اخبار السودان

تحرير الجيش من قبضه ونفوذ الاسلاميين يفتح مسارات التفاوض ويوقف الحرب

شريف يسن

شريف يس

وسط المزيد من الترقب والحذر والتوقعات والمخاوف والتفاؤل ، وبعد 10 ايام من انعقاد الجلسات بغياب ومقاطعه الجيش وحضور الدعم السريع ، انتهت اجتماعات جنيف دون تحقيق اختراق للأزمه ونتائج ملموسه، وفشلت في الوصول لوقف اطلاق النار رغم الحضور الدولي والأقليمي البارز لقوي متنفذة من الوسطاء والمراقبين بقيادة الخارجيه الأمريكيه صاحبه المبادرة والتي تريد احداث انجاز بعد الفشل في اوكرانيا وغزة لدعم كامالا هاريس وكسب اصوات الأمريكان من الأصول الأفريقيه والتنافس مع الروس حول البحر الأحمر ، والسعوديه وسويسرا كدول مضيفه ، والأمم المتحدة والأتحاد الأفريقي ومصر والأمارات بصقه مراقب ، حيث تم التركيز في المفاوضان علي الدعم الانساني وحمايه المدنيين ووقف الأعمال العدائيه ، الأمر الذي شكله صدمه وخيبه أمل بددت الأمال بانهاء القتل والنزوح واللجوء والتشريد والمعاناة المستمرة التي دمرت حياة السودانيين ، والتسريبات تشير لحضور وفد بقيادة جراهام عبدالقادر وزير الأعلام وبعض الضباط الي جنيف ، التقوا بالوسطاء الأمريكان والسعوديين وكان انشغالهم منصبا علي العمليه السياسيه وترتيباتها دون التطرق لوقف العدائيات واطلاق النار بهدف اضاعه الوقت وخلط الأوراق ، وقبل وصول الوفد عائدا من جنيف لبورتسودان أعلن عدم مشاركه الجيش قبل بدايه الاجتماعات ، حيث فشلت الضغوط الدبلوماسيه واتصالات بلينكن بالبرهان، وحتي اجتماعات القاهرة لم تعقد بين خرق البروتكولات ورفض الصيغ الامريكيه ، ولكن يبقي الاتفاق علي ايصال المساعدات الانسانيه عبر المعابر من خلال مسارين .
الحدود الغربيه عبر معبر أدري بتشاد وطريق الدبه بورتسودان ، شندي سنار الخرطوم خاصه المناطق التي تعاني المجاعه والحصار ، ربما تشكل ارضيه ممهدة لمقاربات وجولات وخطوات ، اضافيه مستقبليه للتفاوض بانضمام الطرفين والانفتاح علي ذلك ، بعد التأكيدات بان ما تم الاتفاق عليه يقوم علي البناء علي أعلان وبيان جدة والالتزام والامتثال عليه في وقف العدائيات والاعمال الانسانيه ، وانشاء أليه لمراقبه التنفيذ وفق تصريحات بلينكن والمبعوث الأمريكي ، لوضع حد للأزمه الحادة والأعمال العدوانيه ، حيث تم الأعلان عن التحالف الدولي من أجل السلام وانقاذ الأرواح في السودان من الدول والهيئات المشاركه لتعزيز وقف الحرب ، وتخفيف المعاناة واحلال السلام والاستقرار في السودان دون وضوح دورة وأليات عمله وما يمكن ان يقدمه في هذا الاطار الحركه الاسلاميه وقيادة الجيش المختطفه ، اختارت خيار الحرب ومواصله القتال باعتبارة هدف اساسي ورئيسي لديهم ، والخطاب التصعيدي حتي النهاية والحرب لمائه عام ، الجيش يتهرب من العمليه التفاوضيه ولا توجد لديه ارادة ورغبه في انهاء القتال والوصل لحل سوداني ، ويرضخ للضغوط المكثفه من الاسلاميين ، ويتلقي تعليماته من علي كرتي وتحقق مع قادته الكبار سناء حمد، البرهان الذي قدمته الحركه الاسلاميه في 11 أبريل 2019م وعرقله المرحله الانتقاليه وانقلاب 25 أكتوبر2021م ، ينفذ ويتماهي بوضوح وجلاء مع سيطرة وهيمنه الاسلاميين علي اللجنه الأمنيه ، وقرار القوات المسلحه ويمنعونه من الذهاب الي جنيف دون اكتراث للكارثه الانسانيه والمجاعه والعواقب والتبعات ، وأعداد القتلي الذي يقارب 150وفقا لتقديرات مجله ايكونوميست البريطانيه ، الاسلاميين مع استمرار الحرب للمحافظه علي السلطه والحكم والثروة والابقاء علي التمكين ، وللهروب من العداله والمحاكمه والمساءله ، ولديهم احلام بالعودة الكامله مجددا للسلطه لتصقيه واجهاض ووأد ثورة ديسمبر وهم ينظرون لعودة طالبان في افغانستان ، رغم اختلاف الظروف والتباين في التجربه والسياق السياسي والتاريخي للبلدين ، الجبش يناور ويراوغ ويزايد لانتزاع الاعتراف بحكومه الأمر الواقع ، ولكسب الزمن وتحسين شروط التفاوض علي المستوي الميداني والعملياتي وامكانيه احدأث تطور عسكري