بوتن يقترح تشكيل “حكومة مؤقتة” بقيادة الأمم المتحدة في أوكرانيا

بوتن يقترح تشكيل “حكومة مؤقتة” بقيادة الأمم المتحدة في أوكرانيا
صدر الصورة، Reuters
- Author, روبرت جرينال وجيمس لانديل
- Role, بي بي سي نيوز لندن وكييف
اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وضع أوكرانيا مؤقتاً تحت إشراف الأمم المتحدة لانتخاب ما وصفها بحكومة أكثر “كفاءة”، وذلك في أحدث محاولة من بوتن للطعن في شرعية حكومة كييف.
أما أوكرانيا، فاتهمت كييف بوتن بطرح أفكار “مجنونة” لتأخير التقدم نحو اتفاق سلام يدعمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت أصر فيه البيت الأبيض على أن دستور أوكرانيا وشعبها سيقرران مصيرها.
وتأتي تصريحات بوتن في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى التوسط لوقف إطلاق النار في الحرب بين البلدين، التي دخلت عامها الرابع.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن الجانبين اتفقا على هدنة محدودة في البحر الأسود.
إلا أن روسيا طرحت بعد ذلك قائمة شروط من بينها رفع بعض العقوبات الغربية، ما أثار مخاوف من أن موسكو تحاول عرقلة أي تحرك نحو وقف إطلاق النار.
وفي حديثه إلى طاقم غواصة تعمل بالطاقة النووية في مدينة مورمانسك في أقصى شمال روسيا، قال بوتن إنه يمكن مناقشة إدارة مؤقتة تحت رعاية الأمم المتحدة، مع “الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، وبالطبع مع شركائنا وأصدقائنا”.
وأضاف أن هذا الاقتراح يخدم “إجراء انتخابات ديمقراطية، وإيصال حكومة قادرة إلى السلطة تحظى بثقة الشعب، ومن ثم البدء في محادثات بشأن اتفاق سلام وتوقيع وثائق شرعية”.
وتقول موسكو إن السلطات الأوكرانية الحالية غير شرعية، لأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي بقي في السلطة بعد انتهاء ولايته، وبالتالي فهو ليس شريكاً تفاوضياً صالحاً.
وتم تعليق الانتخابات في أوكرانيا قانونياً بموجب الأحكام العرفية، وعملياً بسبب فوضى الحرب، ما أتاح لزيلينسكي البقاء في السلطة.
صدر الصورة، Reuters
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
ويكاد يكون من المستحيل إجراء انتخابات شرعية في ظل وجود أكثر من خمسة ملايين مواطن أوكراني نازح في الخارج، ومئات الآلاف يقاتلون على جبهات القتال.
ومن خلال دعوته إلى إجراء انتخابات، يحاول بوتن إثارة الشكوك حول شرعية الرئيس زيلينسكي كطرفٍ مُحاور في أي محادثات سلام، وقد ردّد البيت الأبيض هذه الرواية بالفعل.
وإذا نجح بوتن في فرض انتخابات، فإنه يحقق ما يأمل به وهو تقسيم أوكرانيا وتشتيت انتباهها في الوقت الذي يُحقق فيه مكاسب على أرض المعركة.
وفي وقتٍ لاحق، حاول المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، توضيح تصريحات بوتن، قائلاً إنها ردٌّ على مؤشرات على “فقدان كييف السيطرة”.
وأضاف أن القوات المسلحة الأوكرانية لا تُطيع أوامر القيادة، وتُواصل قصف منشآت الطاقة الروسية، على الرغم من وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة المُتفق عليه في محادثات مع الولايات المتحدة.
ووصفت أوكرانيا التقارير الروسية عن مثل هذه الهجمات بأنها أكاذيب، بينما اتهمت موسكو بمواصلة مهاجمة بنيتها التحتية.
وقال بوتن إن اقتراحه بتشكيل حكومة انتقالية ليس سوى خيار واحد من خيارات عدة، لكنه أشار إلى وجود سوابق دولية لسيطرة الأمم المتحدة، مثل تيمور الشرقية وأجزاء من يوغوسلافيا السابقة.
وردّ أندريه يرماك، رئيس الأركان الأوكراني على تصريحات بوتن، قائلاً إن روسيا تحاول عرقلة التقدم نحو السلام، واختارت مواصلة الحرب.
في غضون ذلك، صرّح متحدث باسم الأمن القومي الأمريكي لوكالة رويترز بأن الحكم في أوكرانيا يُحدده الدستور والشعب.
وقال الرئيس الروسي إن موسكو تمتلك “المبادرة الاستراتيجية” على طول خط المواجهة في الحرب، و”هناك أسباب تدعو للاعتقاد بأننا قادرون على القضاء” على القوات الأوكرانية.
ولكن على الرغم من التصريحات المتكررة بإحراز تقدم في القتال، لم تُحرز روسيا سوى تقدم بطيء ومحدود في السيطرة على الأراضي في شرق أوكرانيا.
تأتي تصريحات بوتن عقب اجتماع عُقد يوم الخميس بين زيلينسكي وحلفاء أوروبيين في باريس.
وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا والمملكة المتحدة تطرحان خططاً لنشر “قوة طمأنة” في أوكرانيا.
شنت روسيا غزواً شاملاً لجارتها أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
المصدر: صحيفة الراكوبة