أكد التحالف أنه أجرى خلال الأسبوع الماضي اتصالات وتنسيقاً مستمراً مع المجتمع المحلي في المدينتين، ما أسفر عن توفير طرق آمنة لإجلاء المدنيين في حال تعثر الوساطة الرسمية، خاصة النساء والأطفال وكبار السن، إلى مناطق آمنة في إقليم جبال النوبة تجنبا لوقوع انتهاكات..

التغيير: الخرطوم

أعلن تحالف قوي جبال النوبة المدنية، أنه لم يتلقَ حتى اليوم رداً رسمياً إيجابياً على المذكرة الموجهة إلى قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال القائد عبد العزيز آدم الحلو، بشأن نزع فتيل الأزمة وحماية المدنيين في مدينتي الدلنج وكادوقلي.

وأكد التحالف عبر بيان الثلاثاء أنه أجرى خلال الأسبوع الماضي اتصالات وتنسيقاً مستمراً مع المجتمع المحلي في المدينتين، ما أسفر عن توفير طرق آمنة لإجلاء المدنيين في حال تعثر الوساطة الرسمية، خاصة النساء والأطفال وكبار السن، إلى مناطق آمنة في إقليم جبال النوبة، بهدف تفادي الانتهاكات والمهانة.

وأشار إلى أن الجهود مستمرة مع جميع الأجهزة المدنية والمنظمات الدولية والقاعدية والإدارات الأهلية لضمان عمليات الإجلاء الآمن وحماية المدنيين.

وناشد التحالف جميع المنظمات والمجتمع الدولي والمحلي بالاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية الفورية، وحماية المدنيين داخل المدن، محملاً جميع الأطراف المسؤولية عن حياة المدنيين وسلامتهم ضمن مناطق نفوذها.

كما أعلن التحالف استمرار اتصالاته المباشرة مع المجتمعات المحلية والسلطات المحلية وقيادات الفرق العسكرية في الدلنج وكادوقلي، بهدف حثهم على التحلي بالعقلانية وحقن دماء المواطنين، وتنسيق فتح المسارات الآمنة لهم عند الخروج، بما يضمن حماية أرواحهم وكرامتهم.

وندد التحالف بالتصعيد العسكري والتحشيد حول المدن المأهولة بالمدنيين، مؤكداً ضرورة وقف العمليات العدائية لحماية السكان.

ابعاد القتال عن المدن

وجدد التحالف دعوته للمجتمع الدولي والإقليمي وكل المهتمين بالشأن السوداني، خاصة في جبال النوبة، لممارسة مزيد من الضغط على الأطراف الرئيسية للامتثال لصوت العقل وابعاد الاقتتال عن المدن وأجساد المدنيين.

تشهد مدينتا الدلنج وكادوقلي في جنوب كردفان تصعيداً عسكرياً حاداً مع استمرار الحصار على المدينة، ما أدى لتعطل حركة الإمداد الأساسية ونقص حاد في الغذاء والدواء.

وأفادت تقارير أممية صدرت في 16 ديسمبر 2025م بمقتل أكثر من 100 مدني نتيجة القصف بالمدفعية وطائرات مسيرة، في ظل تبادل السيطرة على مواقع استراتيجية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. كما تعرضت المنشآت المدنية، بما فيها المستشفيات ودور الرعاية، لأضرار جسيمة نتيجة العمليات العسكرية، ما فاقم الأزمة الإنسانية.

في الوقت نفسه، أدى استمرار الأعمال العدائية إلى موجات نزوح واسعة، حيث فر آلاف المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً داخل الإقليم أو إلى الولايات المجاورة، في حين تحاول قوى محلية مسلحة والحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) الحفاظ على مواقعها وسط المشهد العسكري المعقد. و

ويشهد السودان منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 تصاعدًا غير مسبوق في حجم النزوح الداخلي والخارجي، مع تدهور الخدمات الأساسية وانهيار البنية التحتية في عدد من الولايات. ي

ويعيش المدنيون في ظل نقص شديد في الغذاء والمياه والكهرباء، بينما تكافح المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات وسط تحديات أمنية ولوجستية كبيرة، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد استقرار البلاد على المدى الطويل.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.