مفاجي ، لذلك الجيش يستخدم الطيران والمسيرات والبراميل المتفجرة والتي تحدث دمارا هائلا وسقوط القتلي والضحايا وأغلبهمم من المدنيين ، كما توجد اطراف قويه داخل الجيش من مجموعه الأسلاميين ، رافضه للمبادرة الأمريكيه والدخول في عمليه تسويه سياسيه ، توقف الحرب التي اشعلوها ولم يستطيعوا من خلالها تعزيز اهدافهم ، لذلك تعمل علي عرقله مساعي السلام وتعتبر الذهاب الي جنيف في ظل الوضع الميداني صفقه استسلام ، وتستخدم الجوع والغذاء سلاحا في الحرب ضد المواطن السوداني ، وتعول علي الأعلان عن الأسلحه النوعيه والمتقدمه ، ووصول المسيرات والتزود بالأجهزة والمعدات والذخاائر بدعم روسي وايراني وتركي وأطراف أخري ، رغم الهزائم التي يتعرض لها وسيطرة الدعم السريع علي مايقارب من 70% من الأراضي ، والذي يقوم بتجنيد المرتزقه من دول الساحل الأفريقي تشاد ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطي.
مليشيا الجنجويد صناعه الحركه الأسلاميه والنظام البائد لديها سجل حافل في جرائم الحرب والأبادة الجماعيه والتطهير العرقي والفظائع في انتهاكات حقوق الانسان ، في دار فور والمنطقتين والبشاعه والقتل والأغتصاب والترويع والنهب والسرقه الذي تمارسه في هذة الحرب عند اجتياح المدن والقري،، واستمرار الحرب تجد التأييد والدعم من قوي محليه وأقليميه ودوليه ، لخدمه اجندات المصالح للتكالب علي موارد وثروات السودان والموقع الجيوسياسي والمؤاني والصراع علي البحر الأحمر روسيا وامريكا وايران في ظل التوترات علي خلفيه حرب غزة والدور الحوثي ، وامكانيه المواجهات العسكريه بين هذة القوي وحلفائهم ، اللافت تصريحات توم بيرييلوبوجود قوي سلبيه تعرقل جهود وقف الحرب في السودان ، من خلال مجلس السيادة والاسلاميين وفلول النظام البائد ، وعدم رغبه قوي التحالف في عودة الاسلاميين ، وواشنطون لا ترغب بدور للأخوان والدعم السريع ، والعمل علي تحقيق رغبه السودانيين في اعادة بتاء بلدهم واستعادة الحكم المدني وجيش وطني محترف ، والتشديد علي أهميه وحدة وسيادة السودان واستقرارة ، واشار برييلو الي ان السودانيين بدأوا يتحدثون عن استخدام الفصل السابع لوقف الحرب ، مؤكدا أن الادارة الأمريكبه تقود بالفعل حهودا بذلك ، هذه التصريحات يمكن ان تعتبر مقدمه للتلويح بالتهديدات التي تشمل العقوبات الدوليه وحظر الطيران ، والأسلحه مما يؤدي الي مزيد من العزله الدوليه ، من خلال اللجوء الي فرض عقوبات صارمه اقتصاديه ودبلوماسيه ، وأدخال قوات دوليه لأغراض انسانيه للمراقبه وحمايه المدنيين من خلال الأمم المتحدة ، والاحاله الي محكمه الجنايات الدوليه للمتورطين ، عدم قدرة الأطراف المتحاربه يزيد القلق بشأن احتمالات التدخل الأجنبي ، مع تدهور الأوضاع في السودان ومشروع التقسيم وتفكك الدوليه والأنهيار وتداعياته علي الأمن الأقليمي والدولي واستقرار المنطقه ودول الجوار وشبح الحرب الأهليه ، كما حدث في سوريا وليبيا واليمن والصومال ، من خلال استمرار الصراع والنزاع والحرب ، وانقسام المجتمع الدولي حول السودان يجعل من الصعب التدخل تحت الفصل السابع ، في ظل الفيتو الروسي الصيني داخل مجلس الأمن ، لا يوجد حل للأزمه ومخاطبه جذورها من دون دور اساسي وفاعل للقوي السياسيه والمدنيه والمجتمعيه وقوي الثورة الحيه صاحبه المصلحه في الثورة والتغيير ، ورفض الشراكه والتسويه وتقنيين العسكر والمليشيا في السلطه ، ومكافأة مجرمي الحرب وافلاتهم من العداله ، وبالتالي أعادة انتاج الأزمه ، المطلوب اخراج الجيش والدعم السريع من العمليه السياسيه والنشاط الأقتصادي ، وتأسيس جيش قومي مهني احتراقي ، والحل من الداخل وبأيدي الشعب السوداني بالاعتماد علي فدراته وأمكانياته وطاقاته ، وتعزيز قدراته شعبه وبناء كافه الاشكال والوسائل والأدوات لاستنهاض ارادة المقاومه والصمود ووحدة قوي الثورة حول رؤيه وبرنامج لوقف الحرب واسترداد الثورة والمسار المدني الديمقراطي .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *