اخبار السودان

تحالف “تأسيس” يستنكر انحياز المبعوث الأممي لخطط الجيش السوداني

أعرب تحالف “تأسيس”، الذي يضم مجموعة من القوى السياسية والحركات المسلحة، بما في ذلك الدعم السريع، عن استيائه من الانحياز المتزايد للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، تجاه “خارطة الطريق” التي أعلنتها القوات المسلحة السودانية.

وأكد التحالف في بيان رسمي أن هذا الانحياز يهدد مصداقية الأمم المتحدة كوسيط محايد في الأزمة السودانية، ويثير تساؤلات حول قدرة المبعوث على القيام بدوره بشكل نزيه.

وأوضح التحالف أن دعم الأمم المتحدة لمبادرة أحادية الجانب من الجيش بدلاً من تعزيز عملية شاملة ومحايدة يعكس عدم التوازن في التعامل مع الوضع في السودان.

كما أشار إلى أن الحكومة المعلنة في بورتسودان تفتقر إلى الشرعية ولا تعكس التنوع السياسي والاجتماعي في البلاد.

كما أكد التحالف أنه قد اطلع على التغريدة الأخيرة للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة، التي أشار فيها إلى ترحيب الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، بما يسمى “خارطة الطريق” التي أعلنتها “حكومة السودان” المزعومة. وأعرب التحالف عن قلقه من أن تأكيد هذا الموقف قد يكون دليلاً واضحاً على الانحياز المتزايد للمبعوث الخاص في النزاع السوداني، مما يستدعي إعادة النظر في دور الأمم المتحدة في هذا السياق.

وشدد التحالف على أن مثل هذا الموقف مقلق للغاية، حيث أن ما يسمى بـ “الحكومة” في بورتسودان ليست شرعية ولا تمثل التنوع السياسي والاجتماعي في البلاد، بل هي مجرد فصيل قد زاد من العنف وارتكب الفظائع ورفض باستمرار أي مفاوضات جدية.

واعتبر التحالف أن منح الأمم المتحدة هذه الجهة شرعية ضمنية لمبادرتها الأحادية، مع دعوتها جميع السودانيين للمشاركة، يعد تخلياً عن المبادئ الأساسية لحل النزاعات، مثل العدالة والشمولية واحترام الحقائق على الأرض.

وأضاف التحالف أن هذا التطور يكشف عن فشل المبعوث الشخصي للأمم المتحدة إلى السودان، حيث أصبح يظهر انحيازاً متزايداً في تعاملاته، وتجاوز دوره كوسيط محايد بالوقوف إلى جانب أحد أطراف النزاع.

وأكد أن البيان المنسوب إلى الأمين العام يجعله غير مؤهل للاستمرار في دوره كميسر محايد، وينبغي أن تدرك الشعوب السودانية، خصوصاً تلك التي تعرضت تاريخياً للتهميش والاضطهاد، عدم ثقتها في عملية توجيهها بوضوح لصالح طرف واحد.

وأشار التحالف إلى أن الأمم المتحدة، بالإضافة إلى السعودية وقطر وتركيا والكويت، التي أبدت دعماً مؤخراً لبورتسودان، إذا كانت جادة في تسهيل عملية السلام في السودان، فعليهم تصحيح ما اعتبره انحيازًا خطرًا من خلال الدعوة إلى حوار شامل وتمثيلي حقيقي.

وذكر التحالف في بيانه أنه بدلاً من إضفاء الشرعية على مجموعة إقصائية تؤمن بالعنف، يجب التركيز على تعزيز عملية تعكس بشكل صحيح الواقع السياسي والاجتماعي المتنوع في السودان، مشدداً على أن الشعب السوداني يستحق عملية قائمة على العدالة والإنصاف والمصالحة الحقيقية، وليس محاولة مفروضة من الخارج لإعادة فرض هيمنة نموذج دولة فاشلة وقمعية.

وأكد تحالف السودان التأسيسي أنه يرفض أي محاولة لتقييد إرادة السودانيين أو فرض حلول لا تنبع من الواقع الفعلي للأزمة، مشيراً إلى أن الحل المستدام للأزمة السودانية يجب أن يكون شاملاً ويعترف بجميع القوى الفاعلة ويضمن العدالة لكافة مكونات السودان، بعيداً عن أي تدخلات خارجية منحازة.

ودعا التحالف جميع الأطراف الدولية، بما في ذلك السعودية وقطر وتركيا والكويت، إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي والاعتراف بحقوق جميع السودانيين في تقرير مصيرهم دون انحياز أو تدخل يهدد العدالة والحرية والاستقرار في السودان.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *