بعد حظر طلاء الأظافر “الجل”، ما البديل الآمن؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، الاتحاد الأوروبي أول من أعلن قرار حظر طلاء الأظافر المعروف بـ “الجل” بعد تحذيرات من احتوائه على مادة كيميائية سامّة.
    • Author, ختام عامر
    • Role, بي بي سي نيوز عربي

لمعان مميز ودوام لفترة أطول، لكن لم يعد بريق طلاء الأظافر مجرد إضفاء جمالية بل بات بعد إعلان حظر استخدامه من الاتحاد الأوروبي ودول عدّة مثار جدل والشغل الشاغل بين مستخدميه ومعجبيه تحديداً من فئة الفتيات والنساء، وكذلك العاملين في مجال التجميل.

ولكن ما القصة؟ وما الأسباب التي دفعت نحو حظره مؤخراً؟

بدأ قرار حظر استخدام طلاء الأظافر المعروف بـ “جل كلر Gel Color” من أوروبا ثم تبعتها دول أخرى لاسيما عربية أبرزها: الأردن والمغرب، وذلك بعد تحذيرات صحية من احتواء هذا الطلاء على مادة كيميائية تُعرف باسم “TPO تي بي أو”، أو” “أكسيد ثنائي فينيل فوسفين ثلاثي ميثيل بنزويل”، الشائعة في بعض تركيبات طلاء الأظافر “الجل” باعتبارها “مسرطنة أو سامة للتكاثر”، وفقاً لدراسات علمية أُجريت على الحيوانات ربطتها باحتمالية تأثيره على الخصوبة على المدى الطويل.

كإجراء وُصف بـ”الاحترازي” لحماية المستهلكين، قرّر الاتحاد الأوروبي في الأول من سبتمبر/ أيلول من العام الحالي فرض حظر شامل على بيع وتسويق واستخدام المنتجات التي تحتوي على هذه المادة، من دون منح أي فترة انتقالية للتخلص من المخزون لدى الشركات أو صالونات التجميل.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، طلاء الأظافر “الجل” يتميز بلمعانه وبأنه يدوم لمدة أطول قد تصل إلى أسابيع دون أن يتقشر أو يتلف مقارنة بالطلاء العادي.

ما الفرق بين طلاء “الجل” وطلاء الأظافر العادي؟

كثيرات ممن يُفضلنّ استخدام طلاء الأظافر “الجل” على الطلاء العادي، إذ يتميز بلمعانه وبدوامه لمدة أطول قد تصل إلى أسابيع دون أن يتقشر أو يتلف.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

والفرق الأساسي، وفق خبراء التجميل، بين طلاء الجل والطلاء العادي يتمثل في طريقة تطبيقه وليس فقط في مكوناته، حيث عادة ما يُترك طلاء الأظافر العادي ليجف في الهواء، في حين يُطبَّق طلاء الجل على عدة طبقات ويُجفّف تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية أو ما يُعرف بأجهزة “UV/LED” ، وتعد هذه الأشعة مسؤولة عن تصبغ الجسم والحروق الشمسية، وإن التعرُّض المفرط لها يُحدث أضراراً صحية بالغة، إذ تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد والشيخوخة المبكرة، وفق الدراسات العلمية الأخيرة.

وتمثل مادة (Trimethylbenzoyl Diphenylphosphine Oxide TPO) المكوّن الأساسي الذي يسمح للطلاء بالجفاف بسرعة، ومن خلال استخدام الأشعة فوق البنفسجية، فإنه يمنح صلابة ولمعاناً للإظفر شبيهاً بالزجاج.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، طلاء الجل يُجفّف تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية أو ما يُعرف بأجهزة “UV/LED” ليمنح صلابة ولمعاناً أكثر.

لماذا حُظرت مادة الـ (TPO)؟

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

أعلنت المفوضية الأوروبية، بموجب لائحة مستحضرات التجميل رقم (Regulation EU 2025/877)، إدراج مادة (TPO) إلى قائمة المواد المحظورة في منتجات التجميل، إذ تنص المادة 15(2) من لائحة مستحضرات التجميل على هذا الحظر، حيث تحظر استخدام المواد المصنّفة على أنها مواد مسرطنة أو مطفّرة أو سامة للتكاثر (CMR) في مستحضرات التجميل من خلال عملية التصنيف الموحّد، ما لم يتم تقديم طلب استثناء والحصول عليه.

