البيان يقدم تشخيصًا دقيقًا لجذور الأزمة السودانية، ويضع إطارًا عمليًا للحل عبر هدنة إنسانية تمهّد لعملية انتقال مدني للسلطة وفق لما قاله “قرقاش”..
التغيير: الخرطوم
قال، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، إن البيان المشترك الصادر عن الرباعية الدولية بشأن السودان بأنه “تاريخي”، مشيدًا بما تضمنه من سردية واضحة وتوجه إيجابي نحو إنهاء الأزمة.
وقال في تصريح نشره عبر منصة “إكس” الأحد، أن البيان يقدم تشخيصًا دقيقًا لجذور الأزمة السودانية، ويضع إطارًا عمليًا للحل عبر هدنة إنسانية تمهّد لعملية انتقال مدني للسلطة.
وأضاف أن الوثيقة تعكس توافقًا إقليميًا ودوليًا على أن الحل العسكري غير مجدٍ، مشددًا على أهمية الالتزام الجماعي بالسلام ووحدة السودان.
وقال قرقاش إن “البيان المشترك للرباعية حول السودان تاريخي، ويقدم تشخيصًا دقيقًا للأزمة، كما يرسم خريطة طريق لإنهائها عبر هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة.
كما أشار إلى أن البيان أكد أن لا حل عسكري للأزمة، ويجدد الالتزام الإقليمي والدولي بالسلام ووحدة السودان.”
ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد الجهود الدولية لدفع الأطراف السودانية نحو تسوية سلمية تنهي الصراع المستمر وتعيد الاستقرار إلى البلاد.
والجمعة الماضي، أصدرت دول الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر) بيانًا مشتركًا بشأن السودان، دعت فيه إلى هدنة إنسانية أولية لمدة ثلاثة أشهر تتيح وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المناطق المتأثرة بالحرب.
وأكد البيان أن هذه الهدنة ينبغي أن تمهد الطريق إلى وقف دائم لإطلاق النار، يعقبه مسار انتقالي مدته تسعة أشهر يقود في نهايته إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة تستند إلى قاعدة شرعية واسعة.
وشددت الرباعية في بيانها على أنه “لا حل عسكريًا للأزمة السودانية”، معتبرة أن استمرار القتال يفاقم معاناة المدنيين ويهدد الأمن الإقليمي.
كما طالبت بوقف أي دعم خارجي للأطراف المتحاربة، مؤكدة على سيادة السودان ووحدة أراضيه، وأن مستقبل الحكم يجب أن يقرره السودانيون أنفسهم، رافضة في الوقت نفسه منح دور مهيمن للجماعات المتطرفة المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين.
ولقي البيان ترحيبًا من قوى مدنية ونقابية على رأسها تحالف “صمود” بقيادة عبد الله حمدوك واعتبرته خطوة جدية نحو إنهاء الحرب.
وتواجه الإمارات اتهامات متكررة بتقديم دعم لقوات الدعم السريع، ليس فقط من جانب الحكومة السودانية، بل أيضًا عبر تقارير إعلامية ودولية أشارت إلى نقل أسلحة وذخائر عبر أراضيها.
وتؤكد هذه التقارير أن ذلك الدعم أسهم في إطالة أمد الحرب ومكّن قوات الدعم السريع من تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في دارفور والخرطوم.
ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث خلّفت المواجهات آلاف القتلى وملايين النازحين داخليًا وخارجيًا.
وتسببت المعارك في تدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار الخدمات الأساسية، وشحّ الغذاء والدواء، وسط عجز الجهود الدولية عن وقف القتال أو التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع.
المصدر: صحيفة التغيير