تاج السر عثمان

تاج السر عثمان

١
بعد تأجيل اجتماع الرباعية، مازال مفتاح الحل بالداخل، اضافة لخطر إطالة أمد الحرب وتمزيق وحدة البلاد بعد تكوين الحكومة الموازية غير الشرعية مع حكومة بورتسودان غير الشرعية،مما يزيد كثافة التدخل الخارجي من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، والهادفة لنهب ثروات البلاد. كما في التدخل الروسي الإيراني ومصر وتركيا لمساعدة الجيش السوداني، وتدخل الإمارات لمساعدة الدعم السريع. في السودان .
لقد شردت الحرب الملايين وأدت لمقتل وفقدان الآلاف، وأحدثت دمارا في البنيات التحتية، ومآسي إنسانية، وجرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي،التي يتحمل مسؤوليتها طرفا الحرب، مما يتطلب عدم الإفلات من العقاب.

٢
مع التأكيد على ضرورة وقف الحرب واسترداد الثورة، إلا أن مفتاح الحل يظل في الداخل باعتباره الحاسم، ويبقى العامل الخارجي مساعدا، فقد فشلت الحلول الخارجية حتى كتابة هذه السطور في وقف الحرب.
كما اشرنا بعد تكوين الحكومة الموازية في مناطق الدعم السريع، مع وجود حكومة بورتسودان غير الشرعيتين، يضاعف خطر ودور المحاور الاقليمية والدولية في تسليح طرفي الحرب، بهدف نهب اراضي وثروات البلاد، في ظل اشتداد حدة الصراع الدولي لنهب موارد السودان وافريقيا، والوجود العسكري على البحر الأحمر. مما يهدد بتقسيم وتمزيق وحدة البلاد بعد فصل الجنوب بتغذية وتوسيع الصراعات القبلية والعرقية، وخطر امتداد الحرب للبلدان المجاورة، اضافة للتفريط في السيادة الوطنية.

٣
بعد تأجيل اجتماع الرباعية مازال مفتاح الحل بالداخل، مما يتطلب أوسع وحدة وتحالف قاعدي جماهيري، من أجل وقف الحرب واستعادة مسار الثورة، والحكم المدني الديمقراطي، وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة ، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وعدم الإفلات من العقاب، وحماية وحدة البلاد شعبا وارضا، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وضمان عودة النازحين لمنازلهم و لقراهم وحواكيرهم وخروج الدعم السريع والمليشيات والجيش من السياسة والاقتصاد، وقيام المؤتمر الدستوري للتوافق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.