ادم ابكر عيسى (روكرو)

صدي ..الوطن
ادم ابكر عيسي

رغم إيماني العميق بأهمية العمل الجماعي، خاصة فيما يتعلق بالوطن والعمل السياسي، إلا أنني أجد نفسي متسائلاً: لماذا تستمر التحالفات السياسية في إدمان الفشل؟ على مر التاريخ، أثبتت هذه التحالفات أنها تفتقر إلى القدرة على إيجاد حلول توافقية أو رؤية سياسية مشتركة. في كثير من الأحيان، تبدو هذه التحالفات مجرد ديكور سياسي، أكثر منها أدوات فعالة تلامس جوهر الأزمات التي تواجهنا.

إن التحالفات السياسية، والتي تتشكل وتتغير بتعدد الأحزاب، لا تأخذ في الاعتبار الرؤية الاستراتيجية أو حتى التكتيكية اللازمة للتعامل مع القضايا الملحة. فهي غالباً ما تكون تكتيكية بحتة، تهدف إلى الوصول إلى السلطة دون أن تمتلك هياكل ثابتة أو رؤية واضحة. وهذا يؤدي إلى فقدان الهوية السياسية الحقيقية، حيث تصبح هذه التحالفات مجرد تجمعات عابرة لا تعبر عن مصالح حقيقية.

لذا، نجد أن أغلب هذه التحالفات تفتقر إلى العمق الفكري والإنتاج المعرفي الذي يمكن أن يساهم في معالجة الأزمات. بدلاً من ذلك، تستمر في استخدام الأدوات القديمة التي أثبتت فشلها، مما يجعلها غير قادرة على تقديم حلول مبتكرة. إن النقطة الأساسية التي يجب أن نعيها هي أن التحالفات السياسية ينبغي أن تكون نتاجًا لتنازلات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تصب في مصلحة المجموعة والوطن والشعب.

إذا أردنا أن نرتقي بمستوى العمل السياسي في بلادنا، يجب علينا إعادة النظر في كيفية تشكيل التحالفات. ينبغي أن تكون هذه التحالفات قائمة على رؤية استراتيجية واضحة، تعكس مصالح جميع المكونات السياسية وتعمل على تحقيق أهداف مشتركة. فالعمل الجماعي هو السبيل الوحيد نحو تحقيق التغيير الحقيقي، ولكن فقط إذا كان مدعومًا برؤية شاملة وأسس قوية.

في النهاية، يتطلب الأمر منا جميعًا أن نكون أكثر وعيًا وإدراكًا لأهمية بناء تحالفات سياسية حقيقية وفعالة، تساهم في تحقيق التنمية والاستقرار، وتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تعترض طريق وطننا.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.