

التقي البشير الماحي
لا شاغل للسودانيين منذ الأمس سوى خطاب ترامب وهو أمر طبيعي لا يدعو للدهشة فالجميع يكتوي بنار ولهيب هذه الحرب حتى الذين أصبح صوتهم خافتا وهم يرددون بل بس
وانصب النقاش في مجمله على حديث ترامب وقد ذهب الناس مذاهب شتى في تفسيره وحتى في ترجمته.
من الغباء تصديق حديث ترامب بأنه لا علم له بما يحدث وبمثل هذه التفاصيل فترامب عمد فقط إلى إكرام ضيفه بجعل مفاتيح الحل في يده وكذلك الدفع كمحفزات وقد ذكر ذلك لاحقا فترامب لن يدفع مليما واحدا لمثل هذه النزاعات وتحضرني في هذه اللحظة قصة ناظر الشكرية أب سن فقد قال (إذا جوني نفرين متشاكلين بعصر على الغنيان وإذا كانوا الاثنين مفلسين بعصر على جيبي)
فترامب كان قبل اليوم على علم بالحرب التي كانت بين إسرائيل وغزة ولم يتدخل بصورة حاسمة إلا في ميقات معلوم وهو أمر تحدث عنه الحاج وراق قبل قيام الحرب إذ قال إن المجتمع الدولي سوف يتركهم يتحاربون حتى يصابوا بالتعب
ولا أدل على ذلك التعب أكثر من البيان المستعجل من مجلس السيادة وتغريدة رئيس مجلس السيادة التي أتت قبل أن يتوقف صدى حديث ترامب بين جنبات القاعة.
عمد ترامب إلى إكرام ضيفه وأجزل له العطاء حقنا لدمائنا يا للعجب!
والذين تتملكهم الرغائبية ذهبوا في اتجاه نقل ملف التفاوض من الرباعية إلى المملكة العربية السعودية أيضا هم واهمون وحتى لو حدث ذلك فإن أساس التفاوض ومرجعيته يحكمهما بيان الرباعية والذي من أهم فقراته إقصاء جزء من الإسلاميين من المشهد.
إن امن السعودية من أمن الإمارات ولا نبالغ إذا قلنا من أمن قطر فهذه الدول أمنها واحد وريعها واحد ومرجعيتها واحدة ولا يكدر صفو عيشها غير الإسلام الحركي الذي هو عينه على السلطان الذي يزع ما لا يزعه القرآن أو كما قيل.
المصدر: صحيفة التغيير
