تحالفات الحركات المسلحة هل تحقق انتصارات للدعم السريع؟
يسعى قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” لتحقيق انتصارات في حربه مع الجيش السوداني من خلال تحالفاته مع بعض الحركات المسلحة المحسوبة على استخبارات الجيش السوداني، في وقت يقلل مراقبون من قدرت هذه الحركات في تحقيق انتصارات لدعم السريع، وأكدوا على أن الوضع سيكون كما كان عليه منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل الماضي.
الخرطوم: التغيير
اشتدت المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع والحرب بينهما تدخل شهرها الخامس، وشن الدعم السريع هجوم على سلاح المدرعات بالشجرة جنوبي الخرطوم لثلاثة أيام متتالية، بعد أعلنت مجموعة من الحركات المسلحة الانضمام لدعم السريع لترجيح كفته في تلك المعارك.
مجموعة صندل
وبشكل غير معلن قابلت مجموعة من العدل والمساواة بقيادة سليمان صندل، قائد ثانِ الدعم السريع عبد الرحيم دقلو في العاصمة التشادية انجمينا دون علم الحركة بقيادة جبريل إبراهيم في مطلع الشهر الجاري، مما جعل رئيس الحركة يعلن في بيان إعفاء عدد من أهم قادة الحركة على رأسهم الأمين السياسي للحركة ومسؤول الترتيبات الأمنية سليمان صندل حقار بالإضافة إلى أمين الحركة في إقليم كردفان آدم عيسى حسابو وأمين المفاوضات باسم الحركة أحمد محمد تقد ونائب أمين الحركة في الشؤون الإدارية محمد حسين شرف.
ويفسر المراقبون مقابلة صندل ومجموعته لقائد ثانِ عبد الرحيم دقلو بأنه انضمام غير معلن لدعم السريع في ظل الحديث عن انشقاق جديد في العدل والمساواة.
انضمام كيكل
وظهر قائد قوات “درع الوطن” أبو عاقلة محمد أحمد كيكل على صفحات خاصة بقوات الدعم السريع، معلنا تأييده وانحيازه لها.
وأعلن كيكل مناصرة الدعم السريع “لنصرة الهامش ومحاربة فلول النظام السابق”
وأعلن القيادي بدرع الشمال كيكل في خطاب أمام عدد من القوات انمضامه إلى قوات الدعم السريع من أجل تحقيق مطالب أهالي الوسط من العدالة.
في وقت أعلن فيه قائد قوات درع الشمال الصورامي خالد سعد الناطق الرسمي باسم الجيش السابق، وقوفه إلى جانب القوات المسلحة وطالب قواته بالانضمام إلى معسكرات الجيش لدفاع عن أرض السودان.
تمازج على الخط
وفي السياق أعلنت الجبهة الثالثة تمازج انضمامها إلى قوات الدعم السريع وأكدت الحركة أن مشاركة الفلول في حرب الخرطوم وراء إنضمامنا للدعم السريع.
وتمازج هي واحدة من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام الموقع في العام 2020، لكن لاحقتها اتهامات بموالاة الاستخبارات العسكرية بسبب التفلتات الكبيرة التي كانت ترتكبها عناصرها في الخرطوم وبعض ولايات دارفور، بغرض تخريب اتفاق السلام وتعطيل برتوكول الترتيبات الأمنية.
اتهام حميدتي وعرمان
وسبق أن اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “تمازج” بالوقوف وراء الصراعات القبلية التي شهدتها مدينة الجنينة خلال العام 2022 معلنا إلقاء القبض على عدد من كوادرها وايداعهم السجون.
كما اتهم القيادي بقوى الحرية والتغيير ورئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي ياسر عرمان استخبارات الجيش بصناعة تمازج.
تخطيط حميدتي
وقالت مصادر لـ”التغيير” أن أغلب الحركات التي انضمت إلى الدعم السريع تم تصناعتها بتخطيط من قائد الدعم السريع حميدتي لترجيح كفة الدعم في مفاوضات جوبا لمناصفة حركات الكفاح المسلح في دارفور، وأكدت المصادر أن حميدتي أتي بتلك القوات قبل زمن قصير من التوقيع على الاتفاق النهائى خاصة الجبهة الثالثة تمازج والتحالف السوداني بقيادة خميس أبكر الذي قتل علي قوات الدعم السريع بالجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. إلا أن نائب رئيس التحالف حافظ إبراهيم الذي تربطه صلة قرابة مع حميدتي لم يدين قوات الدعم السريع بعد قتلها لرئيس التحالف خميس أبكر، واتهم فلول النظام البائد بقتله لتبرئة الدعم السريع.
وظهر الوزير حافظ في الزيارات الخارجية لوفد الدعم السريع مع المستشار السياسي يوسف عزت في كينيا واديس أبابا.
خلق قوات
ويقول الخبير العسكري علي ميرغني، إن الجهة الحكومية الابتدعت خلق قوات مليشيا صديقة لم تستفيد من تجارب شق الحركة الشعبية أيام حرب الجنوب ثم خلق فصيل مسلح يناصر الجيش.
ويضيف ميرغني لـ”التغيير” “كل التجارب تقريبا انتهت بان نفس هذه القوات استخدمت سلاح الجيش لمقاتلته”.
وتابع: “تمازج وقوات درع الوطن والدعم السريع نفسه تكرار لنفس التجارب السابقة تجنيد مغامرين ثم دفعهم لتنفيذ أجندة معينة وعادة هؤلاء يستجيبون لمن يدفع أكثر”.
واستطرد: “ينحصر اثر تحالفاتهم فقط في الدعم المعنوي واثرهم القتالي ضعيف وغير مؤثر”.
وأوضح أن العدل والمساواة تعرضت أول مرة للخلافات بين د. جبريل وابنة أخيه خليل، إيثار التي ترى انها لم تاخذ وضعها الطبيعي.. والتجربة اثبتت ضعف مقدرات د. جبريل كقائد وحتى وزير مالية.. واعتقد أن الخلافات ستتعمق داخل قيادة الحركة خاصة بعد اقالة سليمان صندل.
تحالف عسكري
واستبعد علي ميرغني حدوث تحالف عسكري فعلي بين العدل والمساواة على مستوى القواعد لاسباب عرقية ولا تزال غباين معركة قوز دنقو حية.
وقال اعتقد ان القوى السياسية فشلت في اقناع الشعب بقدرتها على قيادة البلاد.. ويظهر ذلك من القيادات التي قدمتها عقب سقوط البشير.. وضعف اداء الجهاز التنفيذي.
وأكد أن الدعم السريع فشل في احداث اختراق واضح وسط القوات المسلحة الدليل عودة كل الضباط الملحوقين عليه ما عدا ثلاثة تقريبا.. بل ان الضباط الاستمروا مع الدعم السريع، العميد قائد الهجوم علي مروي والنقيب سفيان ثبت اصلا ان الأول تمت اقالته لاسباب مالية وسفيان منتظر محاكمة ايضا لاسباب مشابهة”.
وقال: “اكيد المال يمكن ان يمثل عامل جذب وترغيب لكن عندما تكون المفاضلة بين الجيش والدعم السريع الراجح ان منسوبي الجيش لن يبدلوه باموال الدعم السريع”.
فرقعة إعلامية
وبدوره، يرى الخبير الاستراتجي طارق عمر، إن انضمام بعض الحركات المسلحة إلى الدعم السريع من أجل الفرقعة الإعلامية التي درج الدعم السريع يعتمد عليها منذ انطلاق الحرب في الخامس عشر من أبريل الماضي.
وقال عمر لـ”التغيير”: إن الدعم السريع من خلال انضمام درع الوطن وتمازج والمك ابوشوتال من أجل اضفاء صفة القومية لهذه القوات بعد اتهامها بأنها تنتمي لي مكون قبلي واحد.
وأكد أن الدعم السريع يريد تحقيق انتصار كبير بأي ثمن لذلك عمل على اقرا بعض القوات بالمال للقتال بجانبه.
ليس لها تأثير
ويقول المحلل السياسي د. عبد الرحمن ابو خريس لـ”التغيير”: إن انضمام بعض القوات ليس لها تأثير على مجريات الأحداث ولا ترجح كفة أي من طرفي النزاع.
وأكد ابو خريس أن أغلب الحركات التي انضمت لدعم السريع بغرض الحصول على المال لصرف على جنودها.
المصدر: صحيفة التغيير