اخبار السودان

بورتسودان تفتح أبواب الاستثمار في النفط أمام روسيا مقابل الدعم

بورتسودان (السودان) تعمل روسيا على تعزيز نفوذها في السودان، لتعويض خسارتها في سوريا، وهي تراهن في ذلك على الجيش السوداني، الذي وجد في دعم موسكو العسكري ضالته، بعد أن تحفظت الولايات المتحدة على ذلك، وتعاطت مع الصراع حتى الآن من موقف محايد.

ونشطت الزيارات بين موسكو وبورتسودان، آخرها زيارة وفد روسي الأسبوع الماضي، إلى السودان ولقاؤه بوفد من الحكومة السودانية الموالية للجيش. وقد ركزت المحادثات بين الجانبين على ملف النفط، وصيانة المصافي وخطوط الأنابيب.

◄ الصين لا تريد عمليا الانخراط بشكل كبير في الصراع الدائر في السودان، لعدم توسيع دائرة التوتر مع الولايات المتحدة

وتعرض قطاع النفط في السودان لحالة من الشلل جراء الحرب الدائرة منذ العام 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ويراهن الجيش السوداني على استعادة السيطرة على بعض الحقول والمصافي من أجل تمويل آلته الحربية، ويعول على الخبراء الروس بهذا الخصوص.

وأعلن الجيش السبت، عن استعادته السيطرة على مصفاة الخرطوم للنفط الواقعة شمالي الخرطوم بحري، بعد معارك تواصلت لأكثر من عام مع قوات الدعم السريع.

وقال الناطق باسم الجيش العميد ركن نبيل عبدالله إن الجيش سيطر بشكل كامل على المصفاة، التي كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت عليها منذ الأيام الأولى لاندلاع القتال بالعاصمة الخرطوم، في منتصف إبريل 2023.

وتقع مصفاة الخرطوم بمنطقة الجيلي، على بعد نحو 70 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم. وتأسست المصفاة في عام 1997 وقد بدأ تشغيلها في عام 2000، بالشراكة بين وزارة الطاقة السودانية، والشركة الوطنية للبترول الصينية، قبل أن تؤول لوزارة الطاقة السودانية.

ويعول الجيش السوداني على روسيا لصيانة المصفاة وإعادة تشغيلها. وكانت وزارة الطاقة والنفط في حكومة بورتسودان وقعت، الخميس الماضي، على مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة الروسية لصيانة المعدات تدريجياً، وتوفير قطع الغيار، ومعالجة المضخات، وتوفير التدريب في كافة المجالات المتعلقة بقطاع النفط والطاقة.

وقال مسؤول بوزارة الطاقة والنفط لموقع “سودان تربيون” إن زيارة الوفد الروسي الأخيرة بحثت فرص الاستثمار المتاحة وفحصها فنياً لكل مشروع على حدة، مؤكداً أن أبرز جوانب الاستثمار المقترحة هي في إنتاج النفط.

وكشف المسؤول أن الجانبين أجريا مناقشات حول عمليات الاستكشاف وتمويلها، إضافة إلى إنتاج النفط في السودان.

واعتبرت وزارة الطاقة والنفط، في تصريح صحفي، أن زيارة الوفد الروسي بقيادة رئيس غرفة التجارة الروسية، شمدانوف فيكتور نيكاليفيتش، تشكل البداية العملية لتفعيل المباحثات والاتفاقيات الأخيرة مع روسيا.

وأوضح المسؤول أن الوفد الروسي أكد أنه سيبدأ الاستثمار في صناعة النفط في البلاد، بالإضافة إلى التعدين، فيما أكد وزير النفط السوداني، في تصريح صحفي، أن الوفد الروسي عبّر عن رغبته في الاستثمار في النفط وجوانب أخرى.

وقال المسؤول الحكومي إن الزيارة ناقشت جوانب وأسعار صيانة أنابيب النفط من الشركات الروسية، لكنه رفض الكشف عن الجوانب المالية وتفاصيل المدة الزمنية لعمليات الصيانة.

وأكد الخبير الاقتصادي هيثم محمد فتحي، أن صناعة النفط والغاز في السودان تراجعت بسبب الحرب، مشيراً إلى التأثيرات الكبيرة على المناطق الغنية بالنفط والغاز.

◄ الجيش يعلن السيطرة على مصفاة الخرطوم للنفط بعد معارك مع قوات الدعم السريع دامت أكثر من عام

وأشار هيثم في تصريح لموقع سودان تربيون إلى أن أن الصين تعد الخيار الأفضل لإعادة تعمير وتشغيل قطاع النفط والطاقة في السودان، لجهة أن لديها تجربة رائدة رغم تشابهها مع تجارب الاستثمار الصيني في دول أفريقية أخرى.

وقال إن الصين كانت المنقذ لنفط السودان، إذ ساهمت في الالتفاف على العقوبات الدولية التي فرضت عليه من الولايات المتحدة والدول الأوروبية سابقاً.

لكن الصين لا تريد عمليا الانخراط بشكل كبير في الصراع الدائر في السودان، لعدم توسيع دائرة التوتر مع الولايات المتحدة، على خلاف روسيا التي تبدو مندفعة أكثر، خصوصا وأنها ترى في أن الدعم الذي وفرته للجيش، بدأ يؤتي أكله.

وزار قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الأحد مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، بعد يومين من استعادة جيشه المبنى الذي كانت تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.

وقال البرهان لضباط الجيش في مقر القيادة العامة القريب من وسط المدينة والمطار “قواتنا في أفضل حال.”

وتعد استعادة الجيش لمبنى القيادة العامة أكبر انتصار له في العاصمة منذ استعادة أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الغربية للنيل، قبل نحو عام.

 

توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والنفط والغرفة التجارية الروسية

وقعت وزارة الطاقة والنفط اليوم الخميس بمباني شركة بشائر لخطوط أنابيب البترول (BAPCO)، مذكرة تفاهم مع الغرفة التجارية الروسية، وقع عن وزارة الطاقة والنفط المهندس الصادق محمود جابر مدير عام الإدارة العامة للإستكشاف والإنتاج النفطي، فيما وقع عن الغرفة التجارية الروسية شمعدانوف فيكتور نيكلايفيتش رئيس الغرفة، شهد التوقيع وزير الطاقة والنفط د.محي الدين نعيم محمد سعيد وعدد من مديري الشركات.
رحب وزير ال

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *