بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، البيت الأبيض يعلن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، البيت الأبيض يعلن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
أعلن البيت الأبيض الأحد عن تمديد “الاتفاق” بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/ شباط، بعد عدم التزام إسرائيل بالموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني.
وأوضح البيت الأبيض في بيان مقتضب أن “الاتفاق بين لبنان وإسرائيل الذي تشرف عليه الولايات المتحدة سيبقى ساري المفعول حتى 18 فبراير/ شباط 2025”.
كذلك، قال البيت الأبيض إن “الولايات المتحدة ستتفاوض مع إسرائيل ولبنان من أجل إعادة المعتقلين اللبنانيين الذين أُسروا بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023”.
ولم يتحدث البيان المقتضب صراحةً عن وقف إطلاق النار.
من جهتها، أعلنت الحكومة اللبنانية موافقتها على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وكانت القوات الإسرائيلية قد قتلت 22 شخصاً، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية بعد اندفاع مئات اللبنانيين صباح الأحد ومحاولتهم دخول بلدات وقرى لبنانية حدودية لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.
كما لم يأتِ البيت الأبيض في بيانه على ذِكر فرنسا التي عملت إلى جانب الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن للتوصل إلى وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
وبموجب الاتفاق، كان أمام القوات الإسرائيلية حتى الأحد لتنسحب من مناطق لبنانية حدودية توغلت فيها خلال الحرب. لكن إسرائيل أكدت الأسبوع الماضي أن قواتها ستبقى إلى ما بعد المهلة، بينما اتهمها الجيش اللبناني بـ”المماطلة”.
وكان من المتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوماً، أي بحلول الأحد 26 يناير/كانون الثاني، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
كما كان متوجباً على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالي 30 كيلومتراً عن الحدود، وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وأكد الجيش اللبناني أنه يواصل “تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة”، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيقه، وقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)”.
وأضاف: “حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش” مع الإشارة إلى أنه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب “العدو الإسرائيلي”.
وأتى ذلك غداة إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نانياهو أن انسحاب قواته “سيتواصل” بعد مهلة الستين يوماً، معتبراً أن لبنان لم يحترم التزاماته “بشكل كامل”.
ولفت إلى أن الاتفاق ينص على “انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان” وفرض “انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني”. وتقديراً منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل “لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان”.
وكان حزب الله اعتبر في بيان أصدره الخميس أن “أي تجاوز لمهلة الستين يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة اللبنانية ودخول الاحتلال فصلاً جديداً”.
دعوات لتنفيذ “عاجل” لوقف النار رغم الخروقات
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت الأطراف المعنيين باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى احترام التزاماتهم “في أقرب وقت ممكن”، كما رحّب أيضاً “بالتقدم الذي تم إحرازه خلال الشهرين الماضيين، ولا سيما بفضل الانخراط المتواصل للقوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ الشروط لتحقيق وقف إطلاق النار”.
وقدم ماكرون ذلك خلال محادثة هاتفية مع نظيره اللبناني جوزاف عون، الذي عرض التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير، بحسب الرئاسة اللبنانية.
وشدد عون لماكرون على “ضرورة إلزام إسرائيل تطبيق بنود الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، ووقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم”، وفق عون.
وفرنسا، واحدة من دول اللجنة الخماسية التي تضم أيضاً الولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل واليونيفيل، لمراقبة الالتزام ببنود الاتفاق والتعامل مع الخروق التي يُبلّغ عنها كل طرف.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن نازحين من المناطق الحدودية تلقوا السبت “اتصالات على هواتفهم من أرقام دولية متعددة يطلب فيها المتحدث باسم جيش العدو (الإسرائيلي) وبلهجة عربية ركيكة… عدم العودة الى بلداتهم يوم الأحد ويحذرهم من ذلك”.
وأشارت الوكالة إلى إصابة شخص في بلدة القنطرة بجنوب لبنان “بطلقة نارية من قوات العدو الإسرائيلي”، مشيرة إلى أن الأخيرة قامت كذلك بإغلاق مداخل بعض القرى “بالسواتر الترابية لمنع الأهالي من الوصول إليها”، وتجريف الطرق عند مداخل قرى أخرى.
وبموازاة ذلك، دعا الجيش اللبناني الأهالي إلى “التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظراً لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي”.
وشدد في بيان أصدره السبت على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش.
في المقابل، نشر الجيش الإسرائيلي على منصة إكس خريطة تظهر منطقة في الجنوب تضم عشرات القرى، مصحوبة بتحذير للسكان من العودة إليها حتى إشعار آخر.
أهمل Twitter مشاركة
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
كما أكد على لسان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش لا يزال منتشراً في مناطق الجنوب، وفقاً لاتفاق وقف النار، وبهدف تمكين انتشار “فعّال” للجيش اللبناني، وإبعاد حزب الله من الجنوب، بحسب تغريدة له على منصة إكس.
ويواصل الجيش الإسرائيلي الإعلان عن تنفيذ عمليات دهم وتمشيط في جنوب لبنان. وأكد في بيان الجمعة “كشف عدة مسارات أنفاق تحت الأرض تابعة لحزب الله وتدميرها، ومصادرة عتاد عسكري”.
خروقات متواصلة في الجنوب
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن الجيش الإسرائيلي نفذ تفجيرات عنيفة في بلدة كفركلا جنوب لبنان، بعد ساعات من تفجير ضخم قام به الجيش في ميس الجبل وصل صداه إلى النبطية والزهراني.
وشهدت أجواء إقليم الخروب وجوارها تحليق مكثف لطائرة مسيرة إسرائيلية مساء السبت، فيما حلقت أخرى في أجواء مدينة صور وقرى وبلدات القضاء.
وذكرت الوكالة اللبنانية أن “الجيش الإسرائيلي اعتدى على القلعة التراثية في دوبيه بين شقرا وميس الجبل والمنشآت والخيم الزراعية عند مثلث ميس شقرا حولا”.
و تواصل فرق الإنقاذ التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني بالتعاون مع الجيش اللبناني عمليات البحث والمسح في المناطق التي تعرضت لهجوم إسرائيلي، بحسب ما ذكرت المديرية في بيان لها.
وانتشلت فرق الإنقاذ أشلاء يُرجح أنها تعود لقتيلين في حي “الساحة التحتا” في الخيام، بالإضافة إلى جثمان قتيل في بلدة كفرشوبا.
وقد جرى نقل الأشلاء والجثمان إلى مستشفى مرجعيون الحكومي لإجراء الفحوصات الطبية والقانونية، بما في ذلك فحوصات الحمض النووي (DNA) لتحديد الهوية.
في السياق ذاته، استمرت فرق الدفاع المدني في عملياتها في بلدة الجبّين، حيث انتشلت جثامين أربعة قتلى. كما عثرت على جثمان قتيل في بلدة شيحين وآخر في مثلث طيرحرفا، وجرى نقلهم إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة تحت إشراف الجهات المعنية للتحقق من هوياتهم.
المصدر: صحيفة الراكوبة