مجرد اعلان الرؤيا حتى وان كانت لم تحدث كما ألمح الى ذلك بعض منسوبي المؤتمر الوطني، مجرد إعلانها هو موقف يُحمد للشيخ الحكيم (الحكيم اسما وموقفا) فالرجل رأى أبعد من مصالح ذاتية أو مصالح تنظيم يرتبط به، رأى الرجل أنّ الحرب ليست سوى فتنة كبرى ستنتهي بهذه البلاد الى الزوال، وبأهلها الى المعاناة والتشرد والموت.
سواء كان موقف الرجل جاء نتيجة للرؤيا او أنّ الرؤيا نفسها جاءت للرجل بتأثير رغبته في وقف الحرب، فالنتيجة واحدة وهي انّ الرجل يسجل موقفا رافضا لاستمرار الحرب.
الشيخ الحكيم لم يأت بكلام شاذ او غريب. الرجل يدعو لحقن الدماء والحفاظ على الأنفس وعلى وحدة الوطن، الرجل يدعو للسلام وهو من أسماء الله.
يتهجم عليه البعض من موتى الضمائر، من لا تهمهم معاناة الناس، ولا يحرّك موت الأطفال بسبب الحرب وتوابعها من جوع واوبئة ونقصان في الخدمات الصحية، لا يحرّك كل ذلك شعرة في ضمائرهم، لا هم لهم سوى تحقيق أهدافهم في العودة الى سلطة الفساد، في بلد حاق به الدمار وشاعت فيه الفوضى والفتن.
الحرب كارثة كبرى حلّت بهذه البلاد، دفع ثمنها الباهظ الأبرياء من دمهم وممتلكاتهم ومستقبل أطفالهم، بدأت الحرب بفض الاعتصام، تلك الجريمة التي مثّلت أول محاولة للانقلاب على الثورة وعودة النظام البائد، وكان انقلاب 25 أكتوبر 2021 هو المحاولة الثانية التي يُفشلها صمود الثوار ووفائهم للشهداء ولقيم ثورة ديسمبر العظيمة، التي سعت لرتق النسيج الاجتماعي الذي تأثر بسبب حروب وانتهاكات النظام الانقاذي البائد. وحين فشل الانقلاب أشعلوا الحرب وهم عالمون بنتائجها الكارثية التي ستطال الأبرياء.
لقد سعى الكثيرون لمحاولة وقف الحرب حتى قبل ان تشتعل نيرانها، لعلمهم أنّ نار الحرب سيكون وقودها الأبرياء، وستمثّل تهديدا وجوديا لهذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي، حاولت قوى الحرية والتغيير نزع فتيل الأزمة، لكن المؤامرة كانت أكبر من كل المساعي والنوايا الصادقة.
للشيخ الحكيم الشكر والتحية على موقفه الداعم لوقف الحرب وتحقيق السلام. ونتمنى ان تجد مبادرته صدى وسط الأطراف المتحاربة بما يحقق آمال شعب بلادنا في وقف الحرب وإعادة اعمار هذه البلاد.
#لا_للحرب
المصدر: صحيفة الراكوبة