تحقيق للجيش الإسرائيلي يقول إن مقتل المسعفين في غزة كان نتيجة “أخطاء لا تتكرر بشكل يومي”، والهلال الأحمر الفلسطيني يرفض نتائج التحقيق

تحقيق للجيش الإسرائيلي يقول إن مقتل المسعفين في غزة كان نتيجة “أخطاء لا تتكرر بشكل يومي”، والهلال الأحمر الفلسطيني يرفض نتائج التحقيق
أقال الجيش الإسرائيلي نائب قائد وحدة الاستطلاع في لواء غولاني على خلفية مقتل 15 مسعفاً في غزة في مارس/آذار الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيق موجز أجراه حول الحادث، قائلاً إن الجيش ارتكب “العديد من الإخفاقات المهنية وانتهاكات الأوامر والفشل في الإبلاغ الكامل عن الحادث”، وفق التقرير الذي نشر على موقعه الرسمي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “سوء تنسيق عملياتي” أدى إلى مقتل 15 مسعفاً في غزة خلال الشهر الماضي، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي “يأسف للأضرار التي لحقت بالمدنيين”، قائلاً إنه هناك “جهد مستمر للتعلم من الحوادث العملياتية وتقليل احتمالية وقوع حوادث مماثلة في المستقبل”.
وذكر التقرير أن الجيش اتخد قراراً بإقالة نائب قائد كتيبة الاستطلاع غولاني من منصبه بسبب “مسؤولياته كقائد ميداني في الحادث وتقديم تقرير غير كامل وغير دقيق أثناء الاستجواب”، وأضاف التقرير أن قائد اللواء الرابع عشر سيتلقى توبيخاً بسبب “مسؤوليته الشاملة عن الحادث”.
وكشف التحقيق في الحادثة وجود سلسلة من الإخفاقات، مشيراً إلى أن مقتل موظف تابع للأمم المتحدة بعد ذلك بوقت قصير نجم عن “انتهاك للأوامر خلال ظروف القتال”.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
وأضاف الجيش أن نائب قائد الوحدة المعنية تم فصله “بسبب تقديمه تقريراً ناقصاً وغير دقيق خلال الاستجواب”.
كما أقرّ الضابط المسؤول عن التحقيق العسكري في مقتل المسعفين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال حديث مع الصحفيين، أن ما حدث كان “خطأ” من قبل القوات المشاركة في الحادثة، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الحادثة تعكس خللاً أوسع في صفوف الجيش الإسرائيلي، قال يوآف هارإيفن للصحفيين: “نعتبر ما حدث خطأ، لكنه ليس من نوع الأخطاء التي تحدث بشكل يومي”.
وقُتل خمسة عشر مسعفاً وموظف في الأمم المتحدة في 23 مارس/آذار، بعد أن تعرضت سيارات إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى جانب سيارة للأمم المتحدة وشاحنة إطفاء، لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته فتحت النار “اعتقاداً منها أنها تواجه تهديداً من قوات العدو”.
كما أفاد الجيش أن تحقيقه توصل إلى أن ستة من القتلى كانوا أعضاء في حركة حماس، نافياً وقوع أي عمليات إعدام ميدانية.
في حين لم تُقدَّم أي أدلة تثبت انتماء أي من القتلى لحركة حماس، رغم أن أسماؤهم كانت معلنة.
وذكر التقرير إلى أن الحادثة وقعت في ما وٌصف بـ”منطقة قتال معادية وخطيرة”، وأن القائد الميداني شعر بتهديد مباشر ووشيك مع اقتراب المركبات بسرعة.
في المقابل حمّلت القوات الإسرائيلية “ضعف الرؤية الليلية” المسؤولية، موضحةً أن القائد لم يتمكن من تحديد هوية المركبات كسيارات إسعاف بسبب ذلك.
في البداية، زعمت إسرائيل أن جنودها أطلقوا النار لأن السيارات اقتربت “بشكل مريب” في الظلام دون أن تكون مزودة بمصابيح أمامية أو أضواء تحذيرية. وأشارت إلى أن حركة المركبات لم تكن منسقة أو متفق عليها مسبقاً مع الجيش.
لكنها أكدت لاحقاً أن هذه الرواية كانت “خاطئة” بعد أن أظهر مقطع فيديو تم العثور عليه على هاتف أحد المسعفين أن المركبات كانت مزودة بأنوارها وإشارات الطوارئ التحذيرية.
وأظهرت لقطات مصورة بهاتف محمول، كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لاحقاً، أن مركبات الإسعاف التي تعرضت لإطلاق نار في قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي كانت تحمل علامات واضحة وأضواء إشارة الطوارئ الخاصة بهم، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهم.
في فيديو مدته أكثر من خمس دقائق، يُسمع المسعف وهو يردد دعاءه الأخير قبل أن تُسمع أصوات الجنود الإسرائيلين وهم يقتربون من المركبات.
وكان مسؤول في الجيش الإسرائيلي قد قال سابقاً إن “الجنود دفنوا جثث العمال الخمسة عشر المقتولين في الرمال لحمايتها من الحيوانات البرية، مدعياً أن المركبات تم نقلها ودفنها في اليوم التالي لفتح الطريق”.
ولم يتم الكشف عن هذه المقابر إلا بعد أسبوع من الحادثة، وذلك لأن الوكالات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، لم تتمكن من تنظيم مرور آمن إلى المنطقة أو تحديد موقعها.
في تصريح سابق لمدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال لوكالة فرانس برس، قال إنه لدى العثور عليهم، كان المسعفون “لا يزالون يرتدون زيهم الرسمي، ويضعون القفازات”، وتحدث عن “مقبرة جماعية”.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل في الحادث، وتقديم الجناة إلى محكمة الجنايات الدولية، وتوفير الحماية الفورية للطواقم الإنسانية العاملة في قطاع غزة.
الهلال الأحمر الفلسطيني يتهم تحقيق الجيش الإسرائيلي بأنه مغاير للواقع
من جهته، أدان الهلال الأحمر الفلسطيني، يوم الأحد، ما وصفه بـ”الأكاذيب” الواردة في تقرير الجيش الإسرائيلي حول مقتل المسعفين الفلسطينيين بنيران قواته في قطاع غزة خلال شهر آذار/مارس الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر في رام الله، نبال فرسخ، لوكالة فرانس برس إن “التقرير باطل ومرفوض ما دام مبنياً على الأكاذيب، فهو يبرر القتل ويحصر المسؤولية في خطأ فردي على مستوى القيادة الميدانية، بينما الواقع مختلف تماماً”. وفق تعبيرها.
كما تساءلت فرسخ عن سبب استمرار احتجاز المسعف أسعد النصاصرة لدى الجيش الإسرائيلي.
وكان الجيش قد أكد الأحد احتجازه لأحد المسعفين الفلسطينيين الذي نجا من إطلاق النار، مشيراً إلى أنه لا يزال قيد الاعتقال منذ وقوع الحادثة في 23 آذار/مارس، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
وقبل أسبوعين، صرّح رئيس جمعية الهلال الأحمر في الضفة الغربية بأن نتائج التشريح أظهرت ” أن جميع الشهداء تلقوا رصاصاً في الجزء العلوي من أجسادهم ما يدل على نية القتل” وفق تعبيره.
ومن ضمن المسعفين الـ15 الذين قتلوا هناك ثمانية من كوادر الهلال الأحمر، وستة من عناصر الدفاع المدني، إضافة إلى موظف واحد يعمل لدى وكالة الأونروا، وفقاً لما أفاد به مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ومصادر طبية فلسطينية.
المصدر: صحيفة الراكوبة