شُيّع مساء اليوم  بمخيم كيرياندونغو بمقاطعة بيالي، جثمان اللاجئ السوداني كباشي إدريس كافي، الذي قُتل في الهجوم العنيف الذي شهدته المستوطنة مساء السبت وذلك بعد استلام تقرير التشريح الطبي الرسمي الموقع عليه من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR والبوليس اليوغندي ومكتب رئيس الوزراء في أوغندا OPM.

كمبالا  _ التغيير

وجاءت مراسم التشييع عقب رفض المجتمع السوداني، دفن الجثمان إلا بعد صدور تقرير واضح يُحدد سبب الوفاة ويوثق كافة التفاصيل الجنائية، ما أتاح للمجتمع تنظيم جنازة علنية شارك فيها مئات من اللاجئين السودانيين وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار للجيش الأوغندي في محيط الكلاسترات.

في سياق متصل افضى اجتماع رفيع المستوى عقدته السلطات الأوغندية مع قيادات مجتمع اللاجئين السودانيين وقيادات من مجتمع النوير، اليوم الاحد، إلى حزمة من الإجراءات الأمنية والإدارية لاحتواء الأزمة التي اندلعت عقب الهجوم العنيف على لاجئين سودانيين بالمخيم الواقع شمالي يوغندا.

وترأس الاجتماع حاكم الإقليم، بمشاركة قائد الجيش، وقادة الشرطة والأمن، ومسؤولي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى جانب ممثلين عن المنظمات العاملة في أوغندا، وقيادات من مجتمع اللاجئين السودانيين ومجتمع النوير.

وبحسب إفادات رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين حسين هاشم تيمان، فإن الاجتماع أقر عدة تدابير، أبرزها فرض حظر تجوال يبدأ من السابعة مساءً حتى السابعة صباحاً، وانتشار وحدات من الجيش الأوغندي داخل الكلاسترات، مع استخدام القوة حال حدوث أي خروقات أمنية.

وأكد تيمان أن قيادات مجتمع النوير أبدت تعاوناً كاملاً مع السلطات للقبض على المتورطين في الهجوم، وأقرت بأن الأزمة ناتجة عن خلافات متعلقة بالأراضي الزراعية التي يستغلها اللاجئون السودانيون، ولفت بعض قيادات مجتمع النوير إلى شعور فئة من شبابهم بالضيق من الامتيازات التي يتمتع بها السودانيون داخل المعسكر، خصوصاً فيما يتعلق بالأراضي الزراعية، مشيرين إلى أن هذا التوتر أحد أسباب التعديات الأخيرة.

 

وأضاف تيمان أن المكتب القيادي شدّد خلال الاجتماع على أن توزيع الموارد هو مسؤولية الحكومة، وليس المجتمعات المحلية.

وشهد مخيم كيرياندونغو للاجئين خلال الأيام الماضية موجتين من العنف، نفذها مسلحون من لاجئي جنوب السودان (مجتمع النوير) ضد لاجئين سودانيين، وأسفرت عن مقتل لاجئ يُدعى كباشي إدريس كافي، وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجروح متفاوتة، بينهم حالات حرجة. وتعد هذه الحوادث الأعنف منذ وصول آلاف السودانيين إلى المخيم هرباً من الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023.

وأثارت هذه الأحداث صدمة عميقة داخل المخيم، ودفع اللاجئون السودانيون إلى إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، طالبوا فيها بتوفير حماية أممية مستقلة ووقف الانتهاكات، مستخدمين هشتاقات منها:

#حماية_لاجئي_السودان_في_أوغندا

#لاجئو_السودان_أوغندا_في_خطر

#الأمم_المتحدة_تحركوا

#حقوق_اللاجئين_لا_يمكن_انتظارها

#ملاذ_آمن_للاجئين_السودان

#أصوات_اللاجئين_مهمة

#UNHCR_ProtectSudaneseRefugees

ويأمل اللاجئون أن تجد هذه النداءات صدى لدى المجتمع الدولي، خصوصاً في ظل المخاوف من تفاقم الأوضاع وتكرار الهجمات.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.