تدمير ممنهج للموانئ البحرية بأيدي عمالها
عبدالقادر باكاش
ظللت أكتب ومنذ مدة طويلة ليس أخطر على هيئة المواني البحرية من نشطائها وعامليها بالأخص (نشطاء البجا) ، فقد ظل صوتهم وتأثيرهم أكبر من الإدارة في كل قضايا الموانئ ، وذلك للأسف بسبب تواطؤ وتساهل بعض المدراء والتعامل معهم كشركاء في اتخاذ القرارات المصيرية بالهيئة وهو أمر تسبب في إهدار فرص التطوير وفق المتطلبات الاقتصادية وتعطيل تنفيذ القرارات الإدارية وتبديد قدرات الهيئة والتأثير على ادائها التشغيلي وبالتالي تقلص مساهمتها وفقدان سلطتها في ادارة مواردها المادية والبشرية .
قد تسبب من قبل نشطاء الموانئ في افشال خطط التطوير عبر الشراكات الأجنبية كما تسبب تنازع أهلى في ايقاف نشاط ميناء هيدوب المتخصص في حركة الصادرات الحيوانية والزراعية ، وظلوا يعرقلون حتى شراكات الرأسمالية الوطنية في المجال مثل مشروع الرصيفين (٢٤) و (٢٥) الخاصين بمنطقة النيلين الحرة ، وهذا التمادى دفع بعض العاملين للتسيب عن اداء مهامهم الوظيفية بل والتفرغ للهتاف ومراقبة اداء المدير العام والاعتراض على قراراته ، سماح الدولة باستمرار هذا السلوك يعني تدمير ممنهج للموانئ وتشجيع على سلوك عمالي خاطئ قد يمتد لباقي المؤسسات والهيئات في السودان ويصبح الاعتراض على القرارات ثقافة سائدة .. المشكلة لم تبدأ مع المدير الحالي ولن تنتهي بعده ، بل سيتواصل الابتزاز واصباغ القضايا الشخصية بصبغة القضايا العامة (خلط الخاص مع العام) ليس هناك ما هو أدلّ على ذلك من الاعتراض على القرار الاداري الصادر من مدير عام هيئة الموانئ البحرية بنقل (٦) من مدراء الادارات من مواقعهم من بينهم قرار نقل مدير إدارة ميناء عثمان دقنة الكابتن طه محمد مختار الي ميناء الخير ونائبه الاستاذ عبدالله حسين الي ادارة التسويق ، القرار الذي جوبه بالرفض من بعض المواطنين وانتظم عشرات منهم في وقفات احتجاجية مساء امس أمام رئاسات الهيئة بكل من سواكن وبورتسودان مما أجبر وزير النقل المكلف ابو القاسم ابوبكر باتخاذ قرار بالغاء القرار الاداري الصادر من المدير العام المكلف الكابتن محمد حسن مختار ليبقى الكابتن طه مديراً لسواكن بأمر المحتجين ، وهو أمر مضر لمسيرة الكابتن طه المهنية وقد هاتفته امس فور صدور القرار ونصحته بتنفيذه لعدة اسباب ذكرتها له منها أن قرار نقله تم ضمن أمر إداري شمل خمسة مدراء ادارات اخرين مما ينفى تهمة القصد الشخصي من المدير العام له ثانياً قلت له من مصلحتك الشخصية الانتقال داخل ادارات الهيئة لاكتساب تجربة لأن ادارت ميناء الركاب ليست كإدارت موانئ المشتقات النفطية أو موانى الصب السائل أو الجاف أو الحاويات أو البضائع العامة أو الميناء لكلٍ مهارتها والانتقال السلس والمنتظم بينها ستيح له فرصة التعرف على دقائق الأشياء ورفد قائمة سيرتك الذاتية بخبرات متنوعة .
نصيحة صادقة اسديتها له ليس دفاعاً عن المدير العام ولكن بوصفه صديق شخصي جمعتني به مواقف أثبتت لي انه رجل صادق وشجاع ووفي ومسؤوليتي الاخلاقية تحتم لي مناصرته بصدق .. تقبل الرجل حديثي بكل أدب واريحية الا أنني تفاجأت بتماهيه مع الاحتجاجات في المساء ، الآن وقد عادت المياه الي مجاريها أطلب منه اعلان موافقته بتنفيذ النقلية حتى لا يتهمه أحد بأنه متشبث بسواكن لمصلحة شخصية ، ثم حفاظاً على هيبة قرار شاغل منصب المدير العام بغض النظر عن من هو ، لأنه ربما تدور الدوائر ويأتي الكابتن طه ذاته يوماً لشغل منصب المدير العام فليس من المصلحة أن يجده منصب متضعضع الصلاحيات .
مع تحياتي
🤞🤞🤞🤞
المصدر: صحيفة الراكوبة