الأمم المتحدة وشركاءها يخططون لزيادة المساعدات في طويلة، إلا أن الخطة الإنسانية تحتاج إلى 120 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية الاحتياجات العاجلة.

بورتسودان: التغيير

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في السودان، في ظل تصاعد الأعمال القتالية وتشديد القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية، خصوصاً في منطقة كردفان وولايات دارفور.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن اشتباكات عنيفة اندلعت يوم الثلاثاء في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، مشيراً إلى أن مسلحين حاولوا الاستيلاء على المواد الغذائية في الأسواق الرئيسية، ما زاد من تفاقم الأزمة في منطقة تعاني أصلاً من العزلة.

وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي يومي في نيويورك، أن كادوقلي باتت معزولة عن المساعدات الإنسانية بعد إغلاق آخر طريق إمداد قادم من ولاية شمال كردفان، مشدداً على أن أزمة الجوع في السودان تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

كما أشار دوجاريك إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات تعيق إيصال المساعدات في غرب دارفور، إذ أصبحت الطرق التي تربط الجنينة بمورني وزالنجي غير سالكة، مما يهدد بقطع الإمدادات عن آلاف النازحين الذين تستضيفهم تلك المناطق، وقد يمتد الأثر ليشمل ولايتي وسط وجنوب دارفور في حال استمر هطول الأمطار.

وفي شمال دارفور، بادرت مجتمعات النازحين والأسر المضيفة في بلدة طويلة بإنشاء مطابخ مجتمعية تُقدّم الطعام لآلاف الفارين من العنف في مدينة الفاشر. وأوضح دوجاريك أن هذه المبادرات المحلية شكلت شريان حياة حيوياً، لكنها تواجه نقصاً حاداً في التمويل وتهديداً بالإغلاق نتيجة ندرة الموارد.

وأوضح المتحدث أن الأمم المتحدة وشركاءها يخططون لزيادة المساعدات في طويلة، إلا أن الخطة الإنسانية تحتاج إلى 120 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية الاحتياجات العاجلة.

وفيما ندد بالعقبات الميدانية، أشار دوجاريك إلى أن حواجز التفتيش، والضرائب، والموافقات البيروقراطية التي تفرضها السلطات المحلية، تشكّل عقبات كبرى أمام إيصال أبسط الخدمات، محذراً من استمرار عرقلة العمل الإنساني.

وختم المتحدث باسم الأمم المتحدة بدعوة عاجلة إلى السماح بوصول المساعدات دون قيود، وزيادة التمويل الدولي، وضمان حماية المدنيين وموظفي الإغاثة، والوقف الفوري للأعمال العدائية التي تُفاقم معاناة ملايين السودانيين.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.