اخبار السودان

تحليل بين خطابين مستقيم وأعوج للبرهان وحميدتى

 

تحليل بين خطابين مستقيم وأعوج للبرهان وحميدتى

صلاح جلال

💎 طرفى الحرب القوات المسلحة والدعم السريع ، لكل منهم إستراتيجيته وتكتيكه فى إدارة هذه الحرب و للراى العام موقف مستقل وقدرة لوضع مسطرة قياس بين الموقفين ما يفعل ويقول أطراف الحرب لابد له من تقييم مستقل لكل كلمة تقال من قيادات الحرب ليضع الشعب ختمه على ما يعتمده وما يرفضه من الخطابين بوضوح وصراحة ليعلم طرفى الحرب هناك مصحح يمتلك القلم الأحمر ، وأن الشعب ليست دمية او جثة بين يدى غاسلها فهو مازال حى وقادر إن لم يكن على الفعل ولكن على الصراخ بالصوت العالى بالرفض والقبول لما يرى ويُقال لقد إستمعنا لخطابات الإستقلال وبداية العام الميلادي من الفريق أول البرهان والفريق أول حميدتى بصفاتهم السياسية والعسكرية .

 

💎 لقد جاء خطاب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول البرهان معمماً وغير ملبى لطموحات الشعب السودانى فى إنهاء الحرب وإستعادة الإنتقال المدنى الديمقراطى ، بفشلة الظاهر فى مخاطبة قضايا الساعة الراهنة بما يرضى التطلعات ويسد النقص فى الإحتياجات النظرية المطلوبة لقضايا إستراتيجية

واضح من الخطاب أن الفريق البرهان عجز عن مخاطبة الآتى :

💎 ١ ليست له تصور عملى واضح لوقف الحرب ومشروع لتحقيق وقف العدائيات وبداية العملية السياسية ، بل يظهر كالمتعلق بشعارات دعاة الحرب وإستمرارها وإزالة مداها وزيادة مضاعفاتها على المواطن وكفاءة الدولة المتحللة وفى طريقها للفشل الكامل .

 

💎٢ لم يخاطب البرهان بخطة محددة القضايا الإنسانية العاجلة خطة واضحة لمعالجة إفرازات الحرب على الشعب فيما يتعلق بالطعام والدواء والتعليم والأمان المجتمعى.

 

💎٣ ما زال الفريق البرهان غارق فى تكتيكات الصراع حول السلطة كأنه حزب منافس يريد أن يعزل قوى سياسية ومجتمعية ويحابى قوى سياسية أخرى كما أعلن واليه فى نهر النيل مما يساهم فى تكريس الإنقسام المجتعى ويعيق وحدة القوى المدنية العاملة من أجل وقف الحرب وقيادة العملية السياسية.

 

💎٤ تبنى الخطاب بشكل مبهم لفكرة تسليح الشعب (المقاومة الشعبية) وهى خطوة مفتاحية لتعقيد الصراع وإضافة لتعقدات فشل الدولة بهذا التوجه يريد خلق مجتمع فاشل كذلك وإطلاق حرب الكل ضد الكل ووضع حجر أساس للحرب الأهلية الشاملة وإنتشار الإرهاب مما يهدد السلم والأمن الدوليين بإنتشار السلاح فى أيدى المتطرفين مع غياب مؤسسات الدولة والعدالة .

 

💎٥ فشل البرهان فى خطابة الإشارة لأى عملية سياسية كمكمل ضرورى لإنهاء الحرب ووقف العدائيات مما يشير أن له تصورات خاصة فى صراع السلطة التى يجب أن تخرج منها كليةً وبوضوح وصريح العبارة كل القوى العسكرية من قوات مسلحة ودعم سريع لتأسيس إنتقال مدنى للتحول الديمقراطى الكامل وتحقيق السلام الشامل الهدف إنتقال مدنى ديمقراطى بلا برهان ولا حميدتى بلا تدخل من الجيش او الدعم السريع سيادة مدنية كاملة ١٠٠% تقوم الاجهزة الامنية فيها بواجباتها تحت إشراف وتوجيه الحكم المدنى كما تفعل كل الدول المتقدمة .

 

💎٦ من مضمون الخطاب مازال الفريق البرهان يستبطن معاداة المجتمع الدولى بالإشارات السالبة لدول الإقليم والعالم والأمم المتحدة وهو بهذا التوجه يتبنى الخطاب السياسى لنظام الإنقاذ المعزول الذى قاد البلاد لنظام القطيعة والعقوبات الدولية.

 

💎٧ لقد أغفلت كل خطابات البرهان السابقة منذ إندلاع الحرب فى ١٥ ابريل ٢٠٢٣م الإشارة لمبانى ومعانى ثورة ديسمبر المجيدة ، ما يشكك فى توجهه بأنه غير ملتزم بأهداف وشعارات هذه الثورة الشعبية العظيمة التى حررت القوات المسلحة وقائدها من تسلط الشمولية الإنقاذية وعينته رئيس للمجلس السيادى هذا الإهمال يشير بأن قائد القوات المسلحة يستهدف تصفية مبادئي وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة سياسياً وأمنياً مما يجعله فى مواجهة مباشرة مع كاقة قوى الثورة من أحزاب ديمقراطية ومنظمات مدنية ولجان مقاومة وحركة نسوية باسلة تهدد تصفية مبادئي الثورة إهدار مكاسبها .

 

💎خطاب الفريق البرهان مرفوض فى كل مفاصله الأساسية ولايصلح كوثيقة لقيادة المرحلة ، يجب على القوى الوطنية الديمقراطية (تقدم) إعلان ذلك بوضوح بلا مواربة أو دبلوماسية لاتوجد نقاط لقاء أو مشتركات مع هذا الخطاب الإقصائي والمعادى للقوى الديمقراطية الذى يجب تعديله أو إستبدالة والإعتذار عنه بخطاب وطنى صحيح لتيسير التعاون المشترك مع القائد العام للقوات المسلحة الذى يمثل أحد طرفى الحرب العبثية الراهنة .

 

💎فى المقابل هناك خطاب قائد الدعم السريع الفريق أول حميدتى تمت صياغة الخطاب بمنهجية واضحة شملت القضايا الأساسية فيما يتعلق بالتالى وفق منطوق الخطاب : .

 

💎١ أعلن رؤيته لوقف الحرب والترتيبات الأمنية بشكل واضح ومقبول وتوجه عملى. محدد للحوار والتفاوض.

 

💎٢ خاطب الفريق حميدتى بوضوح القضايا الإنسانية فيما يتعلق بالطعام والدواء والأمان للمدنيين .

 

💎٣ أدان الفريق حميدتى بوضوح التجاوزات التى وقعت من قواته والمتفلتين والمندسين والمواطنين من نهب وسلب ووجه قيادة قواته بضبط كل من يعتدى على ممتلكات المواطنين خاصة فى ولاية الجزيرة وأماكن سيطرته لإستعادة الأمان المجتمعى، ومايهمنى هنا الإعتراف بالتجاوزات والتوجيه بالإجراءات لمعالجتها فهى خطوة ضرورية فى الإتجاه الصحيح يجب تثمينها والتحبير عليها .

 

💎٤ خاطب الفريق حميدتى بوضوح قضايا الصراع الكلية بالإشارة إلى تأسيس قوات مسلحة وطنية قومية التكوين وموحدة و إحترافية تخضع للقيادة المدنية وتخرج من تقاطعات الصراع على السلطة وهى قضية هامة للإستقرار والمستقبل والأمن فى ربوع البلاد وأحد الأسباب الجذرية للحرب الراهنة .

 

💎٥ وردت فى الخطاب إشارة واضحة لرفض تاجيج الصراعات الجهوية والإثنية وخطاب الكراهية ، وهى قضية هامة لتحجيم نيران الحرب من التحول لحرب جهوية وإثنية مدمرة .

 

٦ جاءت فى خطاب حميدتى إشارة واضحة لضرورة إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تقوم على المواطنة بلا تمييز وتحترم التنوع وهى قضية مركزية ظلت تطرحها القوى الديمقراطية طوال فترة صراعها مع نظام الإنقاذ من خلال برامج إعادة بناء الدولة والسودان الجديد وثيقة أسمرا للقضايا المصيرية ووثيقة العمل الوطنى نداء السودان .

 

💎٧ أشار خطاب حميدتى بوضوح إلى إقامة نظام ديمقراطى كامل الدسم ينتهى إلى إنتخابات حرة وعادلة.

