حافظ يوسف حمودة

في مدارسنا قديمًا كان يُصرف نوعان من أقلام الرصاص : القلم العادي الداكن المستخدم في الكتابة اليومية ، وقلم الرصاص ( 3H ) ذو اللون الباهت والسنّ الرفيع ، والذي استخدم غالبا في الرسم والتخطيطات الدقيقة .

قلم رصاص ( 3H ) يعدّ أحد أقلام الرصاص المصنّفة وفق سلم صلابة الرصاص ( Pencil Hardness Scale ) ، حيث يشير الحرف ( H ) إلى الصلابة ( Hard ) ، وكلما ازداد الرقم المصاحب له (2H، 3H، إلخ) ازدادت صلابة السن وأصبح خط القلم أدق وأفتح . ومن خصائص قلم (3H) أنه صلب جدًا ، لا يتلطخ بسهولة ، لكنه قد يخدش الورق عند الضغط ، ولذلك استخدم في المجالات التقنية والهندسية أكثر من الكتابة العادية .

لكن القلم بغض النظر عن نوعه بجانب انه أداة مادية ،  فله أيضا رمزية ثقافية ودينية عظيمة . فقد أقسم الله تعالى به في قوله : ( نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ )  و ( الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) .

وهذا القسم الإلهي يرفع القلم من مجرد وسيلة إلى رمز حضاري ومعرفي ؛ به تحفظ العلوم وتوثق الحكمة وتُسجّل التجارب الإنسانية . قال قتادة : ” لولا القلم ما قام دين ولا صلح عيش ” ، فبالقلم نُقلت الكتب السماوية ، ودُوِّنت أخبار الأولين ، وحُفظت الشريعة ، واستقامت به شؤون الدين والدنيا .

 القلم إذن هو مفتاح للثقافة ووسيلة للهداية ، يجمع بين المعنى الثقافي الذي يفتح أبواب العلم والمعرفة ، وبين المعنى الديني الذي يجعله أداة لحفظ الوحي وتنظيم حياة البشر . وما قلم ( 3H ) إلا مثال صغير على التنوع في الأدوات التي تخدم هذا المعنى الكبير .

نسأل الله أن يعم الخير والسلام في بلدنا وان يكون المجد للقلم .

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.