بعد السيطرة على جبل موية.. هل تسقط النيل الأبيض وسنار بيد “الدعم السريع”
تقرير: رشا حسن
بعد المعركة العنيفة التي دارت في منطقة جبل مويه بولاية سنار بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، استطاعت قوات الدعم السريع السيطرة على المنطقة، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان الجيش سيطرته عليها. تعد منطقة جبل مويا نقطة استراتيجية تربط بين ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة، مما يجعل السيطرة عليها ذات أهمية كبيرة. فهل يمهد هذا الوضع لسقوط ولايتي النيل الأبيض وسنار في يد قوات الدعم السريع؟
في هذا الجانب يقول نائب المدير العام لمركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور الفاتح عثمان مجحوب، إن قوات الدعم السريع سيطرة في منطقة تقع بين فرقتين من الجيش السوداني، متوقعًا أن ينجح الجيش في استعادة جبل مويا خلال ثلاثة أيام.
ويرى مجحوب في تصريح لـ”الراكوبة” أن من الناحية العسكرية، لا تمتلك قوات الدعم السريع الفرصة لتطوير هجومها وليست لديها حواضن في تلك المنطقة، وستعاني من قصف الطيران الحربي والمدفعية، وبعد ذلك اجتياح من قوات الفرقة 18 تماسيح النيل الأبيض. واعتبر أن سيطرة قوات الدعم السريع على جبل مويه تمثل استعراضًا دعائيًا، لأن المنطقة تقع بين فرقتين للجيش، ووصفها بأنها مغامرة غير محسوبة العواقب.
مغامرة وهجوم
أما الخبير العسكري عمر أرباب فيقول إن منطقة جبل موية تعتبر من المناطق الاستراتيجية ومن أهم خطوط الدفاع عن مدينة سنار، بالإضافة إلى أنها تقع في المنطقة الوسطى ما بين ولايتي سنار والنيل الأبيض.
ويرى أرباب في تصريح لـ”الراكوبة” أن المنطقة تعتبر بمثابة خطوط إمداد تواصل ما بين الولايتين، لافتًا إلى أن قوات الدعم السريع تسعى للسيطرة على مدينة سنار والتمدد جنوبًا وتريد الوصول إلى الحدود الإثيوبية، وبذلك استطاعت أن تفتح خطوط إمداد من أقصى الشرق إلى الغرب.
ويشير الخبير العسكري إلى أن سيطرة الدعم السريع على المنطقة لها آثار سلبية على قدرة وتحرك القوات، والهدف منها هو تضييق الخناق على ولاية النيل الأبيض ومدن سنجة وسنار، باعتبار جبل موية يقع في منطقة وسطى بين هذه المناطق.
سيطرة وسقوط
فيما يقول مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية بجامعة أم درمان الإسلامية، البروفيسور صلاح الدين الدومة، إن القراءة العسكرية لساحة المعارك تشير إلى أن سيطرة الدعم السريع على جبل موية تمهد لسقوط الأجزاء المتبقية من ولايتي النيل الأبيض وسنار في يد قوات الدعم السريع.
ويعتقد الدومة في تصريح لـ”الراكوبة” أن الحل يكمن في إيقاف الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني بالعودة إلى منبر جدة بالمملكة العربية السعودية برعاية سعودية وأمريكية مشتركة أو تفعيل البند السابع.
وقد أعلنت قوات الدعم السريع اليوم سيطرتها على منطقة جبل مويا، الممتدة على الحدود بين ولايتي سنار والنيل الأبيض.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الدعم السريع في بيان على منصة “إكس” أن قواتهم اشتبكت مع الجيش في معركتين، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح بلغت 300 قتيل، بالإضافة إلى أسر العشرات والاستيلاء على عدد من العربات العسكرية.
وأكدت مصادر لـ”الراكوبة” محاولة هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة سنار مساء اليوم، مشيرة إلى تصدي الجيش السوداني لهذا الهجوم، بالإضافة إلى انتشار كثيف للقوات المسلحة في الطرقات الرئيسية وداخل الأحياء السكنية.
المصدر: صحيفة الراكوبة