تداعيات الحرب في السودان: نازحتان بود مدني ترويان لـ «التغيير» حكاياتهما المأساوية
تختزن دور الإيواء بمدينة ود مدني وسط السودان حكايات مأساوية للنازحين الفارين من الحرب من العاصمة الخرطوم، فضّل نازحين الصمت وآثر بعضهم الحديث عن الاهوال التي تعرضوا لها منذ بدء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
التغيير _ ود مدني: عبدالله برير
و مع إلحاح «التغيير» تحدثت ضحيتان من الفارين من الحرب إحداهما سيدة متزوجة والأخرى طفلة حرمت بسبب الحرب من الجلوس للامتحان.
وفي حديثها لـ «التغيير» كشفت النازحة رماح عبد الحافظ والتي تقطن في منطقة جنوب الخرطوم حي الانقاذ أنها جاءت لمدينة ود مدني رفقة جزء من أفراد أسرتها بعد تعرض منطقتهم لإطلاق النار .
وقالت رماح: استقبلنا صباح عيد الفطر بأصوات إطلاق النار وكانت الإشتباكات في المدينة الرياضية المتاخمة لحي الانقاذ ما اضطرنا للهرب إلى منطقة الأزهري المجاورة التي لم تسلم بدورها من إطلاق المقذوفات ودوي أصوات أصوات الرصاص.
ونتيجة هذه الأوضاع المُخيفة ارتحت رماح مجدداً إلى منطقة ساريا جنوبي الخرطوم في وقت أصبحت فيه الاشتباكات في كل أنحاء العاصمة الخرطوم.
وأضافت: قررنا أنا وخالتي وشقيقاتي و إبني وإبنتي السفر لمدينة ود مدني، رغم أن بعض أفراد الأسرة رفضوا مغادرة المنزل في وقت أجبر فيه الجيران على مغادرة منازلهم من قبل قوات الدعم السريع.
وتابعت رماح: قرار مغادرة الخرطوم لم يكن سهلاً علينا بسبب صعوبة ترك دورنا بالإضافة إلى عدم توفر المال لتذاكر السفر خاصة بالنسبة للأسر الكبيرة وفي نهاية الأمر خرجنا رغم الشائعات و المخاطر التي تهدد المسافرين والانتهاكات التي تحدث في الطريق وكان وضعنا النفسي سيئاً للحد البعيد ودخل أطفالنا في نوبات ذعر شديد مع تصاعد أعمدة الدخان وأصوات الرصاص ومناظر الجثث المتناثرة في الطرقات.
وحول الوضع في دار الإيواء قالت رماح إن الأحوال في البداية كانت مثالية ولكن مع تزايد أعداد النازحين تناقصت الوجبات والأسرة المخصصة للنوم غير أنها استدركت بأن الوضع رغم سواءته أفضل على أية حال من المكوث في مناطق الاشتباكات والتعرض لخطر الموت.
حلم الجلوس للامتحان
وتروي الطفلة متاب محمد لـ «التغيير» قصة نزوحها رفقة أهلها من منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم في وقت كانت تمني النفس بالجلوس لامتحانات الشهادة الابتدائية.
تقول متاب: أبلغ من العمر 12 عاماً ووجدت نفسي هنا في دار النازحين وكأنني أعيش كابوساً.
وتضيف: حضرنا إلى مدينة ود مدني منذ أسبوعين أو يزيد بقليل.
وأشارت متاب إلى الوضع المأساوي الذي عاشته في الخرطوم قائلة: أصوات الرصاص صمت آذاننا والإشتباكات كانت تدور في كل مكان والموت حاصرنا من كل جانب.
وتابعت: قضينا أياماً في ذعر شديد تحت الأسِرة في ظروف مخيفة، لم نستطع مغادرة الخرطوم في بادئ الأمر وحينما وجدنا الفرصة هربنا.
و أكدت متاب محمد رغبتها في الجلوس للامتحان و قالت: أتمنى أن التحق بالامتحان ولكن الأمر يبدو مستحيلاً مع اقتراب مواعيده، ولم نقم بالإجراءات ولم يتسن لي حتى إحضار كتبي لمذاكرة الدروس.
المصدر: صحيفة التغيير