تتكشف تفاصيل القضية لتلقي الضوء على هشاشة الأدلة التي اعتمد عليها القضاء، فوفقًا لبيان الطلاب، لم يكن هناك أي نشاط سياسي أو عسكري لمصطفى..
التغيير: الخرطوم
ناشد طلاب كلية السياحة والفنادق بجامعة الزعيم الأزهري المجتمع المحلي والدولي، ووسائل الإعلام المستقلة، والمنظمات الحقوقية، التحرك العاجل لإنقاذ زميلهم الطالب مصطفى يوسف محمد الغزالي، الصادر بحقه حكم بالسجن على خلفية اتهامات بالتعاون مع قوات الدعم السريع.
وصف الطلاب في بيانهم الحكم الصادر بحق زميلهم بأنه “جائر وقاسٍ”، مؤكدين أن الاتهام استند إلى مزاعم هشة لا تدعمها أي أدلة مادية، بل إلى “مزحة” عابرة وردت في سياق محادثة شخصية.
ويأتي هذا التطور المأسأوي في ظل بيئة سياسية وأمنية مشحونة في السودان، حيث تتزايد المخاوف من استغلال القضاء لتصفية الحسابات السياسية وقمع حرية التعبير.
من “مزحة” إلى عشر سنوات سجن
تتكشف تفاصيل القضية لتلقي الضوء على هشاشة الأدلة التي اعتمد عليها القضاء، فوفقًا لبيان الطلاب، لم يكن هناك أي نشاط سياسي أو عسكري لمصطفى، الذي يُعرف بأخلاقه العالية وانضباطه الدراسي.
الحادثة برمتها لم تتجاوز كونها محادثة عفوية بينه وبين أحد أصدقائه، حيث أطلق “مزحة” اعتُبرت فيما بعد دليلًا على تعاونه مع قوات الدعم السريع.
وأضاف البيان أنه “رغم شهادة الشهود وتأكيد عدم وجود أي دليل على التهمة، ورغم أن الحادثة كانت في سياق مزاح عابر، إلا أن المحكمة أصدرت حكمًا قاسيًا لا يتناسب مع طبيعة الموضوع، ما يُعد خرقًا واضحًا لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان”.
هذا التناقض الصارخ بين الأدلة المتاحة والحكم الصادر يمثل، بحسب الطلاب، “خرقًا واضحًا لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان” حيث قالوا إن مثل هذه الأحكام لا تتناسب مطلقًا مع طبيعة الموضوع، وتثير تساؤلات عميقة حول استقلالية القضاء ونزاهة الإجراءات القانونية في البلاد.
وليست هذه المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول أحكام قضائية في السودان، إذ وثّقت منظمات حقوقية عديدة تصاعدًا مقلقًا في حالات الاعتقال التعسفي وإصدار أحكام مشددة استنادًا إلى اتهامات غامضة أو أدلة واهية، لا سيما خلال فترات النزاع والتوتر السياسي.
ففي تقرير سابق، أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن السلطات في السودان غالبًا ما تلجأ إلى تهم “التعاون مع جهات معادية” أو “إثارة الفتنة” لقمع المعارضين والنشطاء، حتى لو كانت أفعالهم لا تتعدى التعبير عن آرائهم على نحو سلمي.
مطالب الطلاب وحملة إلكترونية
وفي مسعى للفت الانتباه إلى قضية زميلهم، طرح طلاب كلية السياحة والفنادق بجامعة الزعيم الأزهري ثلاثة مطالب أساسية، شملت إعادة النظر في الحكم الصادر بحق مصطفى، ومراجعة الأدلة وفقًا لمعايير العدالة والإنصاف.
كما دعوا إلى تدخل فوري من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لتقديم الدعم القانوني والضغط على السلطات من أجل ضمان محاكمة عادلة.
كما طالبوا وسائل الإعلام الحرة بتسليط الضوء على القضية وكشف تفاصيل ما وصفوه بـ”الحكم الظالم”.
ولتعزيز هذه المطالب، أطلق الطلاب حملة إلكترونية تحت وسم (وسم) الحرية لمصطفى الغزالي، بهدف حشد الدعم والتضامن مع زميلهم.
وتمثل هذه الحملة صرخة قوية من داخل المجتمع الأكاديمي، تعكس الشعور العميق بالظلم، وتؤكد أهمية الدفاع عن الحقوق الأساسية للطلاب في ظل الظروف الراهنة.
المصدر: صحيفة التغيير