💎 نحن أمام خطابين مستقيم واعوج الأول يعادى القوى الوطنية والديمقراطية ويدعوا لمحاصرتها بالإجراءات الأمنية من إعتقال للحان المقاومة والثوار فى معظم مواقع سيطرة القوات المسلحة من خلال شعبة الاستخبارات بإتهامات جاهزة (طابور خامس ) خطاب قدمه الفريق البرهان والثانى يتبنى من ناحية نظرية أهداف وشعارات ثورة ديسمبر وبرامج القوى الديمقراطية بغض النظر عن محاكمة النوايا قد إستلف قائد قوات الدعم السريع خطاب قوى ثورة ديسمبر وخطاب صراع السلطة والثروة والتهميش وخلافات الهوية ، لايمكن للقوى الديمقراطية أن تغفل حقيقة أن ما أشار إليه قائد قوات الدعم السريع هو برنامجها السياسى ويمثل التوجهات الأساسية للشعب السودانى مما يستوجب دعم هذا التوجه والخروج من الحياد فيما يتعلق بالإنحياز للخطاب السياسى الصحيح الذى تقدم به قائد الدعم السريع دون تردد أو خضوع مع الموقف الثابت برفض الحرب العبثية وتجاوز لإبتزاز من القوى المناهضة والإصرار على الحياد السلبى بين القوى المتحاربة كأنما الحياد هو هدف لذاته بلا مضمون أو هوية ، إن إنحياز القوى الوطنية الديمقراطية لبرنامجها واجب أخلاقى لايجب أن يخضع لموازنات او إبتزاز وبروبقندا الإعلام المعادى، ليصبح حياد غير منتج و غير موضوعي بين خطاب معادى لقوى الثورة تقدم به القائد العام للقوات المسلحة الفريق البرهان وخطاب إيجابى تقدم به قائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتى خوفاً من الحملات الإعلامية والتهديد بمصادرة الحريات فى الداخل للقوى الديمقراطية هذه المواجهة السياسية المدنية تمثل ساحة الكفاح الوطنى لقيادات الحرية والتقدم Freedom Fighters طلاب الحرية لايتهربون من معاركهم الأساسية يشيرون بابهامهم الأوسط والشمس فى رابعة النهار للختل والخطاب المعوج حتى لو نصبوا المشانق مهما كانت التكلفة والتحديات أمام رفض خطاب الفريق البرهان .

 

💎ختامة

أتطلع أن تخرج القوى الوطنية الديمقراطية (تقدم ) فى إجتماعها المزمع اليوم الإثنين بأديس أبابا مع قيادات الدعم السريع بخطاب شامخ ومستقيم يعبر عن الحياد الإيجابى ويلزم قائد الدعم السريع بما قطعه من تعهدات إيجابية لمصلحة القوى الديمقراطية وبرنامجها التقدمى

سيقول المتشككين أن إستلاف خطاب قوى ثورة ديسمبر والهامش خدعة لكسب الوقت ومحاولة تحشيد زائف ، نقول فى المقابل أن القوى الوطنية الديمقراطية وقوى الثورة ليست لديها ما تخسره فى إعلان إلتزامها ببرنامجها فى وجود قائد الدعم السريع أو عدمه ، فهى تقف على ساق روافعها الجماهيرية التى أنجزت الثورة المجيدة وما تعلن دعمه وتأييده هو برنامجها المعلن والملزم أخلاقياً لها أمام الشعب السودانى وهى لا تنتظر رافعة مستأجرة لتحمل لها مبادئها وأهدافها فى إستعادة النظام الديمقراطى والوفاء لثوار ديسمبر وتعتمد بشكل أساسى على قواها الشعبية والديمقراطية الثورية الحاضنة لهذا التوجه والمتطلعة لهذه المبادئي والمعانى لاتحتاج لكتف مستأجر من طرفى الحرب الصراع من أجل التحول الديمقراطى هو معركتها المركزية عليها تصالح وعليها تخاصم الحياد الإيجابى واجب اللحظات الفارقة ، هذه الحرب عبثية و مرفوضة ويجب أن تقيف فقد أهانت كرامة أهل السودان بما يكفى ويجب عزل أصحاب الأجندات التصعيدية للعودة للسلطة على حساب دماء وممتلكات الشعب السودانى وبنياته الأساسية المدمرة .

#لاللحرب

#لازم_تقيف

 

صلاح جلال

١ يناير ٢٠٢٣م

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *