى الحركات المسلحة المكونة للقوة المشتركة فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له بالحديث لوسائل الاعلام، وجود عشرات المعتقلين بمقر بعثة اليوناميد سابقا تم اعتقالهم في أزمان مختلفة بعضهم لقى حتفه بينما المتبقين يعيشون أوضاعا مأساوية وذلك بسبب نقص الغذاء والدواء وسوء مقرات الاحتجاز.
وذكر مصدر ثاني بنفس الحركة لـ”دارفور24″، أن القوة المشتركة أفرجت مؤخرا عن عشرات المعتقلين كانوا محتجزين في مقر بعثة اليوناميد سابقا.
دارفور 24
المصدر: صحيفة الراكوبة