وليس للمفوضية الأوروبية صلاحية للسماح بمواصلة استخدام مادة (TPO) ما لم يُمنح استثناء بموجب المادة 15(2)، وذلك استناداً إلى ملف علمي متكامل، ورأي إيجابي من اللجنة العلمية لسلامة المستهلك (SCCS)، وتوافر جميع معايير الاستثناء الأخرى، بما في ذلك عدم وجود بدائل، وإثبات الاستخدام الخاص لفئة المنتج مع تعرض معروف، والامتثال لمتطلبات سلامة الأغذية.

وجرت مناقشة هذا الإدراج الإلزامي لماد (TPO) في الملحق الثاني مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل اعتماد اللائحة، ووافق على القرار 25 دولة عضواً، وعارضته دولة واحدة، في حين امتنعت دولة أخرى عن التصويت.

وأشارت وكالة المواد الكيميائية الأوروبية (ECHA) أن قرارها استند إلى دلائل علمية جرّاء دراسات مخبرية على الحيوانات، إذ أظهرت هذه الدراسات أن مادة (TPO) قد تُلحق أضراراً بالخصوبة عند التعرض لهذه المادة بكميات كبيرة أو لمدة زمنية طويلة، فقد سجلت التجارب حدوث ضمور في الخصيتين، وانخفاضاً ملحوظاً في عدد الحيوانات المنوية لدى ذكور الجرذان التي تعرضت لمستويات عالية من هذه المادة؛ ما انعكس بدوره على تراجع كبير في معدلات الخصوبة لديها. كما رُصدت اضطرابات في دورات التكاثر لدى إناث الجرذان، وهو ما يؤكد التأثير السلبي للمادة على الوظيفة الإنجابية بشكل عام، وفق الوكالة.

صدر الصورة، Getty Images

خيارات “آمنة” للحصول على أظافر صحية

بعد قرار الحظر الذي أُعلن عنه مؤخراً لاستخدام طلاء الأظافر “الجل” في عدة دول حول العالم، باتت الكثير من النساء يبحثنّ عن بدائل صحية وفعّالة للحصول على مظهر جميل وأنيق لأظافرهنّ.

في هذا الصدد، يقترح عدد من العاملين والمختصين في مجال التجميل خيارات مختلفة تجمع بين الجمال والمحافظة على صحة الأظافر من خلال ما يلي:

  • طلاء الأظافر المائي أو ما يسمى بـ (WaterBased Nail Polish): يُمثّل خياراً مناسباً لمن يبحثن عن منتجات خالية من المواد الكيميائية كما في طلاء أظافر”الجل”، إذ يتميز بتركيبته التي تعتمد على الماء، مما يجعله أكثر أماناً وراحة، لكنه لا يدوم طويلاً مثل الأنواع الأخرى.
  • الأظافر الاصطناعية (Presson Nails): تُعد حلاً سريعاً للحصول على أظافر أنيقة وبألوان وتصاميم مختلفة، إذ تُلصق على الأظافر الطبيعية باستخدام لاصق خاص ومن ثم إزالتها بسهولة.
  • الزيوت الطبيعية: تعد الزيوت الطبيعية من الخيارات المثالية التي تُسهم في تقوية الأظافر وتغذيتها لتصبح أكثر صحة وتعطي مظهراً طبيعياً. ومن هذه الزيوت التي يوصي بها المختصون في مجال التجميل: زيت جوز الهند وزيت الأرغان بهدف تعزيز نمو الأظافر ومنع تكسرها.

يبدو في النهاية، أن طلاء الأظافر “الجل” رغم أنه يحظى بشعبية كبيرة بين ملايين النساء حول العالم، إلا أن مخاطره أصبحت أكبر.

وقد يتساءل كثيرون حول الطريقة التي يمكن تقبل المخاطر الوشيكة له خاصة لدى مستخدميه على المدى البعيد في سبيل الحصول على مظهر جمالي يدوم لأسابيع فقط في مقابل دول لم تطلق بعد جهاز إنذارها معلنة عن مخاطر هذه المادة.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.