أفادت شهادات عدد من المواطنين والتجار في شرق دارفور بأن كميات من الناموسيات المشبعة، التي وفرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” لتوزيعها مجانًا على الفئات الأكثر هشاشة، تسربت إلى الأسواق المحلية، في مخالفة واضحة للهدف الإنساني الذي أُرسلت من أجله تلك المواد.

وذكر أحد التجار في سوق الضعين، قسم حميدان، أن عدداً من التجار داخل المدينة قاموا بشراء الناموسيات من الأسواق الطرفية والمحليات المجاورة، ثم نقلوها إلى السوق الرئيسي بهدف إعادة بيعها.

وأضاف أن بعض الكميات وصلت إلى أسواق خارج حدود السودان، في دول مجاورة.

وفي سياق متصل، أشار تاجر آخر إلى أن سعر الناموسية الواحدة شهد انخفاضًا كبيرًا، حيث بات يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة آلاف جنيه، مقارنة بأسعارها السابقة التي كانت تتراوح بين عشرين إلى خمسة وعشرين ألف جنيه قبل بدء عملية التوزيع.

وأرجع هذا الانخفاض إلى تدفق كميات كبيرة من الناموسيات إلى الأسواق، حيث وصلت في طرود ضخمة، موضحًا أن بعض التجار عمدوا إلى تخزينها استعدادًا لبيعها بأسعار مرتفعة في الموسم المقبل، نظرًا لأن عمليات التوزيع لا تُجرى إلا مرة واحدة كل ثلاث سنوات.

وتطابقت هذه الإفادات مع روايات عدد من المواطنين في أسواق محليات الضعين، ياسين، شعيرية، أبوكارنكا، أبومطارق، وعديلة، الذين أكدوا بدورهم انتشار الناموسيات في الأسواق بشكل غير مبرر. وفي شهادة أخرى، قالت سعدية خميس، وهي من سكان أحياء شمال السكة بمدينة الضعين، إن اللجنة المسؤولة عن توزيع الناموسيات منحتها اثنتين فقط، رغم أن عدد أفراد أسرتها يبلغ ثلاثة عشر شخصًا، ما يعكس خللاً واضحًا في آلية التوزيع.

كما عبّر عدد من المواطنين في محليتي ياسين وشعيرية عن استيائهم من طريقة توزيع الناموسيات، معتبرين أن تخصيص ناموسية واحدة فقط لكل أسرة، بغض النظر عن عدد أفرادها، أمر غير منطقي ولا يتماشى مع الهدف الوقائي من الحملة.

وكانت منظمة “يونيسف” قد أعلنت في العاشر من يوليو الماضي أنها قامت بإيصال نحو 297 ألف ناموسية إلى مدينة الضعين، بهدف حماية ما يقارب 534 ألف شخص، من بينهم نساء وأطفال، من خطر الإصابة بالملاريا.

دارفور24

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.